صدر عن مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر في الإسكندرية كتاب «المستطرف الأبيض- ديوان الطرائف المعاصرة»، تأليف إياد جميل محفوظ، يقع في 284 صفحة، وهو الكتاب رقم 20 في مسيرة الكاتب الأدبية ويعد الإصدار الرابع ضمن سلسلة ديوان الطرائف المعاصرة التي بدأها الأديب خطيب بدلة حين أصدر كتابه الأول تحت عنوان: «المستطرف الأزرق» عام 2010، ثم أتبعه بكتاب آخر حمل عنوان: «المستطرف الأخضر» عام 2011، في حين صدر الكتاب الثالث عام 2013 تحت عنوان: «المستطرف الليلكي» وهو إصدار مشترك بين بدلة ومحفوظ الذي أصدر اليوم الكتاب الرابع بمفرده.
ويتضمن هذا الكتاب مجموعة من الطرائف والنوادر يرصد القسم الأول منها مواقف مضحكة حدثت مع الكاتب شخصياً أو مع أحد أفراد أسرته، أما القسم الثاني فيحتفي بحكايات بعض أصدقاء المؤلف ومعارفه، بالإضافة إلى نوادر عدد من البسطاء والمشاهير.
ويرى الكاتب أن أجمل الطرائف والسخريات وأكثرها ظرفاً وعدلاً وإنصافاً هي تلك التي يسخر الكاتب فيها من نفسه، وهذا الكتاب لا يشذ عن هذه القاعدة.
طرائف شخصية
يفتتح إياد محفوظ كتابه بخرافة شخصية عاش تحت تأثيرها العجيب شطراً عذباً من طفولته ترتبط بأسماء بعض أحياء مدينة حلب التي ولد فيها واحتضنت أجمل ذكرياته البريئة، فيقول: «كنت أعتقد إلى درجة تكاد تلامس حد اليقين أن حي الجميلية، لا بد أنه استمد اسمه من اسم والدي جميل، كما كنت أظن أن حي العزيزية استمد اسمه أيضاً من اسم والدتي عزيزة. ولئن كان والدي قد حظي بمكانة اجتماعية ملحوظة تسوغ نوعاً ما الشطحة الأولى من خرافتي، فإن والدتي لم تكن سوى سيدة منزل بسيطة ما جعل الشك والريبة تعبثان في صحة الشطحة الثانية من خرافتي الغريبة».
وفي السياق ذاته يتحدث الكاتب عن طرفة أخرى حدثت معه في مدينة العين الإماراتية تدور أحداثها بينه وبين صاحب بقالية هندي اسمه عبد المجيد اعتاد محفوظ التوقف عنده كل يوم في طريق ذهابه إلى المنزل، حتى نمت علاقة ود لطيفة بينه وبين عبد المجيد وغدت مع الأيام رابطة صداقة.
وأشار الكاتب إلى أنه في إحدى زياراته لعبد المجيد وبينما كان يدفع له حساباً سابقاً خطر له أن يبادره بسؤال كثيراً ما راوده، فدار الحوار التالي: «إن تشو يكتب اسم مال أنا داخل دفتر؟… أجاب عبد المجيد بصوت لا يخلو من حياء: أنا يكتب صديق مال أنا، نفر طويل، شعر ما في».
عريس منافس
وفي حديثه عن طرائف أصدقائه يستعرض الكاتب موقفاً مضحكاً حدث مع صديقه فاتح سواس الذي خاض في سبيل العثور على نصفه الآخر صولات وجولات عديدة، فما أن تحرر من خدمته الإلزامية حتى دخل في معمعة الخطبة والزواج، وهنا تهافتت أخواته الخمس في تحقيق رغبته من خلال البحث عن فتاة مناسبة تليق بمقامه الاجتماعي وشهرته الرياضية.
ويصف محفوظ رحله صديقه بأسلوب فكاهي، قائلاً: «بدأت رحلة تقليب البنات والزيارات الرسمية لمنازلهن وقد خصص فاتح لهذه المهمة بدلة أنيقة ذات لون فضي وربطة عنق تتقاطع فوق سطحها ألوان الرمادي المتدرجة وهو لا يلبسها إلا في تلك المناسبات، فضلاً عن اقتناء خاتمي الخطبة اللذين كانا متأهبين في جيبه حيال دخوله في جولة جديدة من جولات هذه المهمة التي لم يتوقع أن تكون بهذه الصعوبة الدراماتيكية».
ويشير إلى أحد المواقف الغريبة والمضحكة التي حدثت مع صديقه، فيذكر: «بعد زيارات عدة أعجبته إحداهن كثيراً إلا أن الموقف بدا محيراً وغريباً، إذ لم يحدث أن جلس معه والد العروس ووالدتها دفعة واحدة، فقد كان يخرج الأب من الحجرة حين تدخل الأم إليها وقد بدا الارتباك على وجهيهما.. بعد نصف ساعة اكتشف فاتح وأخته أنه ليس بطل القصة بمفرده، حيث تبين لهما أن عريساً منافساً آخر يقبع مع والدة العروس في غرفة الجلوس المجاورة».