دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي وأسقطت معظم صواريخه … «الحوايج» و«الجرذي» في مرمى قوات العشائر.. والاحتلال الأميركي يخرق «قواعد الاشتباك»
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد احمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات
بينما تصدت وسائط دفاعاتنا الجوية لعدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وأسقطت معظمها، تتصاعد التطورات الميدانية وتتبدل في ريف دير الزور، وبما يوحي بتغيير خطوط المواجهة وخريطة الصراع، واحتمال نشوء صدام مباشر بين الدول الفاعلة في الملف السوري في مناطق شرقي نهر الفرات.
فبعد خروقات كثيرة لاتفاق «منع التصادم الجوي» الروسي – الأميركي في سماء الشرق السوري من الاحتلال الأميركي، تتجه المجريات الميدانية أخيراً لإحداث تجاوزات على الأرض من الأخيرة بريف دير الزور، وبما يمس من صدقية وموثوقية قرار الاحتفاظ بقواعد الاشتباك البرية بين الطرفين.
مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي، بينت أن الاحتلال الأميركي أرسل أمس قوات عسكرية من قاعدتيه غير الشرعيتين في حقلي «العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز من ريف المحافظة الشرقي إلى المنطقة القريبة من خط المواجهة على طول القرى السبع، الوحيدة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري بريف دير الزور الشرقي، والتي تعد منطقة نفوذ للقوات الروسية، التي تتقاسم مناطق النفوذ مع قوات الاحتلال الأميركي شمال وشمال شرق البلاد.
وكشفت المصادر لـ«الوطن»، أن قوات الاحتلال الأميركية أطلقت قذائف مدفعية باتجاه بعض القرى السبع، وهي مراط والحسينية والصالحية ومظلوم وحطلة وطابية وخشام، بالتزامن مع تحليق طائرات مروحية فوقها، قبل أن تنتشر عند مسافة قريبة من خطوط تماس تلك القرى، والتي سبق أن أجرت الحكومة السورية فيها في كانون الأول 2021 أعمال تسوية للمطلوبين داخل مركز المصالحة الروسي- السوري.
وأبدت المصادر قلقها من احتمال حدوث صدام عسكري بين الجيش العربي السوري والقوات الروسية من طرف، وبين قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم، الذي يقوده الاحتلال الأميركي في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث القرى السبع، التي ترتبط منذ كانون الثاني 2022 عبر بلدة الحسينية بجسر مع بلدة الحويقة في الضفة الغربية للنهر، التي تسيطر عليها الحكومة السورية وتضم مدينة دير الزور.
ولفتت إلى أنه ليس من مصلحة قوات الاحتلال الأميركي خلق صراع جديد ودخول معارك في غير ملعبها، في ظل الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة التي تتعرض لها قواعدها العسكرية غير الشرعية في محافظتي الحسكة ودير الزور.
وأضافت: السبب الرئيس للإجراء الأميركي نحو القرى السبع، هو دعم حليف واشنطن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، والتي تلقت سلسلة ضربات موجعة على يد قوات العشائر العربية خلال الأشهر الأربعة الفائتة، وخصوصاً بعد توحيدها تحت راية «قيادة عسكرية» موحدة في 11 الشهر الفائت بقيادة شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، والذي ظهر الخميس الماضي في تسجيل صوتي جديد دعا فيه أبناء العشائر العربية إلى «النفير العام» لطرد الميليشيات من أرياف دير الزور، التي يشكل المكون العربي أغلبية سكانها.
إلى ذلك، واصلت قوات العشائر العربية وللأسبوع الثاني على التوالي، هجماتها بشكل متزامن ضد «قسد» في محيط بلدتي الحوايج والجرذي بريف دير الزور الشرقي، وتمكنت من قتل وجرح عدد من مسلحيها وتدمير عتاد عسكري، بعد نجاحها بشن هجمات متواصلة ضد 13 و17 بلدة على التوالي، في آن واحد، الأسبوع الماضي.
في شمال غرب البلاد، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش استهدف برمايات مدفعية مواقع للإرهابيين في محيط كنصفرة والفطيرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن مجموعات مسلحة مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، اعتدت بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بمحاور التماس بريف إدلب في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، فرد عليها الجيش بوابل من نيرانه.
وأما في البادية الشرقية، فبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش تواصل تمشيط قطاعات بادية دير الزور الجنوبية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً أن الوحدات كبدت الدواعش خلال الأيام الأخيرة خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، في حين استهدف الطيران الحربي السوري والروسي بغارات مكثفة كهوفاً ومغراً في عمق البادية كان الدواعش قد اتخذوها مخابئ لهم.
في سياق آخر، ذكر مصدر عسكري وفق وكالة «سانا» أنه «حوالي الساعة 1.35 من فجر الأحد نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق».
وأضاف: إن وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، مشيراً إلى أن العدوان أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية.