ثقافة وفن

ندوة ثقافية وفكرية في ذكرى سلب لواء إسكندرون عن سورية … د. سركيس لـ«الوطن»: ما حدث في اللواء سرقة موصوفة … د. بني المرجة لـ«الوطن»: أهلنا هناك ما زالوا يحافظون على العربية

| مصعب أيوب

تمر في هذه الأيام ذكرى سلب لواء إسكندرون الذي سلخ في أثناء الاحتلال الفرنسي وقد ضمته تركيا عام 1939 وأعلنت بشكل رسمي تسميته ولاية هاتاي فيما بعد وبدأت السلطات التركية بتهجير سكان اللواء الأصليين وتتريكه، وقد أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ظهر أمس بالتعاون مع جمعية لواء إسكندرون ندوة ثقافية فكرية بعنوان «لواء اسكندرون في وجداننا وضميرنا» شارك فيها كل من د. نزار بني المرجة وأ. أحمد إبراهيم ود. سركيس بورنزستيان وقد أدار اللقاء د. إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.

كسر الصورة النمطية

في تصريح لـ«الوطن» أفاد د. سركيس بورنزستيان أن ما دفعه للمشاركة في الندوة هو سعيه لتغيير الصورة النمطية المتداولة حول عملية سرقة لواء اسكندرون، ونحن دوماً نحيي هذا اليوم الذي يعتبر سرقة موصوفة وهي جزء من مخطط مستمر بدأ عام 1920 عندما تمت في مرحلتها الأولى سرقة الأقاليم السورية في الشمال وهي ما تبلغ مساحتها حوالى 18 ألف كيلو متر مربع وهي أقاليم شمالية معروفة، والمرحلة الثانية جاءت من خلال اتفاقية أنقرة الثانية وسرقة اللواء، وحالياً نشاهد بأعيننا في السنوات العشر الأخيرة عمليات السرقة التي تمارسها السلطات التركية والتي منها سرقة عفرين وجرابلس وعين عرب والكثير من المناطق، وبشكل عام يعتمد مخططهم على إيجاد بقع معينة ويتم الوصل فيما بينها لاحقاً وتحقيق الهدف النهائي للتوسع التركي من خلال الربط بين القوس الممتد من إسكندرونة وصولاً إلى الموصل وكركوك.

اللغة العربية في اللواء

وفي كلمة لـ«الوطن» قال د. نزار بني المرجة: تمر بنا اليوم الذكرى الأليمة لسلب لواء إسكندرون ونحن هنا اليوم لنضيء على قضية اللواء ولنجعلها ماثلة في أذهان الناس جيلاً بعد جيل وإنه لمن دواعي سروري أن أكون مشاركاً في هذه الندوة، وفي كلمته التي كان عنوانها «اللغة كضمانة لعروبة اللواء» أكد أنه خلال زياراته المتعددة للواء أن عامل اللغة كان مهماً جداً، متوجهاً بالتحية لأهلنا في اللواء الذين رغم مرور عدة عقود ما زالوا يحافظون على لغتهم العربية وعلى ترسيخها ونقلها عبر الأجيال، وربما من يزور اللواء فسيشعر كأنه في محافظة سورية بكل ما تعنيه الكلمة وهي الحقيقة فعلاً التي تتحدى التاريخ وتتحدى كل ما قام به الاحتلال التركي على هذه الأرض الطاهرة.

وركز بني المرجة على أنه هناك ثمة حاجة ملحة لأن نكرس عروبة اللواء وتحديداً فيما يخص اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة من أطفال وتلاميذ، وهذا ما يقوم به نخبة من أساتذة ومعلمي اللواء في جلسات تدريسية خاصة للحفاظ على اللغة متوجهاً لهم بكامل التحية لهذه الرسالة المقدسة التي يقومون بها، وأكد أن واجبنا تقديم كل الدعم والمساعدة لتحقيق هذا الهدف النبيل لكي تبقى أجيال اللواء محافظةً على لغتها كما تحافظ تماماً على تاريخها وعروبتها وارتباطها بالوطن الأم حتى عودة آخر بقعة إلى الوطن.

خلفية فلسفية

كما ركز أ. أحمد إبراهيم على أن يتحدث عن موضوع الإيديولوجية الرسمية التي وقفت خلف سياسة التتريك، وأن يطرح تساؤلات عدة مفادها لماذا ضم الأتراك لواء إسكندرون؟ وما الحاجة الفلسفية وما الحاجة العرقية التي أدت إلى ذلك؟

فيدعي الأتراك بأن لواء إسكندرون هو منطقة الحثيين أو المكان الذي أقام فيه الحثيون حضارتهم ويقولون إن أصلنا حثيون وبالتالي لواء إسكندرون لهم، ولهذا السبب أطلقوا عليها اسم هاتاي أي إنها تابعة للحثيين حتى يقولوا إنهم هم من أسسوا الحضارة السومرية وحضارة الأميركيتين ويدعون بأن العرق التركي هو المؤسس لكل الحضارات، وهو ما جعل كمال أتاتورك يطالب بهذه القطعة الجغرافية من سورية لكي يثبت الهوية التركية لأنه عندما أتى لتأسيس الجمهورية التركية لم يكن هناك هوية ديموغرافية واضحة للمنطقة التي سيؤسس دولته فيها، ولهذا السبب كان هناك هذه الخلفية الفلسفية إضافة للخلفيات الاقتصادية ولكون لواء إسكندرون ميناء بحري حيوي ومهم، علاوةً على طبيعته الخصبة ومناخه المتميز، ولكنه معروف تاريخياً بأنه العاصمة الشمالية لسورية ولا يمكن لبشر نكران ذلك.

نشاطات وندوات دورية

من جانبه رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب د. إبراهيم زعرور شدد على ضرورة أن نقول لواء إسكندرون في ضمير الناس ووجدانهم وذاكرتهم الحية، لاسيما أنه مغتصب ومحتل بمؤامرة دولية بين فرنسا وبريطانيا وبعملية تزوير تمت في ثلاثينيات القرن الماضي لإرادة السوريين وسلخ اللواء بطريقة استعمارية بشعة، وركز على أن كل ما حصل ويحصل لا يمكن أن ينسي السوريين حقهم الأصيل في عودة اللواء إلى الوطن الأم، كما هو ضروري أن يعود كل شبر من أرض الوطن سواء في الشرق من ناحية الفرات أو في الشمال وأيضاً مرتفعات الجولان السوري التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني.

وأشار زعرور إلى أن الاتحاد يقيم بشكل دوري نشاطات وندوات وتظاهرات فكرية في المناسبات الوطنية من أجل إنعاش الذاكرة السورية، واليوم نؤكد أن اللواء حاضر في قلوبنا ووجداننا وضميرنا ووعينا وثقافتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن