تكريم الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2023 … وزيرة الثقافة: هذه الجائزة تجسيد لتقدير الدولة للمفكرين وللأدباء وتشجيع لهم على الاستمرار في عطاءاتهم
| مايا سلامي- تصوير طارق السعدوني
تقديراً لإثرائهم الحياة الفكرية والفنية والثقافية، كرّمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2023 ظهر الخميس الماضي في مبنى الوزارة.
وقلّدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح الميداليات التذكارية لكل من المبدعين، في مجال الآداب للشاعر بيان الصفدي، وفي مجال الفنون للفنانة نادين خوري، وفي مجال النقد والدراسات والترجمة للدكتور خلف الجراد.
وقد أحدثت هذه الجائزة بموجب المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012 في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين وذلك تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفني والفكري، وبموجبها حصل كل فائز على مبلغ قدره ستة ملايين ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها.
تقدير الدولة
وفي تصريح لوسائل الإعلام قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح: «اليوم نحتفل بتقليد المكرمين الذين اختارتهم لجنة التحكيم لجائزة الدولة التقديرية، الجائزة الأولى في مجال الأدب منحت اليوم لكاتب أديب ومفكر وشاعر يكتب للأطفال، وله كتب ودواوين شعر كثيرة وله باع طويل في مخاطبة فكر الطفولة بلغة جاذبة وفصيحة وجذلة وهذا ما جعله مستحقاً لهذه الجائزة».
وأشارت إلى أن الجائزة الثانية في مجال الفنون منحت لفنانة سامية بسلوكها يعشقها ويقدرها الجميع لفنها وأصالتها وأخلاقها وسماتها الإنسانية الرفيعة التي أعطت للفن قيمة إضافية وجعلتنا نعتز بأنها فنانة عربية سورية.
وأوضحت أن الجائزة الثالثة في مجال النقد والدراسات منحت لمفكر وطني منفتح بفكره، وفاعل بالفكر والمجتمع، وله باع كبير في التأليف والنشر، منوهة بأن اللجنة التي انتقت هذه الأسماء كانت بالإجماع، لم يخالف أو يتحفظ أحد والكل سعيد اليوم بهذا الانتقاء الذي كان مستحقاً بالفعل.
وأضافت: «منحنا الجائزة الأدبية لشاعر يكتب للطفولة، لأن الطفولة واليفاعة والشباب عتاد المستقبل، ووزارة الثقافة بخطتها الإستراتيجية تولي عناية فائقة بهذه الشريحة العمرية التي هي أملنا في حمل الراية وفي تحصين الوطن وفي بنائه مستقبلاً».
وأكدت أن هذه الجائزة تجسيد لتقدير الدولة وعنايتها بالمفكرين والأدباء والباحثين وتشجيع لهم على الاستمرار في عطاءاتهم، هذا العطاء الذي يختلف بين فترة زمنية وأخرى وبحسب الظروف.
مشوار جديد
ومن جانبها عبرت الفنانة نادين خوري عن سعادتها بهذه الجائزة، وتوجهت بالشكر إلى وزارة الثقافة وجميع القائمين على هذا التكريم.
وقالت: «في الحقيقة أشعر بأنني صغيرة أمام هذه الجائزة التي وضعتني أمام أساتذة كبار عاشوا حياتهم وهم يقدمون الفن والثقافة والفكر والأدب، ووطننا لم يبخل علينا بالتكريم أو بالجوائز لكن هذه الجائزة هي الأغلى على قلبي وهي أرفع وأرقى جائزة أحصل عليها، وستحملني المزيد من المسؤولية لأبدأ مشواراً جديداً ممتلئاً بالخوف في انتقاء ما سأقدمه لاحقاً».
والفنانة نادين خوري من مواليد دمشق 1959، تعود بدايات مسيرتها الفنية إلى منتصف السبعينيات عندما عملت بمجال الإعلانات التجارية مع شقيقها الراحل جورج خوري، تلتها بضع مشاركات سينمائية عابرة إلى أن أطلقتها المؤسسة العامة للسينما نجمة عبر عدد من الأفلام، وكان لها عدة مشاركات في مجال المسرح، وأطلت في الدراما للمرة الأولى بمسلسل «حارة الصيادين» سنة 1979 تلاه مسلسل «نزهة المشتاق».
لفتة إنسانية
وأوضح الشاعر بيان الصفدي أن هذا التكريم لفتة إنسانية جميلة جداً بعد رحلة طويلة مع العمل الفني أو الفكري أو الأدبي، وهو يعكس حالة حضارية واحتراماً لتجربة المبدع ودوره بخدمة وطنه، منوهاً بأن هذا الشيء يثير الاعتزاز والعرفان للذين يقدمون هذه الخطوات المميزة في حياة أي شعب.
وأكد أن وزارة الثقافة السورية رائدة على مستوى الوطن العربي ومشهورة جداً بحجم عطاءاتها، وسورية بلد عريق وفي المقدمة من الناحية الثقافية، وهذه الجائزة هي تتويج لهذه الحالة السورية الرائعة.
الشاعر بيان الصفدي، ولد عام 1956 في قرية الغازية في ريف محافظة السويداء، حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق وعلى دبلوم في الإدارة، شغل مواقع ثقافية في إدارة وتحرير مجلات وصحف عربية عدة، وله أعمال منشورة وملحنة في أكثر من وسيلة مقروءة ومرئية ومسموعة، حاز بعضها على جوائز، ودخلت أعماله في مقررات دراسية ببلدان عربية، ولديه عشرات الإصدارات للصغار والكبار في الشعر والقصة والمسرح والبحث والنقد الأدبي، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات ولجان التحكيم في مسابقات سورية وعربية للكبار والأطفال.
من مراحل الحياة
وقال الدكتور خلف الجراد: «لتكريم مرحلة من مراحل الحياة ومحطة من محطات مسيرة الإنسان قد لا تكون هي الأفضل ولكنها تشكل مؤشراً للإنسان ربما تدفعه إلى المزيد من العطاء والإنتاج».
وأضاف: «التكريم هو امتحان آخر يعطى للإنسان ويطلب منه أن يستمر في الإبداع وعدم التوقف، لأن الحياة عبارة عن مراحل لا يمكن أن تتوقف في جهة معينة حتى لو أخفق الإنسان يجب أن يستمر خاصة بالنسبة للأديب والباحث والكاتب عليه أن يكمل هذه المسيرة إذا كان لديه هدف، ونحن هدفنا الأساسي أن نعبر عن طموحات ومكنونات وآمال هذا المجتمع».
الدكتور خلف الجراد، ولد في محافظة الحسكة عام 1950 وحصل على شهادة الثانوية في دمشق عام 1970، ليحصل بعدها على شهادة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من كلية الآداب عام 1975، وفي العام نفسه تم إيفاده إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً حيث نال شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة، شغلت الفلسفة والسياسة فكره فأصبح عالماً معروفاً في هذا المجال وصدر له العديد من المؤلفات بين العامين 1995 و2020 عن دور نشر سورية وعن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب وعن مؤسسات عربية.