الكهرباء تغيب عن معظم المناطق السورية ساعات طويلة … وزير الكهرباء لـ«الوطن»: توريدات الغاز اليومية انخفضت بمعدل 1,5 مليون متر مكعب خلال الأيام الماضية
| عبد الهادي شباط
سجلت ساعات التقنين خلال الأيام الماضية ارتفاعاً حاداً طال معظم المناطق السورية بما فيها المناطق التي كان يعتبرها الكثير من السوريين (مدللة) كهربائياً ومنها بعض أحياء دمشق التي غابت عنها الكهرباء خلال الأيام الماضية لعشر ساعات متواصلة.
وزير الكهرباء غسان الزامل أوضح لـ«الوطن» أن تزامن حالة النقص في توريدات مادة الغاز لحدود 1,5 مليون متر مكعب يومياً مع ارتفاع الطلب والاستهلاك للكهرباء مع ميل الطقس نحو البرودة فرض ارتفاعاً في ساعات التقنين المطبقة في مختلف المناطق السورية، مع تقدير الوزير بعودة كميات الغاز (مليون ونصف مليون متر مكعب) لوضعها الطبيعي مع النصف الثاني من الشهر المقبل (كانون الثاني) مع بقاء عامل برودة الطقس وارتفاع معدلات الاستهلاك قائماً خلال الأشهر القادمة.
في الوسط التجاري اعتبر عدد من أعضاء غرفة تجارة دمشق أن ساعات التقنين خاصة في الأيام الأخيرة أحدثت خللاً في الحركة التجارية لجهة الواردات والمبيعات، كما أثرت في حركة الأسواق لجهة ارتفاع كلف وصرفيات الباعة لتأمين الطاقة من مصادر بديلة على التوازي مع تفضيل بعض أصحاب المحال والورشات الإغلاق باكراً.
وفي بعض التفاصيل الفنية أوضح بعض العاملين في قطاع الكهرباء أن كثرة الانقطاعات الأخيرة والمفاجئة منها سببها ارتفاع الحمولات الذي كان يدفع لفصل القواطع (آلياً) لحماية مراكز التحويل وبقية مكونات الشبكة خاصة في المناطق التي يرتفع بها معدل الاستجرار غير المشروع لأن معظم المستجرين للكهرباء بطرق غير قانونية يستهلكون الكهرباء بطرق مبالغ بها.
وعن حجم الاشتراكات المعفاة من التقنين أوضحت الوزارة في تصريح سابق لها لـ«الوطن» أن منح هذه الاشتراكات توقف بعد أن وصلت إلى سقف الكميات المخطط تخصيصها لهذه الاشتراكات وأن نحو 75 بالمئة من هذه الطاقة تذهب للمدن والمناطق الصناعية والمنشآت الحيوية، في حين تحصل المنشآت السياحية والتجارية التي لديها اشتراكات معفاة من التقنين على الربع المتبقي من الكميات المعفاة من التقنين.
وكانت وزارة الكهرباء قد نشرت عدة مذكرات أوضحت من خلالها حجم الدمار الكبير الذي طال منظومة الكهرباء والذي يحتاج إلى أعمال وأموال هائلة لإعادة هذه المنظومة إلى ما كانت عليه قبل سنوات الحرب حيث كانت تصنف منظومة الكهرباء في سورية من أفضل المنظومات على مستوى المنطقة وعلى سبيل المثال فقط في مجال شبكات التوزيع للتوتر«20 ك. ف» وما دون، وتعرضت شبكات التوتر«20 ك. ف» ومراكز التحويل وشبكات التوتر المنخفض في أغلب المحافظات لعمليات تدمير ونهب وسرقة من حديد الأبراج والأعمدة الخشبية وأمراس الألمنيوم وملفات النحاس للمحولات الكهربائية (آلاف المحولات 20/0. 4 ك. ف وكذلك آلاف الكيلومترات من خطوط 20 ك. ف وشبكات التوتر المنخفض) واستطاعت شركات الكهرباء في المحافظات تأهيلها وعودة جزء مهم منها للخدمة وتأمين وصول التغذية الكهربائية لمختلف المناطق والتجمعات والمنشآت الحيوية والفعاليات الاقتصادية وغيرها.