ملك سكر في ذكرى رحيلها … واحدة من ممثلات الصف الأول وألمع نجمات السبعينيات والثمانينيات
| وائل العدس
تعتبر الفنانة السورية ملك سكر واحدة من ممثلات الصف الأول في سورية ومن ألمع نجمات السبعينيات والثمانينيات في القرن الماضي لامتلاكها خصائص فطرية كطبيعة وجهها الحزين ونبرة صوتها الفريدة إضافة إلى موهبتها، ما لفتت أنظار العديد من المخرجين وتالياً قدمت أهم الأدوار، وقد تميزت بحضورها اللافت في كل أعمالها الفنية في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما.
تمتعت بملامح جميلة يتداخل فيها نوع من الحزن الرقيق، ما ساعدها على أداء أدوار التراجيديا ببراعة، ومع ذلك لم تكتفِ بالقيود المفروضة عليها في تلك الأدوار بل قدمت شخصيات متنوعة أخرى.
كل الأدوار التي أدتها، أبدعت فيها لأنها امتلكت أدواتها بجدارة متناهية، غير ذلك فهي امرأة ذات ملامح تصلح لكل الشخصيات، فقدمت شخصية الأم والزوجة والحبيبة لتعبر عن أحاسيس شخصياتها وتمر من القلوب كنسمة وتترك أثراً فينا جميعاً، فضلاً عن صدقها مع كل من حولها، فرسمت صورة جميلة لدى الجميع وحازت احترام الجميع، وتالياً كونت شخصية متميزة في حياتها الفنية والخاصة.
بسن مبكرة
تنتمي الراحلة إلى عائلة فنية عريقة حيث شقت درب شقيقتيها الفنانتين أمل سكر التي برزت في الأعمال الفنية السورية، وألفت سكر التي تألقت في الأعمال الفنية المصرية، وتزوجت المخرج الراحل علاء الدين كوكش.
ولدت عام 1946 في دمشق وتوفيت عام 1992 عن عمر ناهز 44 عاماً متأثرة بإصابتها بمرض السرطان، تاركة خلفها إرثاً كبيراً وعدداً لا يحصى من الأعمال الفنية
ظهرت موهبتها الفنية في سن مبكرة، فدخلت عالم الطفل من خلال برامج مخصصة لهذه الفئة العمرية، ومن ثم ظهرت على المسرح وهي في ربيعها العشرين، ولها في هذا المجال أهم الأعمال السورية.
اختارها المخرج اللبناني نقولا أبو سمح للمشاركة في حلقات كوميدية منفصلة في تلفزيون لبنان مع دريد لحام ونهاد قلعي عام 1963، وحقق برنامج «أنا وهو» نجاحاً كبيراً في سورية ولبنان فقرر أبو سمح العمل معها مجدداً في المسلسل الكوميدي الشهير «مقالب غوار».
بدأت رحلة السينما من مصر في الستينيات من القرن الماضي وتحديداً من مشاركاتها الفيلم المصري «ولدت من جديد» إنتاج عام 1962 تأليف محرم فؤاد وإخراج سيد طنطاوي.
وفي التلفزيون يمكن أن نذكر مشاركاتها أواسط الستينيات مسلسل «الغيوم البيضاء»، وفي السبعينيات قدمت العديد من الأعمال الدرامية، وفي الثمانينيات سطع نجمها أكثر في الدراما والسينما.
أعمالها
شاركت في عشرات الأعمال، منها في الفن السابع: «عقد اللولو» و«عتاب» عام 1964، و«الجبابرة» و«ولدت من جديد» عام 1965، و«انتصار المهزوم» عام 1967، و«المراية» عام 1970، و«جسر الأشرار» عام 1971، و«زواج بالإكراه» و«رحلة حب» عام 1972، و«هاوي مشاكل» عام 1974، و«لا وقت للخداع» و«حسناء وأربع عيون» عام 1975، و«ليل الرجال» عام 1976.
وفي التلفزيون نذكر مسلسلات: «فقاقيع» عام 1963، و«مقالب غوار» 1964، و«أسعد الوراق» عام 1965، و«رجم الغريب» عام 1976، و«ساري» عام 1977، و«بنت البادية» عام 1978، و«سيرة بني هلال» عام 1978، و«حارة الملح» و«المشوار الطويل» عام 1980، و«تجارب عائلية» عام 1981، و«المجنون طليقاً» عام 1984، و«حصاد السنين» عام 1985، و«أيام البركة» عام 1987، و«الغيوم البيضاء» عام 1988، و«الخشخاش» و«أبو كامل» عام 1991.
وفي المسرح شاركت في مسرحية «المتنافسون» عام 1966 مع الأخوين قنوع، ومسرحية «لا تسامحونا» عام 1972، و«ضيعة تشرين» عام 1974 مع دريد لحام ونهاد قلعي.
عربياً، من أفلامها المصرية «عتاب» عام 1964، ومن أفلامها المتميزة الفيلم الفلسطيني «فدائيون حتى النصر» عام 1967.