«واشنطن بوست»: معركة محفوفة بالمخاطر تنتظر إسرائيل بعد الهدنة … «غلوبال ريسيرتش»: بريطانيا أرسلت سراً قوات جوية خاصة لمساندة «تل أبيب»
| وكالات
كشف موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي أن بريطانيا أرسلت قوات جوية «خاصة» بشكل سري لدعم شريكتها إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، في حين اعتبرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن طريقة إدارة إسرائيل ملف الأسرى تشير إلى أنها في خطورة خسارة المعركة مع حركة حماس.
وحسب موقع «غلوبال ريسيرتش» فإن بريطانيا أرسلت قوات جوية «خاصة» بشكل سري لدعم الكيان الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة المحاصر، وحذرت وسائل الإعلام البريطانية من تسريب أي تقارير أو أخبار بهذا الشأن.
وقال الموقع في مقال أعده الصحفي البريطاني الاستقصائي كيت كلارنبرغ إن اللجنة الاستشارية الإعلامية لشؤون الدفاع والأمن في بريطانيا وجهت إلى وسائل الإعلام البريطانية الكبرى بما فيها الصحف تحذيراً من نشر أي تقارير أو معلومات عن إرسال قوات جوية بريطانية خاصة لدعم إسرائيل في خطوة تؤكد حسب الموقع حرص لندن على إخفاء حقيقة «الأعمال الإجرامية» التي تقوم بها في غزة.
وتعد بريطانيا أحد الداعمين الرئيسيين لكيان الاحتلال الإسرائيلي والمشجع البارز لمجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين حيث لم تخف الحكومة البريطانية ممثلة بكبار مسؤوليها وعلى رأسهم رئيس الوزراء ريشي سوناك تحيزها الواضح لإس رائيل وملاحقتها للمناهضين للجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين وقمعها الأصوات المطالبة بوقف العدوان على غزة.
بدورها، تحدّثت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في تقرير للكاتب البريطاني، مايكل كلاريك، عن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية، ورأى الكاتب أنه على الرغم من هذه الأخبار الإيجابية «لكن طريقة إدارة إسرائيل لملف الأسرى تشير الى على أنها في خطورة خسارة المعركة مع حركة حماس».
ووفق كلاريك، فإنه «في اليوم الثاني للحرب حشدت إسرائيل نحو 550 ألف مقاتل لمواجهة مقاتلي حماس الذين لا يتجاوز عددهم 25 ألفاً»، مشيراً إلى أن «هذا الحشد يفوق الذهاب إلى معركة»، وتابع إنه على الرغم من ذلك، «فإنّ إسرائيل فقدت السيطرة على الأحداث»، لافتاً إلى أن «حماس كانت لها اليد الطولى في ملف الأسرى، وأكثر مهارة في إدارة الملف».
وأمس السبت، قرّرت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من محتجزي الاحتلال لديها، مجبرةً سلطات الاحتلال على الخضوع لشروط المقاومة الفلسطينية في الالتزام ببنود الاتفاق غير المباشر بين الطرفين.
في الغضون، تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية موضوع إمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها المعلنة من الحرب على قطاع غزّة المحاصر، والمتمثل أهمها في «تدمير قوة حماس السياسية»، متسائلةً بشأن كيفية تحقيق القوات الإسرائيلية هذا الهدف بعد انقضاء الهدنة.
وعنون كاتب العمود في الصحيفة، ديفيد إغناتيوس، مقاله بـ«ساحة معركة محفوفة بالمخاطر تنتظر إسرائيل بعد فترة التوقف»، لافتاً إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه «معضلةً مؤلمة وربما مثيرة للجدل في المستقبل»، وذلك بعد انتهاء الحرب التي وصفها بـ«لمتقطعة» في غزّة مؤقتاً.
وتطرّق مقال الصحيفة إلى أن إسرائيل تأمل في أن تستمر هذه الجولة من تبادل الأسرى «حتى يتم إطلاق سراح باقي النساء والأطفال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزّة»، وأوردت الصحيفة حديثاً لأحد كبار المسؤولين الإسرائيليين في مقابلةٍ أجريت معه عشية إطلاق سراح الأسرى، قال فيه إنه «سيكون من الأصعب بكثير توسيع عملية تبادل الأسرى لتشمل باقي الأسرى، وربما يعني ذلك العودة إلى المعركة قريباً»، مضيفاً إن المرحلة التالية من الحرب «ستكون صراعاً عالي الحدة».
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لكيان الاحتلال، فإنه «هنا يكمن جوهر المشكلة»، مُشيرةً إلى أن إسرائيل سوف تسعى إلى استئناف العمليات الهجومية في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط الدولية من أجل وقفٍ دائم لإطلاق النار، وذكّرت «واشنطن بوست» بأن «إسرائيل واجهت مراراً وتكراراً معضلاتٍ مماثلة في حروبها الماضية»، وذلك بتزايد الضغط الدبلوماسي لوقف القتال «قبل أن يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه أكمل مهمته».
كما تحدثت الصحيفة إن مقاتلي المقاومة الفلسطينية «ما زالوا متحصنين تحت الأرض»، لافتةً إلى أن ذلك مستمر على الرغم من كل ما جلبته الحرب الأخيرة على القطاع من دمار، ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولٍ إسرائيلي ثانٍ قوله إن شبكة أنفاق حماس «أكثر تطوراً مما كنا نعتقد».
ومما لا شك فيه، حسبما أوضحت الصحيفة، أن حركة حماس وباقي تشكيلات المقاومة سوف تستغل فترة التوقف «للراحة وإعادة تنظيم صفوفها»، وأنّه يتعين على إسرائيل بعد انقضاء الهدنة، أن تتخذ بعض القرارات الصعبة بشأن مستويات قوة جيشها، خصوصاً بشأن استدعائها ما يُقدّر بنحو 300 ألف جندي احتياط، لافتةً إلى أنه «رقم غير مسبوق أدى إلى استنفاد العناصر الشابة في الاقتصاد الإسرائيلي بشدة».