غالون زيت الزيتون يتجاوز المليون ليرة .. فلاحون لـ«الوطن»: بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج والنقل … رئيس اتحاد الفلاحين: هامش ربح الفلاح لا يتجاوز 10 بالمئة
| حمص - نبال إبراهيم
تشهد أسعار زيت الزيتون في محافظة حمص ارتفاعاً غير مسبوق، وبات شراء صفيحة واحدة منه ضرباً من الخيال بالنسبة لمواطني الدخل المحدود، وذلك بعد أن تجاوز سعر غالون الزيت سعة 16 كغ المليون ليرة سورية، ما زاد من معاناة المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة مع ضعف القدرة الشرائية.
وعزا عدد من المزارعين في حديثهم لـ«الوطن» لارتفاع جميع تكاليف مستلزمات الإنتاج والتي لا تتناسب على الإطلاق مع عملية الإنتاج بدءاً من الاهتمام بأشجار الزيتون وحراثة الأراضي وانتهاء بعملية جني المحصول ونقله للمعاصر.
وتحدث المزارعون عن معاناتهم في كل موسم من ارتفاع سعر ساعة الحراثة وأجور الخدمة واليد العاملة والمبيدات الزراعية وتكاليف السقاية، وعمليات جني المحاصيل ونقلها إلى المعاصر وثمن عصرها، لافتين إلى أن سعر ساعة القطاف تصل إلى نحو 5 آلاف ليرة سورية، وعصر كيلوغرام الزيتون يكلف 575 ليرة، ناهيك عن أجور نقل الزيتون إلى المعصرة فحدث عنها بلا حرج على «حد تعبيرهم»
ولفت المزارعون إلى أن كل زيادة على تكاليف الإنتاج سيؤثر حكماً في ارتفاع أسعار زيت الزيتون، متوقعين قيام التجار باحتكار الزيت ما سيرفع سعره مرة أخرى خلال الآونة القادمة وسيكون السعر بازدياد مطرد.
بدورهم أكد عدد من أصحاب معاصر الزيتون لـ«الوطن» ارتفاع تكاليف عصر الزيتون هذا العام، بالتزامن مع ارتفاع أجور اليد العاملة بالمعصرة والنقل وتكاليف الصيانة وقطع التبديل وغير ذلك بشكل مضاعف، وهنا لابد من أن ينعكس كل ذلك على ارتفاع أسعار الزيت لتحقيق هامش ربح معقول للفلاح والمعصرة في ظل ارتفاع الأسعار والواقع الاقتصادي الصعب.
من جانبه عزا رئيس اتحاد الفلاحين بحمص سليمان عز الدين لـ«الوطن» أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون لارتفاع جميع مستلزمات إنتاجه وخاصة الأسمدة والمبيدات الزراعية والفلاحة وعمليات الكساح وغيرها، لافتاً إلى أن سعر طن سماد اليوريا من أرضه وصل إلى 8 ملايين ليرة سورية وسعر طن السوبر 6 ملايين ليرة، وسعر العبوة الفارغة للزيت البلاستيكية (البادون) 25 ألف ليرة، علاوةً على أجور عصر الزيتون والقطاف والنقل.
وأشار عز الدين إلى أنه لا بد من أن يرتفع سعر صفيحة الزيت ليحقق الفلاح هامش ربح لا يتجاوز 10 بالمئة بشكل وسطي، مشيراً إلى أن هامش الربح بالنسبة للفلاحين يختلف من منطقة إلى أخرى بحسب كمية الإنتاج ونوع التربة والظروف الجوية المؤثرة في الزيتون وبالتالي نسبة الزيت المستخرجة منه.
من جهته أشار رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة في مديرية الزراعة بحمص ناجي ساعد لـ«الوطن» إلى أنه ونتيجة لمعاومة أشجار الزيتون في المناطق الغربية بالمحافظة بشكل كبير، وتعرض أشجار الزيتون في المناطق الشرقية لموجة الحر خلال شهر أيلول وعدم القدرة على الري التكميلي، مع عدم القدرة على الاهتمام بالأشجار هذا الموسم، انعكس ذلك على إنتاج الزيتون بشكل عام وبالتالي على إنتاج الزيت.
وبين أن محصول الزيتون لهذا العام مقبول، وأن التقديرات الأولية للإنتاج بالمحافظة هذا العام تقدر بنحو 78 ألف طن، منها حوالى 65 ألف طن للبعل و13 ألف طن للسقي، لافتاً إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بالزيتون على امتداد المحافظة تصل إلى حوالى 97.5 ألف هكتار منها نحو 87 بالمئة أراضي بعل أي ما يعادل 85 ألف هكتار أراضي بعل والباقي حوالى 12.5 ألف هكتار أراضي سقي، وأن إجمالي عدد أشجار الزيتون تبلغ 15.6 مليون شجرة منها 14 مليون شجرة مثمرة موزعة على 13 مليون شجرة بعل ومليون شجرة سقي.
ولفت ساعد إلى أن تقديرات الإنتاج الأولية لزيت الزيتون بالمحافظة هذا العام لا تتعدى حوالى 13.7 ألف طن وذلك وفقاً لتقديرات الإنتاج الأولية للزيتون، موضحاً أن تقديرات إنتاج الزيتون لهذا العام أقل من تقديرات العام الماضي بنحو 17 بالمئة، وأن تقديرات إنتاج الزيت هذا الموسم أقل بنحو 10 إلى 15 بالمئة عن العام السابق.
وأوضح أن عدد معاصر الزيتون بالمحافظة 54 معصرة زيتون منها 53 معصرة عاملة،لافتاً إلى أن تسعيرة عصر الزيتون بالمحافظة 575 ليرة سورية لكل كغ واحد في حال تبقى البيرين للمعصرة، ومبلغ 725 ليرة سورية في حال أخذ الفلاح البيرين، مشيراً إلى أن زراعة الزيتون تنتشر في جميع أنحاء المحافظة، وتتركز بشكل خاص في قرى المركز الغربي ومدينة تلكلخ ومناطق المركز الشرقي وبلدة المخرم.