رياضة

في سادس الدوري الكروي.. أسبوع الكبار ومهرجان الأهداف … الحرية يغرق والوحدة في خبر كان والحلول غائبة … لعنة التعادل تلاحق الكرامة وجبلة أضاء ملعبه

| ناصر النجار

جاءت نتائج مباريات الأسبوع السادس من ذهاب الدوري الكروي الممتاز لكبار الدوري الذين حققوا نتائج باهرة ولافتة للنظر تؤكد عزمهم على المضي في المنافسة بقوة وتوحي أن المنافسة على اللقب ستكون هذا الموسم شديدة وحامية الوطيس.

حطين المتصدر لم يرحم ضيفه أهلي حلب ولم يراع تاريخه واسمه فأنزل به هزيمة قاسية بأربعة أهداف لهدف، والفتوة الوصيف أكد أنه ليس بأقل من حطين فأكرم وفادة الطليعة بثلاثية نظيفة، ومطاردهما الوثبة كانت غزوته إلى حلب ناجحة فأثخن شباك الحرية برباعية هي الأقسى له هذا الموسم.

وجبلة واصل نتائجه الجيدة فهزم جاره تشرين بهدف نظيف واستمر في المربع الذهبي فارساً ومطارداً، وانتهت مباراة الكرامة مع الجيش كعادة مباريات الكرامة ما أثَّرت هذه النتيجة في كلا الفريقين اللذين كانا يمنيان النفس بالفوز وخصوصاً الكرامة الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره.

لكن المفاجأة تمثلت بخسارة الوحدة أمام الساحل بهدفين نظيفين وقد رسمت أكثر من إشارة استفهام حول ما يجري بكرة النادي، بينما استحق الساحل كل كلمات الإشادة والثناء على فوز كبير حققه على فريق كبير خارج أرضه وبذلك استعاد الساحل عافيته وثقته بعد ثلاثة مطبات كادت تهوي به إلى المجهول!

إثارة وحساسية

كل مباريات الديربي في الدوري الكروي السوري لها خاصية وتحمل في طياتها الكثير من الحساسية وأحياناً التشنج وهذا أمر اعتاد عليه عشاق كرتنا، فمباراة جبلة مع تشرين لم تخرج عن هذا العنوان ومضمونه، وهي أشبه ببقية مباريات الديربي، ودوماً الفريق الخاسر يجب أن يحمّل أي طرف مسؤولية الخسارة قد يكون الحكم أو الفريق الآخر أو اتحاد الكرة، من دون أن ينظر إلى أسباب الخسارة الحقيقية، من حق أنصار جبلة أن يفرحوا بهذا الفوز المبين، ومن حق أنصار تشرين أن يحزنوا على خسارة هي الأسوأ بنظرهم.

علينا أن نعترف أن تشرين يمر بمرحلة اللاتوازن وأمور فريقه ليست بخير قياساً إلى سنوات البطولة، ومثل هذه الخسارة في هذا التوقيت يجب أن تقوي الفريق لا أن تكسره، ولابد من التعرف على أسباب الخسارة الحقيقية فنياً وتكتيكياً وأن نتجنب رمي الاتهامات يميناً وشمالاً حتى لا تضيع بوصلة التصحيح.

المباراة انتهت ويجب أن ينتهي معها كل شيء وتصبح من الماضي ليستطيع البحارة أن ينهضوا بسرعة، ولاشك أن المباراة ستعطي النوارس دفعة معنوية لباقي المباريات وخصوصاً أنه ينوي على اللقب سراً وجهراً.

التعادل المقيت

من الطبيعي أن يصبح التعادل مقيتاً عند أبناء الكرامة فصار ملازماً لهم في كل المباريات، وهذا الأمر مزعج للجميع بدءاً من المدرب وانتهاء بأصغر مشجع.

وللأسف فإن متعة الأداء إن لم تنته بفوز تصبح في عالم النسيان لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالانتصار، ولاشك أن هذا المفهوم في حسابات القائمين على كرة النادي، واليوم من الضروري البحث عن الحلول المجدية، بعد أن تم رسم معالم الفريق وشخصيته وتحديد هويته، المنطق يقول: على الفريق أن يستمر كما هو عليه، وأي تغيير فيه سيقضي على بناء مهم تم تأسيسه بإتقان، لذلك لابد من الصبر على الفريق وهذا البناء سيحصد الفريق نتائجه في القريب العاجل.

الجيش قدم مباراة هجومية، وشاهدنا الروح قد عادت للفريق ورغم النقص المؤثر في صفوفه فقد كان البدلاء عند حسن الظن، السلبية في فريق الكرامة عدم استغلال الفرص المتاحة، والأسوأ عدم الحفاظ على هدف التقدم عشر دقائق!

صدمة كبيرة

لم يكن أشد المتشائمين بفريق الوحدة ليتوقع له مثل هذه الخسارة الأليمة وخصوصاً أن ضيفه الساحل قادم من ثلاث خسارات مدوية، كل أنصار البرتقالي كانوا يفكرون بكم هدف سيفوزون ولكن في النهاية تجرعوا مرارة الهزيمة وأذى الهدفين.

واختصاراً لكل ما حدث فإن الوحدة لم يحترم خصمه وتعامل مع المباراة باستهتار وكأن النتيجة في جيبه فخاب أمله وغرق أكثر في بحر لا قرار له.

بكل الأحوال فإن الفريق يقدم نفسه بأسوأ صورة له، وهي صورة تلامس صورة الماضي وقد نجا من الهبوط في الأمتار الأخيرة وبقدرة قادر، ولم نجد أن الفريق حفظ درس الموسم الماضي وها هو يغرق اليوم مبكراً في خطر المراكز الأخيرة.

من يطلع على تشكيلة الوحدة يجدها عامرة بالأسماء الخبيرة المتمرسة التي لها وزنها ويقودها مدرب خبير له اسمه وسمعته، لذلك يحق لجماهير النادي أن تسأل: أين الخلل؟

وهل يستحق هذا النادي الكبير ما يحدث في كرته؟

على الطرف الآخر نجد أن الساحل عالج جراحه النازفة بهذا الفوز، فاستعاد روحه المعنوية وجاءت هذه النقاط لتدفعه خطوات نحو الأمام ولتكون معيناً له في رحلته الشاقة الطويلة.

أداء متكامل

حطين قدم مع أهلي حلب أجمل أداء له هذا الموسم وترجم أداءه الجميل بأربعة أهداف تاركاً لضيفه هدف الشرف، الخطوط كانت منسجمة والتناغم في الفريق كان جيداً وظهر المحترفون بشكل أفضل وكأنهم دخلوا مرحلة الانصهار والانسجام داخل الفريق.

أفضل ما في المباراة الدقائق المجنونة بين الدقيقة 34 و41 وقد شهدت هذه الدقائق ركلة جزاء ضائعة لحطين وثلاثة أهداف منها اثنان لأصحاب الأرض.

العتب على حطين أنه مال للتهدئة بعد هدفه الرابع وقد يكون ذلك خيراً له حتى لا يتعرض اللاعبون إلى الإجهاد أو الإصابات، أما العتب على أهلي حلب فتمثلت بالأخطاء الدفاعية بعضها فردي والآخر جماعي وقد كلفت الفريق هذه الأهداف والخسارة القاسية.

نقطة التحول في المباراة كانت ركلة الجزاء التي أضاعها حطين، كان من المفترض أن تشكل حافزاً إيجابياً لأهلي حلب، لكن حطين استعاد ثقته بنفسه بعد دقيقتين فسجل هدفين متتاليين، ليقلص بعدها الأهلي الفارق من مباشرة ولكنَّ خطاً ساذجاً من أحد المدافعين كلف فريقه ركلة جزاء مجانية رفعت رصيد حطين من الأهداف فصعبت على الأهلي المباراة.

المباراة يجب أن تكون محط اهتمام ودراسة من الكادر الفني لفريق الأهلي لأن مجموعته الشابة جيدة، لكنها تحتاج إلى الانضباط داخل الملعب، وعلى اللاعبين أن يتعلموا الوظائف المكلفين بها ومهام كل مركز، كنا نشعر أن الفريق مبعثر وكل لاعب يلعب على هواه، ولم يكن في الملعب القائد القادر على قيادة الفريق وضبط توازنه.

صفوف متكاملة

أخمد الفتوة فرحة ضيفه الطليعة بالفوز على الوحدة وأعاده إلى حماة مهزوماً بثلاثية نظيفة.

