سورية

الاحتلال الأميركي يفشل من جديد في التوسط بين الطرفين … قوات العشائر العربية تواصل هجماتها ضد «قسد» بدير الزور وتداهم «الشحيل»

| حلب- خالد زنكلو

واصلت قوات العشائر العربية، لليوم الرابع على التوالي، هجماتها ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بريف دير الزور، وكبدتها خسائر بشرية وعسكرية، على حين فشلت جهود الوساطة التي تبذلها قوات الاحتلال الأميركي، التي تتخذ من حقول نفط وغاز بريف دير الزور الشرقي قواعد عسكرية غير شرعية، في إحراز أي تقدم في تقريب وجهات النظر بين العشائر العربية وممثلين عن «قسد»، وللمرة الخامسة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، منذ اشتعال المواجهات بين الطرفين بأرياف المحافظة، ولاسيما الشرقي منها.

مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي أكدت في تصريح لـ«الوطن» أن قوات العشائر العربية ركزت هجماتها أمس باتجاه نقاط «قسد» العسكرية وحواجزها المنتشرة داخل بلدتي الطيانة وذيبان قبل أن تمتد إلى بلدتي الحوايج والجرذي شرقي المحافظة، وهو ما ألحق قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

وبينت المصادر أن المواجهات الأضخم بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، التي اندلعت أمس بين الطرفين، نالت بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي الحصة الأكبر منها، إثر مداهمة مقاتلين من قوات العشائر العربية البلدة فجر أمس وتمكنهم من قتل 5 مسلحين من الميليشيات، التي اعترفت بمصرع 3 منهم من منطقة عين العرب شمال شرق حلب.

وأشارت إلى أن مقاتلي العشائر دمروا مصفحة و3 عربات لنقل الجنود في اشتباكات هجين، وأعاقوا وصول مؤازرة الميليشيات العسكرية 3 ساعات، الأمر الذي أحرج المشغل والداعم الأميركي للميليشيات، الذي سير دورية مشتركة معها الأحد الماضي داخل البلدة للإيهام بأن الوضع فيها ضمن السيطرة بعد تعرضها لهجمات عديدة في الأسبوعين الأخيرين من قوات العشائر العربية التي وحدت كتائبها وألويتها في 11 الشهر الجاري تحت «قيادة عسكرية» موحدة بقيادة القائد العام للقوات وشيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، الذي ظهر أول من أمس بين صفوف قواتها لحثهم على الاستعداد للمعركة الكبرى القادمة.

في الأثناء، ذكر مصدر عشائري بريف دير الزور الشرقي أن ضباطاً من الاحتلال الأميركي منوا بفشل ذريع في تذويب الخلافات بين ممثلين عن العشائر العربية و«قسد»، بخلاف ما روجت الميليشيات بعد عقد اجتماع بينهم في حقل العمر النفطي الثلاثاء.

وذكر المصدر أن قوات العشائر العربية رفضت إيفاد ممثلين عنها إلى الاجتماع الذي دعت إليه قوات الاحتلال الأميركي، ما اضطرهم إلى استدعاء أشخاص ادعوا أنهم شيوخ من قبيلة العكيدات، وعلى الرغم من ذلك لم يسفر الاجتماع عن إصدار بيان تعلن فيها الميليشيات صراحة بأنها ستلبي مطالب المكون العربي الذي يشكل أغلبية سكان المحافظة، التي خرج أبناؤها في 3 انتفاضات لاستعادة حقوقهم المسلوبة.

ولفت إلى فشل 4 محاولات سابقة من الاحتلال الأميركي لتقريب وجهات النظر بين العشائر العربية و«قسد»، اثنتان منها جرت في حقل العمر النفطي في أيلول عقب اندلاع المواجهات بين الفريقين، واثنتان أخريان في أربيل العراقية في تشرين الأول الماضي، وقادهما شقيق الهفل الشيخ مصعب، الذي أعلن عن فشل المفاوضات ومنعته الميليشيات من دخول الأراضي السورية للوصول إلى ذيبان معقل انتفاضة قوات العشائر العربية ومعقل قائدها العام.

في غضون ذلك فرضت «قسد» مبالغ مالية محددة بالدولار الأميركي على أهالي وسكان قرية الجات شمال مدينة منبج، بريف حلب الشرقي.

وذكرت مصادر محلية أن «قسد»، فرضت مبلغ قدره 3.000 دولار أميركي ، على أهالي القرية، بحجة التعويض عن خسائر ناتجة عن حرق حاجز أمني وعسكري يتبع لها، من أهالي القرية رداً على مقتل طفل نتيجة لغم أرضي زرعته «قسد» على أطراف القرية، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة.

وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات «قسد»، توعدت سكان قرية الجات في حال عدم الدفع، بحجة تعويض خسائر حرق «حاجز الجامع» بملاحقة شبان ورجال القرية وزجهم بالسجون في حال التخلف عن دفع المبلغ المفروض بالقوة وسط حالة من التوتر نتيجة هذه المطالب التي تفوق قدرة السكان.

ومطلع الشهر الحالي، قتل طفل، يبلغ من العمر سبعة أعوام، جراء انفجار لغم أرضي، زرعته «قسد»، في قرية الجات، ما دفع أهالي القرية لمهاجمة حواجز الميليشيات في القرية وطردها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن