ستبقى مشاركة منتخبنا الأول في نهائيات أمم آسيا 2023، مطلع العام القادم، هي الشغل الشاغل لمن أدمن كرة القدم، ورآها متنفساً يجب أن يكون جميلاً.
تفاصيل كثيرة تُصنّف على أنها ثانوية، وفي الحقيقة هي أساسية ومؤثرة لدى الجميع إلا عندنا.
حتى الآن، على سبيل المثال، لم نطلع على أي تفاصيل، على حين نعرف أن التذاكر المخصصة للمنتخب العماني في دور المجموعات قد بيعت بالكامل منذ يوم الأربعاء الماضي، فماذا عن الإقبال على تذاكر مباريات منتخبنا، مثلاً!
من هذه الجزئية، سأدخل إلى مشهد لا يعيره القادة الرياضيون أي اهتمام، وأعني الجانب الإعلامي.
أتذكر آخر بطولة كروية كُلفت بتغطيتها تعود إلى 2011، حين أوفدت من قبل جريدة (الرياضية) إلى نهائيات أمم آسيا 2011 في الدوحة، برفقة الزميل محمود قرقورا موفداً من جريدة «الوطن».
اليوم، نقف على بعد أيام قليلة من نهائيات أمم آسيا 2023، وأعتقد أن المشهد الإعلامي لن يكون أفضل مما فات، بل على العكس، قد يغيب تماماً إلا من رحم ربّي، وهذا الأمر يعكس حقيقة اللامبالاة التي تعيشها كرتنا بجميع مفاصلها.
أستثني نفسي، وأطالب الاتحاد الرياضي العام، وبالتنسيق مع اتحاد كرة القدم، بتشكيل فريق إعلامي مختص وذي خبرة، لمرافقة منتخبنا إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية، فعلى الأقل أن أخفق منتخبنا ينجح إعلامنا بنقل صورة حقيقية لنا مع عدم توفر وسائل مساعدة للمتابعة مثل 2011.
هناك ما يجب أن نعرفه، وما يهمّنا ويجب أن يصل إلينا من مصادر موثوقة ومتابعة، وعندما يحضر مثل هذا الفريق، لن يبقى صوت اتحاد الكرة هو الوحيد الذي يثقب آذاننا بتبريراته أو بـ«تمريراته»، ولنراجع معاً عبر شريط ذاكرة قريب كيف تدهورت كرة القدم السورية من يوم تدهور الإعلام الرياضي مع احترامي لكل من هو في هذا الإعلام ولكن البوصلة انحرفت تماماً لدى كثيرين، ما دفع كثيرين للاكتفاء بالمتابعة والفرجة وإراحة الرأس.
أعيدوا الإعلام الرياضي إلى دوره الحقيقي وسيساعدكم كثيراً في محاولة النهوض من جديد.