رياضة

في المرحلة السابعة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … ديربي ساخن ومثير بين حطين وتشرين … مواجهة حاسمة بين الجيش وجبلة.. والكرامة والوحدة في موقف صعب

| ناصر النجار

تنطلق غداً مباريات الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في خمس محطات، وتستكمل يوم الاثنين القادم باللقاء بين الساحل وأهلي حلب، وسبب تأخير هذه المباراة سفر فريق أهلي حلب إلى السعودية، وهذا التأخير يصب بمصلحة الساحل بكسبه أيام راحة إضافية من الممكن أن يستغلها مدرب الفريق الجديد محمد شديد في ترتيب أوراق فريقه.

المباريات لا تقل صعوبة عن غيرها، فالمتأملون بالصدارة لديهم مباريات قوية، والغارقون في وسط الترتيب أمامهم صعوبات جمّة والمتأخرون ينتظرون الفرج ولو كان بقدم صديق.

لعل أسهل المباريات ولو بشكلها النظري مباراة حلب بين الحرية والفتوة، وحظ الحرية العاثر أوقعه بلقاء فريق قوي وهو يمر بمرحلة عدم التوازن وزاد منها إنهاء عقد مدربه المصري أحمد حافظ.

جبلة الذي يبحث عن بلوغ القمة وهو على بعد خطوة منها يواجه الجيش في دمشق، والمباراة لن تكون بالسهولة المتوقعة على الفريقين.

أما الوثبة فيستضيف الوحدة الجريح الذي يبحث عن مخرج من نفقه المظلم ورغم صعوبة المباراة فإن التفكير بالمحاولة خطوة أولى في طريق طويل، ولعل الوثبة يجدها فرصة لتمكين موقعه والبقاء بين الكبار كهدف صار معلناً لأنصار الفرسان.

أما الكرامة فسيلعب مع جاره البعيد الطليعة بمباراة يحلو للبعض بتسميتها ديربي العاصي، أنصار الكرامة ضاقوا ذرعاً بالتعادل الذي صار عنوان الفريق في مبارياته وأنصار العاصي يريدون من فريقهم تعويض سقطتهم بالثلاثة في لقاء الفتوة السابق.

آخر المباريات ستكون في اللاذقية بالديربي الشهير بين تشرين وحطين، وهذه تحتاج إلى وقفة مطولة.

ومن الحب ما قتل

كرة القدم هدفها نبيل وجميل وهي متعة ما بعدها متعة لذلك انتشر عشاقها في العام كله، والمباريات جولات، جولة لك وجولة علية، والحياة استمرار فمن يفز اليوم وقد يخسر غداً والعكس صحيح، وهذا المفهوم غاب عن بعض المتعصبين لفرقهم الذين يعتبرون المباريات ساحة لتصفية حساباتهم، قد تكون حساباتهم متعلقة بحكم أو باتحاد الكرة أو فريق منافس وجمهوره، لذلك يحدث ما يحدث من شغب وشطط في بعض المباريات، لدرجة أن بعض المباريات تحمل في تفاصيلها صوراً سوداء لا أحد يتمنى رؤيتها.

الخاسر دائماً يضع لومه على الحكم وعلى اتحاد الكرة، وأحياناً يصل اللوم إلى المراقب والمقيّم والمنسق وغيرهم من أركان لعبة كرة القدم، لكن الأغرب أن ننسى كل شغب وخروج عن أدب الملاعب ويصبح حديثنا عن العقوبات المفروضة نتيجة المخالفات المرتكبة وكأن المشاغبين يرون أن فعلتهم طبيعية وأن المخطئ من يصدر العقوبات، ولولا القانون لما تم ضبط الدوري وربما امتد الشغب إلى ما لا يحمد عقباه.

كل هذه التوطئة لأننا مقبلون على مباراة كبيرة بين حطين وتشرين وجاءت حسب قرعة الدوري بعد مباراة جبلة مع تشرين وقد حدث فيها ما حدث، لذلك من الحكمة أن يلتزم الفريقان وجمهوراهما بالضوابط القانونية وعدم ارتكاب المخالفات، فكل العقوبات التي تصدر تضر بالنادي بشكل مباشر أو غير مباشر وهذا الأمر يجب أن يدركه الجمهور، ونحن نعرف أن عشق جماهيرنا لأنديتها يبلغ حد الذروة، لكن نخشى إن تخلى هؤلاء عن التعقل والحكمة أن نقول: (ومن الحب ما قتل)!

مباراة الديربي بين تشرين وحطين مثلها مثل أي مباراة في الديربي، الفريقان جاران، وسبق لعدد من اللاعبين أن كانوا بصفوف الفريق المنافس في مواسم سابقة وهذا متداول وطبيعي، أي نتيجة تنتهي عليها المباراة يجب أن تكون طبيعية ومقبولة، علينا أن نبارك للفائز وأن نخرج من الملعب يداً بيد وأن نكرس المقولة التي تؤكد أن كرة القدم يجب أن تجمّع ولا تفرّق، ويجب أن تمنح عشاقها الروح والجمال والمتعة.

على أرض الملعب نجد أن اللاعبين في الفريقين أصدقاء وأغلبهم لعب مع بعض في فريق واحد أو مع المنتخب، لذلك المطلوب من اللاعبين أن ينشغلوا بالمباراة ولا شيء سواها، وكل المتابعين يرون أن الفريقين يضمان خيرة نجوم الكرة السورية ومواهبها إضافة لبعض المحترفين الذين أثبتوا حضورهم في الدوري، والجمهور بمجمله سيحضر المباراة من أجل متعة كرة القدم لذلك من المنتظر أن نشهد مباراة جميلة شريطة أن يبتعد اللاعبون عن حساسية لقاءات الديربي وأن يتخلوا عن الضغط والشد العصبي، فهي مباراة واحدة والدوري طويل وهناك متسع للتعويض والنهوض لأي فريق قد لا ينجح في إدارة المباراة.

فنياً يرى المراقبون أن ميزان المباراة أقرب للتكافؤ والفريقان لديهما من الأوراق الرابحة الكثير والمسألة ليست أكثر من حظ وتوفيق، من الطبيعي أن يكون مسعى حطين بلوغ الفوز والاستمرار في الصدارة، ولاشك أن تشرين يريد تعويض ما أهدره الفريق من نقاط، فأنصاره لا يرضون إلا أن يكون فريقهم بين الكبار.

التوقع للمباراة ضرب من الخيال، فهذه المباراة لها ظروفها وأحوالها، والفريق الأكثر هدوءاً سيكون الأكثر تركيزاً ودقة وهو أحد شروط الفوز، لذلك لابد من توافر الانضباط الفني ولا بأس بالحظ ليحالف التوفيق الفريق الفائز، وإذا كان التعادل قدر المباراة فهذا ليس بالأمر الغريب، فالتعادل إحدى النتائج التي حصدتها الفرق بكثرة في هذا الموسم.

أزمة نفسية

الوحدة في أزمة قولاً وفعلاً، والمشكلة التي يعاني منها الفريق لا أحد يعرف علاجها، والأمور أُسقطت من يد الجميع في صورة غامضة لا يُعرف من رسمها!

وسط الأسبوع الماضي التقينا أحد كوادر الفريق وسألناه عن الأسباب والمسببين لمثل هذه النتائج المخزية والتي لا تليق بفريق كبير بحجم فريق الوحدة، فأجاب: صدقاً لا أحد يعرف! الفريق يسيطر على المباريات من الباب إلى المحراب ثم يخرج خاسراً، هذا ما حدث بمباراة الطليعة وتكرر بمباراة الساحل، ويضيف: الساحل من هجمتين سجل هدفين، ولاعبونا سنحت لهم أكثر من عشر فرص مباشرة أضاعوها على طريقة الأمور التي لا تصدق، المدرب حائر جداً وقدم استقالته بعد خسارة الفريق أمام الطليعة لكن الإدارة رفضتها.

على الطرف الآخر فإن بعض عشاق كرة الوحدة يرون أن هناك لاعبين لم يثبتوا وجودهم في الفريق ولم يقدموا أي إضافة له، وأن التعاقد معهم كان خاطئاً والعودة عن الخطأ فضيلة، لذلك يرون أن فسخ عقود بعض اللاعبين صار أمراً ملحاً، والاستعانة ببعض الشباب من أبناء النادي أمر ضروري، وحتماً لن يحقق هؤلاء أسوأ مما حققه النجوم وأصحاب الخبرة.

على العموم المباراة مع الوثبة في حمص صعبة ولكن لا مستحيل في عالم كرة القدم، والفريق أمام مفترق طرق، فإن استمر في خسائره فإن الأمور لن تسير بعدها في المجرى الطبيعي ولابد من حلول جذرية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الوثبة يزهو بنتائجه الجيدة ومن المنطق أن يفكر بنقاط المباراة ليستمر بين أركان المقدمة فلعله يصل إلى القمة، ولاشك أن المباراة ستكون قوية ومثيرة بغض النظر عن ظروف الفريقين وهي أقرب إلى الوثبة والتعادل مكسب لفريق الوحدة.

إثارة وسخونة

مباراة الجيش مع جبلة مهمة جداً وهي تجري على نقيضين من الآمال والأحلام، فصاحب الأرض فريق الجيش يريد الخروج من النتائج السلبية السابقة والعودة إلى ساحة الانتصارات، وما قدمه أمام الكرامة كان جيداً ويوحي أن الفريق استعاد روحه، لذلك من المتوقع أن يكون اللقاء قوياً مع قوة الضيف الذي يستمر في حصد النقاط والضغط على المتصدر ووصيفه.

أسلوب جبلة في كل المباريات بات معروفاً، وإذا أراد الجيش الفوز فعليه الضغط على ضيفه طوال المباراة مع الحذر من اللسعات الخطيرة التي ممكن أن تكون قاتلة من الهجمات المرتدة.

الكرامة يبحث عن فوزه الأول على حساب مستضيفه الطليعة في حماة، المباراة لن تكون أقل إثارة من غيرها فالطليعة يبحث عن تعويض خسارته الثقيلة أمام الفتوة ولا يقبل أن يكون مفتاح الفوز الأول للكرامة، فالحسابات لن ترحم أحداً مع استمرار المباريات وما زالت المواقع غير آمنة، والطليعة لن يكون بمأمن من الخطر إن لم يدقق في حساباته طويلاً، أيضاً الكرامة لن يكون بمعزل عن الخطر، ومدربه لن يكون بعيداً عن المساءلة إن استمرت نتائجه تنتهي إلى التعادل، لذلك لابد من الحلول المنطقية لكي تنتهي مشكلة التسجيل، وخصوصاً أن هدفاً واحداً للكرامة لا يكفيه في المباريات ليحقق الفوز وهذا ما دلت عليه المباريات السابقة، المباراة مفتوحة على كل شيء، وفي المقارنة يبدو أن الكرامة أثقل وزناً وأكثر عزيمة.

آخر مباريات الجمعة ستكون بين الحرية وضيفه الفتوة، ومن الطبيعي أن تكون الكلمة الأقوى والأعلى للضيف حسب منطق كرة القدم ونتائج الفريقين، الفتوة يأمل بالعودة من حلب بالنقاط الكاملة، وهو أمر طبيعي ومفترض، الحرية يمر بأزمات عديدة آخرها كان تغيير مدربه المصري الذي تم فسخ عقده لظروف مالية كما قالت الإدارة، الظروف لم تسعف الحرية بالنهوض من موقعه الأخير على سلم الدوري، ولم يستطع نيل أي نقطة، لذلك فإن الفريق في أسوأ حالاته ومن الصعب أن ينهض فجأة ليفجر مفاجأة كما فعل الساحل في الأسبوع الماضي مع الوحدة بدمشق.

من ذكريات الوطن

في الموسم الماضي حقق حطين بلقاء الذهاب الفوز على جاره تشرين بهدف علي غصن، وانتهى لقاء الإياب إلى التعادل بلا أهداف.

في موسم 2020-2021 تعادل الفتوة مع الحرية بلقاء الذهاب بهدف لهدف، سجل الحرية أولاً عبر حسام الشوا وأدرك المدافع شمس الدخيل التعادل للفتوة في آخر الوقت د 92.

وفي الإياب فاز الفتوة 3/1 سجل له ميسرة عرسان وأسعد الخضر هدفين، بينما سجل للحرية أحمد الدبل.

في الموسم الماضي حقق الوثبة الفوز على الوحدة ذهاباً وإياباً، ففي الذهاب فاز بهدفي محمد قلفاط وأنس بوطة، وفي الإياب فاز بهدف محمود اليونس.

الجيش وجبلة تعادلا في الموسم الماضي بالمباراتين بهدف لهدف، سجل للجيش أحمد الخصي ومحمد البري، وسجل لجبلة عبد القادر عدي، ومحمود البحر، مع العلم أن محمود البحر أضاع في مباراة الإياب ركلة جزاء، وطرد بالمباراة ذاتها لاعب جبلة حميد ميدو.

الطليعة والكرامة تعادلا في ذهاب الموسم الماضي بلا أهداف، وفي الإياب تكرر التعادل إنما بهدف لهدف، سجل للطليعة محمد أمين حداد، وللكرامة مهند فاضل.

المباراة المتأخرة بين الساحل وأهلي حلب تبادل فيها الفريقان الفوز في موسم 2020-2021، ففاز أهلي حلب في الذهاب بهدف زكريا عزيزة، ورد الساحل اعتباره في الإياب ففاز 2/1 سجل للساحل عبد الكريم حسن وأحمد غلاب ولأهلي حلب رأفت مهتدي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن