الاحتلال الإسرائيلي جدد خروقاته للهدنة.. والطواقم الطبية انتشلت جثامين 160 شهيداً … تبادل الدفعة السادسة من الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية والكيان
| وكالات
في اليوم السادس من الهدنة، سلمت المقاومة الفلسطينية دفعة جديدة هي السادسة من المحتجزين الإسرائيليين وفق اتفاق الهدنة، وسط مؤشرات قوية وتفاؤل حول إمكانية تمديدها لأيام إضافية مع الحديث عن قدرة حماس على تسليم المزيد من الرهائن المدنيين الإسرائيليين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية تبادل الدفعة السادسة من المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بدأت مساء أمس الأربعاء، ضمن اتفاق الهدنة الإنسانية بين الطرفين، الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، في حين تحدثت وسائل أخرى عن تسليم المقاومة الفلسطينية المحتجزين الإسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقالت: إن الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين تضم 5 أطفال و7 نساء.
في المقابل، نشرت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني أسماء 30 أسيراً فلسطينياً، هم 15 امرأة و15 طفلاً، خلال الاستعدادات أمام سجن «عوفر» غرب رام اللـه للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والذين ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنهم وصلوا من معتقلات عدة تمهيداً لإطلاق سراحهم.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن الدوحة متفائلة للغاية بتمديد الهدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية مرة أخرى والمفاوضات تجري في «بيئة إيجابية».
وفي حديث لشبكة «سي إن إن» قال الأنصاري: «نأمل أن نتمكن في غضون ساعتين من إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى ولكننا سنكون قادرين أيضاً على الإعلان عن تمديد (الهدنة)»، وأضاف: «نحن متفائلون للغاية بأنه سيكون لدينا أخبار جيدة لنشاركها اليوم»
وقال الأنصاري: إن المفاوضات مستمرة، وأضاف: إن أي تمديد جديد سيكون وفق معايير الاتفاقيات السابقة نفسها، وأشار إلى أن المفاوضات تجري في «بيئة إيجابية»، موضحاً «نحن نتحدث عن منطقة حرب فيها الكثير من التعقيدات على الأرض».
وحسب الأنصاري، تجري أيضاً مناقشات أطول بشأن إطلاق سراح جنود الاحتلال الإسرائيليين المحتجزين، إلى جانب احتمال التوسط في «هدنة أطول» يمكن أن «تؤدي إلى وقف إطلاق النار».
من جهة ثانية، جدد الاحتلال الإسرائيلي خروقاته للهدنة المؤقتة في قطاع غزّة، فيما انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوعون في قطاع غزة 160 شهيداً من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات.
وفي تكرارٍ للخروقات الإسرائيلية للهدنة المؤقتة في القطاع، أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق بيت حانون، شمال قطاع غزّة، أمس، وحسب قناة «الميادين» تكرّرت الخروقات الإسرائيلية وسماع إطلاق نارٍ من آليات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في شمال غرب قطاع غزّة، إضافة إلى تحليق الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق مناطق مختلفة من القطاع، على ارتفاعٍ منخفض، طوال الليلة الماضية.
في غضون ذلك انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوعون في قطاع غزة، جثامين 160 شهيداً من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات، خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين تشير المعطيات غير النهائية، إلى أن نحو 6500 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم ما زال مجهولاً، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.
ومنذ بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح الجمعة الماضي، تحاول طواقم الإنقاذ والإسعاف ومواطنون انتشال ما أمكن من جثامين الشهداء بما يتوفر لهم من إمكانات.
وكشفت الأيام الخمسة الأخيرة هول الكارثة الإنسانية التي لحقت بقطاع غزة، حيث لحقت أضرار في 300 ألف وحدة سكنية من جراء القصف الإسرائيلي، من الجو والبر والبحر، بينها 50 ألف وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكلٍ كلي.
إلى ذلك تصدت كتيبة جنين لقوات الاحتلال المقتحمة للمدينة ومخيمها ومحيطهما، في عملية هي الأكبر منذ بداية معركة «طوفان الأقصى»، إذ أعلنت كتائب القسام وقوى المقاومة في جنين، تصديها لقوات الاحتلال وخوضها اشتباكات مسلحة مع جنود الاحتلال وإمطارهم بالرصاص والعبوات الناسفة.
في غضون ذلك أكدت كتائب شهداء الأقصى أن مقاتليها مستمرون باستهداف قوات الاحتلال المقتحمة لجنين ومخيمها حتى كسر الحصار، معلنة استهدافها بوابة مستوطنة «يتسهار» جنوب نابلس، بصليات كثيفة من الرصاص.
وأصيب عدد من الفلسطينيين، واعتقل آخرون أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية وسط تدمير البنية التحتية ومحاصرة المستشفيات، فيما تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال.
وذكرت وكالة «وفا» أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية اقتحمت جنين ومخيمها منذ ساعات الفجر، وأعلنتهما منطقة عسكرية مغلقة، وداهمت عدداً من الأحياء ونشرت قناصتها على أسطح المباني وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة 6 فلسطينيين بينهم طفلان بجروح والعشرات بحالات اختناق، كما قامت باعتقال آخرين وطوقت عدداً من المنازل واحتجزت عائلات واستخدمتهم دروعاً بشرية.