المباراة دلّت على الفوارق الشاسعة بين الفتوة وضيفه الطليعة، فأعادت الطليعة إلى المربع الوسط بين الآمنين وألحقت الفتوة بحطين ليكون دائماً قريباً منه وملاحقاً له، الفتوة بما أوتي من قوة تعامل مع المباراة بكامل الجدية وفضّ التعادل السلبي بسرعة قبل أن يستقوي الطليعة بالدفاع ليغرد كما يحلو له، وهذا الهدف المبكر جعل حسابات القاشوش مغايرة لكل ما يجري حوله ورغم محاولاته للعودة إلى المباراة إلا أن كل هذه المحاولات لم تحمل صفة الخطورة.

الفتوة رغم الغياب المؤثر في صفوفه إلا أنه أثبت أنه يملك دكة احتياط جيدة قادرة على ملء فراغ أي لاعب، وعلى ما يبدو أن الحكيم أقنع معارضيه أنه مدرب من طينة الكبار.

الطليعة حسب ما أوتي من إمكانيات يكفيه شرف المحاولة، وموضوع دخول قائمة الكبار غير وارد هذا الموسم، لذلك فإن المحافظة على موقع جيد بين الآمنين سيكون أمراً جيداً بعكس الموسم الماضي الذي بقي الفريق في قائمة الخطر الشديد حتى نهاية الدوري.

حلم متجدد

ما زالت أحلام الوثبة في المنافسة على القمة قائمة، وما زال متمسكاً بموقعه بين كبار الدوري وهو يجتهد في المباريات التي يلعبها ويخرج منها محققاً كل أهدافه وتحسب هذه الصلابة للفريق للمدرب مصعب محمد الذي عرف كيف يقدم لجمهور الفريق توليفة من اللاعبين قادرة على مقارعة الكبار رغم أن الفريق لا يضم الأسماء التي تزهو بها بقية الفرق، الوثبة يحترم إمكانياته ويحترم خصومه في كل المباريات، لذلك تخدمه كرة القدم لأنه فريق يدخل مبارياته بكل جدية ممكنة.

للمباراة السادسة حافظ الوثبة على عدم تعرضه للخسارة، وشباكه لم تهتز إلا مرة واحدة حتى الآن، ما يعني أن خطه الخلفي بخير، الوثبة لعب مباريات متنوعة فيها القوي كمباراتيه مع الجيش وتشرين وفاز بهما ومع جبلة تعادل سلباً، ومنها الأقل قوة مع الطليعة والساحل وتعادل سلباً وحقق الفوز على الحرية، الآن تنتظر الفريق مواجهات أصعب مع الكرامة ومع الفتوة ومع الوحدة ومع حطين ومع أهلي حلب، وهنا سيكون الامتحان، ولعل الخبرة الجيدة التي اكتسبها من المباريات السابقة ستكون له خير عون في هذه المواجهات الثقيلة.

أما الحرية فتلقيه الخسارة السادسة والأخيرة على أرضه بهذه النتيجة الثقيلة توحي أنه دخل مرحلة العجز، وأن أمور الفريق ليست بخير على الإطلاق، والوضع الراهن يوحي بأمرين اثنين، أولهما: أن ما يقدمه الفريق يعكس إمكانيات لاعبيه ومستواهم وبالتالي لا أمل له بتحقيق أي نتيجة مرضية في الوقت الراهن وخصوصاً أن الباقيات ستكون أصعب من الراحلات، ثانيهما: أن يكون ما وراء الأكمة ما وراءها، وهذا الأمر في عهدة الإدارة وهي المسؤولة عنه وعليها أن تحدد مكامن الخلل قبل فوات الأوان، بمثل هذه الصور فإن الفريق في الخطر الشديد وإن استمر على المنوال ذاته فسيحجز تذكرة العودة الأولى مبكراً.

أرقام وألوان

مع الأهداف الوفيرة التي سجلتها مباريات هذه المرحلة وقد بلغت 18 هدفاً، فإن المنافسة اشتدت على قمة الهدافين وخصوصاً بدخول لاعب الوثبة وائل الرفاعي القائمة بتسجيله أول هاتريك هذا الموسم بمرمى الحرية فصار له أربعة أهداف في قمة الهدافين شريكاً لمهاجم جبلة عبد الرحمن بركات.

وسجل ثلاثة أهداف كل من: محمود البحر (الفتوة) والعاجي ديكو إبراهيم آبو (حطين) وأحمد الأحمد (أهلي حلب)، وشادي الحموي مهاجم فريق الساحل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن