رياضة

مباراة جبلة وتشرين تكرس الكراهية في كرة القدم

| الوطن- أدونيس حسن

لا شك في أن مباريات الديربي في جميع دوريات العالم هي مسرح للغضب والانفعال ومكان لتبادل الشتائم واستعراض الغضب الناتج عن خلافات مبطنة، مذهبية كانت أو طبقية أو قومية، وأصبحت الديربيات اللاتينية بحكم العولمة مثالاً يحتذى في تعزيز الكراهية بين شعوب لا خلافات بينها أساساً، وإنما لإثبات ولاء أو انتماء بطريقة لا تمت للانتماء بصلة.

ما حدث ويحدث كل عام في لقاء جبلة وتشرين يفوق المنطق الطبيعي للتعاطي مع المباريات، ويزيد عن أساس الخلاف وهو «زعامة المدينة كروياً» لكون تشرين يملك خمس بطولات دوري وكأساً يتيمة وسوبر، بينما يمتلك جبلة أربع بطولات دوري وكأسي جمهورية، ولا يمكن لمتابع أن يذكر سبباً غير رياضي في الخلاف بين جمهوري الناديين.

المستغرب في اللقاء الأخير الذي جرى السبت الماضي على ملعب البعث وانتهى بفوز أصحاب الأرض، هو تعامل اللاعبين مع الأحداث وانجرارهم خلف التعصب الجماهيري الأعمى ضاربين عرض الحائط بمفاهيم الاحترافية والمهنية، وأخص بالذكر متوسط ميدان فريق جبلة عبد الإله حفيان الذي سبق له تمثيل الفريق الأصفر موسم 2017-2018، حيث أظهرت مقاطع فيديو قيامه بإشارات غير أخلاقية لجمهور الفريق الضيف، إضافة لحركات تحرض على الكراهية وهو ما لم نعتده وخاصةً في مرحلة ما بعد 2017، وهي نقطة عودة الدوري بنظامه الحالي وبجماهيريته المعهودة، لتأتي العقوبة مباشرة من لجنة الانضباط والأخلاق بإيقافه لعام كامل في خطوة من شأنها أن تردع بقية اللاعبين عن تصرفات غير احترافية تعزز الشرخ بين الجماهير بدل ترميمه.

بطبيعة الحال لا يمكن المطالبة بحالة طوباوية في الملاعب السورية، ولا يمكن في حال من الأحوال منع الشتائم، وإن كانت ظاهرة مؤذية إلا أنها أصبحت واقعاً في جميع البلدان وليس في سورية فحسب، لكن مسؤوليتنا تكمن في الحد من تطور الأمور وعدم انتقال الصراع الكروي إلى خارج الملعب كما حدث في اللقاء الآنف الذكر، فتبادل الضرب وإلقاء الزجاجات الفارغة بين جمهوري جبلة وتشرين يشعرنا بأن هناك أمراً جللاً يتصارع عليه طرفان من أجل قضية عالمية أو مصيرية.

إن ما حدث من استفزازات وشتائم هو دليل على أن هذه الرياضة تأخذ منحى متوحشاً وعنصرياً يكرس الخلافات ويبقي أنصار الفرق تحت تأثير الضباب السلوكي، بدلاً من أن تكون قوة ناعمة بيد الفرق لها تأثيرها على الصورة الذهنية للمدن والأفراد أو تحقق أهداف الرياضة الرئيسية في الإحساس بالانتماء والترويح عن النفس وسط المشاكل والمنغصات اليومية المحيطة بالمواطن السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن