الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب على سورية زادت معاناتها من آثار التغير المناخي … عرنوس من دبي: ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل من دفن للنفايات الخطرة انتهاك للقوانين الدولية
| الوطن
أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية في القمة العالمية للعمل المناخي رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية زادت معاناتها من آثار التغير المناخي.
وقال: إن ما تواجهه دول مجموعة الـ77 والصين من تحديات مشتركة تفرض عليها العمل لتحقيق استجابة مشتركة تنطلق من إدراك للأزمات والتحديات التي تواجه هذه الدول، مشيراً إلى عزم دول المجموعة على تعزيز جهودها للدفاع عن مصالحها المشتركة والتصدي للتحديات التي تواجهها نتيجة تغير المناخ والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية الناجمة عنهما.
وفي كلمة أمس خلال قمة مجموعة الـ77 والصين في دبي أمس قال: يشرفني أن أنقل اليكم تحيات السيد الرئيس بشار الأسد، وأن أعرب عن بالغ الشكر لجمهورية كوبا الصديقة على دعوتها لعقد هذه القمة، كما نجدد الإعراب عن الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية المناخ.
وأضاف عرنوس: إن اجتماعنا اليوم على هامش قمة المناخ كوب «28» تعبير عن روح التضامن العميق والشراكة الصادقة بين دول مجموعتنا، وتأكيد لعزمنا على تعزيز جهودنا للدفاع عن مصالحنا المشتركة والتصدي للتحديات التي نواجهها نتيجة تغير المناخ والاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية الناجمة عنهما، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من دول الجنوب لا يزال يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع قضايا التغير المناخي، من بينها تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وتحقيق الأمن الغذائي مما يحول دون قدرتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع عرنوس: إن ما نواجهه من تحديات مشتركة يفرض علينا العمل لتحقيق استجابة مشتركة تنطلق من إدراك للأزمات والتحديات التي تواجه الدول النامية والتي لا تقتصر على المشاغل الأمنية والاقتصادية والتدخلات الخارجية، وإنما تتخطاها لتشمل انعكاسات الوضع البيئي الخطير على كوكبنا، وما ينجم عنه من كوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات التي لم نشهد لها مثيلاً منذ عشرات السنين.
وقال عرنوس: إن منطقتنا تشهد منذ عقود تراجعاً كبيراً في متوسط هطل الأمطار، الأمر الذي ألقى بظلاله على الإنتاج الزراعي، كما أدى لتراجع نصيب الفرد من المياه بنسب كبيرة، وزادت الحرب الإرهابية التي شنت على سورية على مدى السنوات الماضية من جسامة التحديات البيئية، إذ شهدنا على مدى السنوات الماضية استخراجاً للنفط السوري بطرق بدائية من قبل تنظيمات إرهابية وميليشيات انفصالية عميلة لقوات احتلال أجنبي، كما تم استخدام المياه كسلاح من قبل دولة مجاورة ارتأت حرمان ملايين السوريين من المياه وخفض معدلات تدفق نهر الفرات أداة للضغط ولتحقيق مصالحها السياسية، كما أدت الإجراءات القسرية الانفرادية الجائرة التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري إلى حرمانه من الحصول على احتياجاته الأساسية، بما فيها الوقود والغاز ما دفع جزءاً منه للأسف لقطع الأشجار لاستخدامها لأغراض التدفئة والأنشطة المعيشية.
وأوضح المهندس عرنوس أنه رغم كل التحديات فقد اتخذت سورية خطوات عديدة في مجال الطاقات البديلة وسنت قوانين جديدة لتشجيع المستثمرين على إنشاء محطات توليد للطاقة، اعتماداً على الطاقات المتجددة، ويسرت الإجراءات لجذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، وتواصل الحكومة السورية بذل جهود كبيرة لدعم قدرة المواطنين على الصمود في وجه الآثار السلبية للتغير المناخي ومكافحة الفقر والهشاشة وتطوير القطاع الزراعي وتحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية، معرباً عن تطلع سورية لدعم مجموعة الـ77 والصين لجهودها الرامية لتجاوز تلك التحديات وتحقيق الرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية غير الشرعية التي تعاني منها العديد من دولنا.
وعلى هامش أعمال القمة التقى رئيس مجلس الوزراء نظيره الباكستاني أنوار الحق كاكر، وأكد خلال اللقاء متانة العلاقات السورية الباكستانية وقدمها معرباً عن الشكر والتقدير لمواقف باكستان الداعمة لسورية ولجهود الحكومة الباكستانية في تقديمها المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من الزلزال الذي تعرضت له سورية في شباط الماضي.
وأشار عرنوس إلى ضرورة إعادة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والارتقاء بالعلاقات في كل المجالات وبما يخدم العلاقات المميزة بين الشعبين السوري والباكستاني.
من جهته أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن أمله بإعادة تفعيل الاتفاقيات وإزالة كل العقبات التي تعوق تنفيذها بما يحقق مصلحة البلدين ولاسيما في مجالات السياحة الدينية والنقل الجوي.
وأشار كاكر إلى ما يحدث في غزة من جرائم وضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، لافتا إلى ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى أهالي قطاع غزة.
ووجه كاكر الدعوة لعرنوس لزيارة باكستان وبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والتعليمية بين البلدين.
حضر اللقاء وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف ونائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ ورئيس البعثة الدبلوماسية السورية في الإمارات الدكتور غسان عباس.