إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة وكيان الاحتلال … اتفاق على تمديد الهدنة المؤقتة في غزة ليومين بالشروط ذاتها وترحيب دولي
| وكالات
أعلنت المقاومة الفلسطينية التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين وفق الشروط ذاتها، وسط ترحيب دولي ودعوات إلى تحويل الهدنة لوقف كامل للعدوان، في حين أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية تسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر دفعة من المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة.
وأفادت قناة «كان» الإسرائيلية بأن الصليب الأحمر تسلم الدفعة الرابعة من المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، في حين أوضحت إذاعة جيش الاحتلال أن الدفعة شملت 6 رهائن تايلانديين إضافة إلى 11 إسرائيلياً، في حين أعلنت حركة حماس في وقت سابق أنها تسلمت قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم يوم الإثنين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت أن القائمة شملت 30 طفلاً أسيراً، وكذلك شملت القائمة أسماء الأسيرات عطاف يوسف جرادات وياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان من جنين في الضفة الغربية، ونفوذ جاد عارف حماد من القدس.
وقبل ذلك، قالت «إدارة» السجون الإسرائيلية: تلقينا قائمة بأسماء أسرى فلسطينيين سيتم الإفراج عنهم وسنبدأ العمل على إخراجهم وفق موقع «الميادين نت».
وحسب وكالة «معا» أعلنت حماس أنه تم الاتفاق مع الجانبين القطري والمصري على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بشروط الهدنة السابقة نفسها، وبدورها أعلنت الخارجية القطرية أنه في إطار الوساطة المستمرة تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة.
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي «كبير»: إنه جرى التوصل إلى اتفاق على مخطط لتمديد وقف إطلاق النار ليومين إضافيين، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين كل يوم.
وبالتزامن، رحب منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بتمديد الهدنة ليومين، متوقعاً وجود نحو 8 أو 9 أميركيين أسرى لدى حماس، فيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ذلك «بارقة أمل إنسانية وسط ظلمة الحرب».
وفي وقتٍ سابق أمس، أعلن كيربي، اتفاق الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تمديد فترة وقف القتال في غزة، وفترة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وأضاف: نود أن نرى هذا الاتفاق يمتد لأطول فترة ممكنة حتى إخراج جميع الأسرى، مردفاً بالقول: إسرائيل أعلنت استعدادها لذلك، كما أن حماس مهتمة بالمضي قدُماً في الاتفاق، فيما سيتعين عليها أن تكون قادرة على إطلاق سراح ما يقرب من 10 محتجزين يومياً.
جاء ذلك بعدما أبلغت حركة حماس الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية، حسب مصدرٍ مقرّب من الحركة، مؤكداً موافقة الفصائل على «تمديد الهدنة مع إسرائيل بين يومين وأربعة أيام»، مضيفاً: نتوقع أنه بإمكان المقاومة تأمين إطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 من الأسرى الإسرائيليين.
ويستمر اتفاق تمديد التهدئة المؤقتة لمدة يومين يتخللها الإفراج عن عدد من الأسيرات والأسرى الأطفال الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلي مقابل محتجزين إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وإدخال مساعدات إغاثية وطبية وكميات من الوقود لقطاع غزة.
وتم تحرير 117 أسيراً فلسطينياً من معتقلات الاحتلال خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة مقابل إفراج المقاومة عن 39 من محتجزي الاحتلال لديها وذلك ضمن اتفاق الهدنة المؤقتة.
ودخل اتفاق الهدنة المؤقتة في قطاع غزة حيز التنفيذ صباح الجمعة بعد 48 يوماً من العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي أسفر عن استشهاد نحو 15 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 36 ألفاً.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن الدمار في قطاع غزة يدل على حجم الإجرام الذي مارسته ماكينة القتل الإسرائيلية، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال.
ونقلت وكالة «وفا» عن أشتية قوله في تصريحات أمس: إن مشاهد الدمار التي كشفت عنها حرب الإبادة التي تعرض لها أهلنا في قطاع غزة طوال الـ 52 يوماً الماضية، تظهر حجم الفظاعات التي ارتُكبت بحقهم، حيث أبيدت عائلات بأكملها، ودمرت كل مقومات الحياة من مستشفيات ومدارس وجامعات وأسواق ومخابز ومحطات مياه وكهرباء، ما يكشف عن الأهداف الحقيقية وراء العدوان الذي يستهدف الوجود الفلسطيني.
وأكد أشتية ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال، وتوفير الدعم الإنساني والإغاثي والطبي، وإعادة توفير مقومات الحياة في كل مناطق قطاع غزة، وإعادة خدمات المياه والكهرباء والاتصالات وإدخال الوقود وصولاً إلى تنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال.
بدوره أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أبشع أنواع جرائم الحرب ضد الإنسانية في قطاع غزة في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، لافتاً إلى أن الوضع فيه كارثي ولا يمكن التسامح معه.
وحسب وكالة «سانا»، دعا المالكي إلى بذل كل الجهود للتوصل لوقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة الضغط على كيان الاحتلال لمنعه من قتل الأبرياء مجدداً.
وأوضح المالكي أن إخفاق المجتمع الدولي في إدانة المجازر التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة يشكل وصمة عار على جبين الضمير العالمي.
إلى ذلك أعلنت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات من الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت عدداً من المخيمات في الضفة الغربية واعتقلت عدداً من الفلسطينيين.
وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت مخيم «الجلزون» في مدينة رام اللـه واحتجزت شاباً، ونفذت اقتحاماً آخر لمخيم «عقبة جبر» في مدينة أريحا.
وقالت وسائل الإعلام: إن دوي انفجار كبير سمع في مخيم عقبة جبر بالتزامن مع حصار قوات الاحتلال أحد المنازل، مؤكدةً أن قوات الاحتلال منعت سيارة إسعاف من الوصول إلى المخيم بعد أنباء عن إصابة بالرصاص.
وأضافت: إن تعزيزات عسكرية إسرائيلية برفقة جرافة اتجهت إلى المخيم، فيما تحدثت شبكة «قدس» عن اشتباك مسلح بين مقاومين والقوات الإسرائيلية، وذكر تلفزيون «الأقصى» أن دوي إطلاق نار كثيف أيضاً سُمع في مخيم «الجلزون».
وحسب وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجر أمس فلسطينياً بعد مداهمة منزله في مخيم العروب شمال الخليل في الضفة الغربية، وظهر في مشهد انتشر في منصات التواصل جندي إسرائيلي يقوم بتمزيق صور الشهداء في مخيم العروب.
وقالت وكالة «وفا»: إن الجيش الإسرائيلي اقتحم المخيم وأجبر أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع.
ونقلت وكالة «معاً» عن شهود أن مجموعات من قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت قرية «حارس» وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة، وقالت وسائل إعلام فلسطينية: إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة جبع جنوب جنين وداهمت عدداً من منازل المواطنين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأهالي في الضفة الغربية وذلك بالتزامن مع وفاء المقاومة الفلسطينية بوعدها بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويتصدّى المقاومون في الضفة لمحاولات اقتحام «جيش» الاحتلال في عدد من مناطق الضفة الغربية.