سورية

منظمة إيرلندية أعلنت انتهاء دعمها لمحطات مياه الشرب.. ومخاوف من احتكار «النصرة» للقطاع … تخفيض المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في إدلب للنصف مطلع 2024

| وكالات

أكد ما يسمى فريق «منسقو استجابة سورية» أن العديد من الوكالات الأممية العاملة في شمال غرب سورية (مناطق سيطرة الإرهابيين)، ستجري تخفيضاً كبيراً في عمليات تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وذلك اعتباراً من مطلع العام المقبل، على حين أثار إعلان منظمة «غول GOAL» الإيرلندية غير الحكومية انتهاء الدعم الذي تقدّمه لعدد من محطات مياه الشرب في إدلب، مخاوف السكان من حدوث أزمة احتكار جديدة قد ينتهجها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على غرار احتكاره العديد من القطاعات كالكهرباء والمحروقات والنظافة وغير ذلك.
وقال الفريق في بيان نقلته مواقع إلكترونية معارضة أمس: إن «العديد من الوكالات الأممية العاملة في شمال غرب سورية (مناطق سيطرة الإرهابيين)، ستجري تخفيضاً كبيراً في عمليات تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وذلك اعتباراً من مطلع العام المقبل وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي WFP».
وأضاف: إن نسبة التخفيض يمكن أن تصل إلى مستويات تناهز 50 بالمئة من إجمالي العمليات نتيجة نقص التمويل اللازم لاستمرار العمليات الإنسانية.
واعتبر أن نسب الاستجابة الإنسانية في سورية في تناقص مستمر منذ بداية العام، بنسب عجز تجاوزت 70 بالمئة، وبالتالي فإن العام المقبل سيشهد نسب عجز مرتفعة للغاية، محذراً من تفاقم جديد في مستويات الفقر والجوع في المنطقة، بالتزامن مع ارتفاع متزايد في نسب البطالة.
وأشار الفريق إلى أن استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية قد يدفع إلى مجاعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها، مطالباً جميع الجهات الدولية بالعمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية شمال غرب سورية وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
ونبّه بيان الفريق، إلى قرب انتهاء حركة دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الشريان الأكبر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وضرورة العمل على إعادة النظر في الاحتياجات الإنسانية الملحة للمدنيين في المنطقة، قبل التخطيط لأي استجابة إنسانية للعام المقبل.
وفي 13 الشهر الجاري، أعلنت منظمة الأمم المتحدة موافقة سورية على تمديد السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في شمال البلاد عبر معبرين حدوديين هما الراعي وباب السلامة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، في حين أكدت حينها وزارة الخارجية الروسية أن بعض الأطراف الدولية تواصل المماطلة في تقديم المساعدات اللازمة من الأمم المتحدة والمتفق عليها والموافقة للقانون الإنساني الدولي.
وفي الثالث عشر من تموز الماضي، أعلن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة آنذاك بسام صباغ، أن دمشق ستسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبرين حدوديين هما «باب السلامة والراعي» لمدة 6 أشهر.
بموازاة ذلك، أعلنت منظمة «غول GOAL» العاملة في مدينة إدلب التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة» في بيان نقلته المواقع الإلكترونية المعارضة أمس، انتهاء الدعم الذي تقدّمه لعدد من محطات مياه الشرب التي تغذّي المدينة وبلدات وقرى في محيطها، نهاية العام الحالي.
وذكرت المواقع أن الدعم الذي بدأت المنظمة تقديمه منذ تسع سنوات، كان يشمل توريد المياه الصالحة للشرب بشكل مجاني تماماً إلى السكّان، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية لتحسين واقع شبكة المياه في المناطق التي تغذيها المحطات.
وعلّلت «غول» إيقاف الدعم، بأنها وخلال سنوات الدعم الماضية لم تدخر جهداً لضمان استمرار الدعم وتأهيل المحطات وشبكات المياه المرتبطة بها، حيث كان من المفترض أن ينتهي الدعم بنهاية أيار 2023. إلا أنه وكاستجابة لجائحة الكوليرا والزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من شباط 2023، تمكّنت بالتعاون مع بعض الداعمين من تأمين استمرار الدعم حتى نهاية العام الجاري.
ووفقاً للمواقع، فإن إيقاف الدعم عن محطات مياه الشرب في إدلب أثار مخاوف السكّان من أزمة احتكار جديدة قد تنتهجها ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» على غرار احتكاره الكهرباء والمحروقات والنظافة وغير ذلك من الملفات المهمة، وتحكمه بالأسعار عن طريق مؤسساته أو شركات يصدرها على أنها شركات خاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن