عربي ودولي

انعقاد منتدى وزراء خارجية «الاتحاد من أجل المتوسط».. وبوريل: للتوصل إلى هدنة دائمة … إسبانيا: السلطة الفلسطينية شريك السلام الوحيد.. مصر والأردن: نرفض تهجير الفلسطينيين

| وكالات

دعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى هدنة دائمة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، والعمل على حل سياسي للصراع، في حين شدد وزير الخارجية الإسباني على رفض بلاده قتل آلاف الفلسطينيين وضرورة حل الدولتين، على حين دعا وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي إلى ممارسة ضغوط دولية على الكيان لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وخلال افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية «الاتحاد من أجل المتوسط» في برشلونة بإسبانيا، شدد بوريل على أنه «يجب تمديد» الهدنة التي وصفها بأنها «خطوة أولى مهمة»، وتحويلها إلى هدنة «دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي»، وذلك وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
بدورها، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن بوريل قوله: إن نصف قطاع غزة تعرض للدمار بشكل كامل، وهو أمر غير مقبول، مؤكداً ضرورة الخروج من الأزمة الحالية التي يواجهها القطاع، وأعرب عن شكره وتقديره للأدوار التي لعبتها كل من مصر وقطر في التوصل إلى هدنة في غزة.
وأوضح أن التوسع في إقامة المستوطنات يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، خاصةً في ظل الأعداد الكبيرة للضحايا الذين سقطوا من جراء القصف الإسرائيلي على مدى أكثر من 50 يوماً.
من جانبه، قال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس: إن هناك حاجة ماسة إلى حل الدولتين، من أجل نشر السلام في المنطقة، ودعا خلال الاجتماع وفق «القاهرة الإخبارية»، إلى وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي، وشدد على رفض بلاده قتل آلاف الفلسطينيين في غزة، قائلاً: إن السلطة الفلسطينية هي الشريك الوحيد الممكن والموثوق للسعي إلى السلام في الشرق الأوسط.
في الغضون، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن فهم ما جرى في 7 تشرين الأول الماضي لن يكون ممكناً من دون فهم الطريق الذي قاد إليه، وقال في كلمته أمام اجتماع وزراء خارجية «الاتحاد من أجل المتوسط»، إنه طريق رسمه وقاد إليه من ظنوا أن استدامة الاحتلال إلى الأبد أمر ممكن، وأن تحويل الفلسطينيين إلى رعايا في دولة فصل عنصري هو أمر قابل للاستدامة، وأن القضاء على أي أفق لدى الفلسطينيين كفيلٌ بإشاعة اليأس بينهم، وتصفية قضيتهم، موضحاً أن هذا الفكر وذلك النهج هما ما أوصلنا إلى اللحظة الحالية بكل ما فيها من عنفٍ وقتل وبشاعة، وذلك وفق ما نقل موقع «اليوم السابع» المصري.
وشدد أبو الغيط على ضرورة وقف «المذابح»، جنباً إلى جنب مع النظر إلى مستقبل قطاع غزة، مشيراً إلى أنه لا مستقبل للقطاع بفصله عن الضفة كأنه قضية بذاتها، حيث أصبحت غزة اليوم عنوانا للقضية الفلسطينية وهي جزءٌ منها وأي «حلول» لغزة لابد أن تكون جزءاً من الحل الشامل لهذه القضية على أساس رؤية الدولتين.
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال بدوره: إن غزة تعيش أوضاعاً كارثية تحت وطأة العدوان الإسرائيلي، الذي يفرض قيوداً على دخول كل شيء للقطاع، مؤكداً أن مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية عملت على تمديد الهدنة ليومين أو ثلاثة.
ودعا «المالكي»، خلال الاجتماع إلى تمديد الهدنة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار دائم، ولفت إلى أن عودة الهجمات الإسرائيلية على غزة، تعني مضاعفة المعاناة التي يواجهها أهالي القطاع، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل آخر سوى إنهاء الحرب على غزة، وتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الجميع «لاعطاء رسالة واضحة لإيقاف المجازر والعذاب في المنطقة المتوسطية وتوطيد السلام في المنطقة».
وقال الصفدي في كلمته في المنتدى، حسب وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية: إن «الاتحاد من أجل المتوسط» ولد من أجل العمل على توطيد السلام، وهو «سلام شامل ودائم في المستقبل»، حيث نواجه تحديات مهمة جداً، لذلك علينا العمل من أجل إعادة بناء فكرة السلام».
وأشار الصفدي إلى أن إسرائيل لم تحترم «اتفاقية أوسلو» وعندما بدأت العملية في مدريد كان هناك أمل في الوصول إلى مستقبل آمن، ولكن إسرائيل عملت من أجل توطيد الاستعمار وخرق اتفاقية أوسلو ولم يكن هناك أي خطوة من أجل التقدم نحو السلام.
وشدد الصفدي على أن الوضع فاجع وهناك مجازر كبيرة جداً، والكثير من العائلات تموت في قطاع غزة، والبنية التحتية تمحى بشكل كامل، وقال: إن هذه القوة والعنف الشرير لا يمكن قبولهما من العالم، كما أن على إسرائيل أن تعلم أنه لا يمكننا القبول بتهجير مليون و700 ألف فلسطيني.
وجدد الصفدي التأكيد أن هذا الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول الماضي، «فالقضية والحقوق الفلسطينية قضية عمرها عشرات السنين، وما زال الدم الفلسطيني يسيل ويراق من القوة القائمة بالاحتلال «إسرائيل»، مؤكداً أن الحل سياسي بإقامة دولتين قابلتين للعيش بسلام وهذا يتطلب وضع خطة مستقبلية للعمل بشكل شامل لإيجاد الآلية المناسبة للتقدم بذلك.
وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال بدوره: إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن يحدث إلا إذا أدركت إسرائيل أنه يصب في مصلحتها، وهو ما لن يتحقق من دون ضغط دولي عليها.
وحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، أضاف شكري: إن حجم المساعدات التي تدخل إلى القطاع ضعيف جداً، نتيجة للإجراءات المعوقة التي تتخذها إسرائيل، وهو ما دفع الدول العربية والإسلامية إلى وضع مشروع قرار في مجلس الأمن بهذا الصدد، وذكر أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل تدفع نحو تهجير سكان القطاع، مشدداً على أن الدول المعارضة لذلك لا تقوم بالإجراءات الكافية للحيلولة دون وقوعه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن