سورية

أكد أن «اسيكيبو» أرض فنزويلية وسيجري استفتاء شعبي في الـ 3 من الشهر القادم بخصوصه … سفير فنزويلا لـ«الوطن»: لن ندع حقاً ولن نتنازل عنه وجاهزون لأي سيناريو

| موفق محمد

أكد سفير فنزويلا البوليفارية بدمشق خوسيه غريغوريوس بيومورجي، أمس، أن إقليم اسيكيبو الذي تحاول غويانا ومن ورائها قوى إمبريالية في مقدمتها بريطانيا سلخه عن فنزويلا، هو أرض فنزويلية، وأن بلاده ستجري استفتاء شعبياً استشارياً في الثالث من كانون الأول المقبل بشأنه، موضحاً أنه في اليوم التالي سيكون هناك الولاية الرابعة والعشرون وهي «ولاية اسيكيبو».

وقال بيومورجي في مؤتمر صحفي بعنوان: «دفاعاً عن اسيكيبو» عقده في مقر السفارة بدمشق، إنما يجري في اسيكيبو ليس بعيداً عما يجري في العالم بشكل عام، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم في فلسطين هو مسؤولية بريطانيا، حيث تحولت إلى راع ومسؤول عن كل الجرائم والاحتلالات والأفعال السيئة في العالم.

وأوضح أن فنزويلا لديها حدود من الشرق مع غويانا وفي تلك المنطقة إقليم اسمه غويانا- اسيكيبو وهي أرض تطالب فنزويلا بها، موضحاً أن من يقف وراء هذا النزاع هي بريطانيا.

وشرح بيومورجي مراحل النزاع مع غويانا بشأن اسيكيبو، مبيناً أن المرحلة الأولى كانت بين عامي 1492 – 1840 التي كانت مرحلة الاستعمار الذي بدأ بالإسبان والبرتغاليين ثم المهاجرين الذين أتو من أميركا، موضحاً أنه في هذه المرحلة بدأت حركات التحرر والاستقلال في دول أميركا الجنوبية وأحد أكبر المحررين كان سيمون بليفار الذي أسس في 1824 كولومبيا الكبرى التي تعرف اليوم بدول فنزويلا وكولومبيا وبيرو والإكوادور وبوليفيا وبنما، وقد تم الاعتراف بكولومبيا الكبرى من قبل بريطانيا وحينها كان اسيكيبو جزءاً من فنزويلا.

وأشار إلى أنه في 1830 تم حل كولومبيا الكبرى وتأسست فنزويلا وأقر الدستور أن حدودها هي تلك الأرض التي تم تأسيسها كجزء من كولومبيا الكبرى، على حين اعترفت بريطانيا في 1834 بأراض فنزويلا واستقلالها وضمن هذه الأراضي اسيكيبو.

المرحلة الثانية من النزاع وفق بيومورجي امتدت بين 1840 – 1899 حيث كانت فنزويلا رائدة في حروب الاستقلال وفقدنا نصف شعبنا خلال حرب التحرير، حيث كانت هناك الكثير من الخيانات الداخلية واستغلت بريطانيا ذلك لتحاول اقتلاع الإقليم من الأراضي الفنزويلية، عبر إرسال ممثل لها بدأ بالعمل على إنشاء خط لفصل اسيكيبو عن فنزويلا لمصلحة غويانا ومن هنا بدأت عملية سرقة الأراضي الفنزويلية المليئة بالذهب والماس والمعادن.

وأشار إلى أنه في تلك الفترة التي كانت تمر فيها فنزويلا بحالة ضعف تم اقتراح اتفاق تحكيمي في 1899 بهدف ترسيم الحدود بين فنزويلا وغويانا، مشيراً إلى أن 159 كم مربع تمت سرقتها من أرض فنزويلا من قبل القراصنة البريطانيين، واصفا اتفاق التحكيم بأنه جائر وظالم واتفاق غش.

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة امتدت ما بين 1900 – 1966، حيث تركزت جهود فنزويلا على رفض هذا الواقع والتنديد بسرقة هذه الأرض والمطالبة باستعادتها، موضحاً أنه في 1966 أعلنت بريطانيا استقلال غويانا، وبعدها بنفس العام تم توقيع اتفاق جنيف الذي أشار إلى أن بريطانيا وغويانا ومن جانب آخر فنزويلا يعترفون بوجود نزاع سيادي حول اسيكيبو وهذا هو المستند الوحيد الذي نعترف فيه في فنزويلا اليوم.

أما في المرحلة الرابعة الممتدة بين 1966 – 2015 فقد قامت فنزويلا وفق بيومورجي بجهود دبلوماسية كبيرة حاولت من خلالها الوصول إلى حل سلمي وسياسي لهذا النزاع من خلال استفتاء.

وأوضح أنه من العام 2015 وحتى العام 2023 بدأت عملية عدوان أميركي أوروبي على فنزويلا من خلال فرض سلسلة من العقوبات والإجراءات أحادية الجانب عليها، على حين عادت غويانا للواجهة كجزء من العدوان حيث كانت أميركا خلف ذلك من خلال شركتها إكسون موبيل التي أبرمت غويانا اتفاقيات غير قانونية معها تمنحها امتيازات نفطية في المناطق التي لم يتم ترسيم حدودها بعد.

وأشار إلى وجود تشابه بين ما يجري بشأن هذا الإقليم وما يجري في الشرق الأوسط، حيث نقاط التشابه هي الاحتياطات الضخمة من الغاز والنفط حيث هناك احتياطات نفط وغاز كبيرة في البحر المقابل لقطاع غزة.

ولفت إلى أنه في العام 2018 قررت الأمم المتحدة إرسال ملف اسيكيبو إلى محكمة العدل الدولية، وفنزويلا لا تعترف بدور هذه المحكمة فيما يتعلق بالاستفتاء.

وقال:دعونا إلى استفتاء استشاري بشأن اسيكيبو وفقاً لدستور الجمهورية الفنزويلية البوليفارية، وقد وافقت الجمعية الوطنية على إجرائه في الـ3 من كانون الأول القادم.

وأضاف: «الاستفتاء سيتم وسترون في يوم الجمعة أن محكمة العدل الدولية ستقوم برفض إجراء هذا الاستفتاء»، موضحاً أنه في الأسبوع القادم سيكون هناك الكثير من الهجوم على فنزويلا في وسائل الإعلام.

وقال «لن نتوقف- سيكون هناك استفتاء استشاري وسيخرج الفنزويليون بشكل واسع للتصويت فيه وسيكون هناك فجر جديد في الرابع من كانون الأول القادم وستكون هناك الولاية الرابعة والعشرون أنها ولاية اسيكيبو، وسننتصر في هذه المعركة التي كتب علينا أن نقوم بها دفاعاً عن أرضنا وسيادتنا».

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال بيومورجي ردا على سؤال إن كانت فنزويلا تتوقع تصعيداً من القوى الإمبريالية بسبب الاستفتاء: «نحن بلد حر ومستقل وقررنا أن نخوض المعركة وأن نقرر مستقبلنا وهذا ما نقوم به»، وأضاف: «نحن دائماً كنا نسعى لحل المشاكل عن طريق دبلوماسية السلام. عبر الاتفاق والتوافق»، وتابع «قررنا أن نخوض هذه المعركة أيا كان الثمن، لن ندع حقا ولن نتنازل عنه أبدا، ولذلك نحن جاهزون لأي سيناريو أو مشهد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن