المقاومة واصلت التصدي ودكت تحشيدات العدو ومستوطناته في عمق الأراضي المحتلة … الاحتلال يستأنف حرب الإبادة.. عشرات المجازر والحصيلة تجاوزت 15200 شهيد
| الوطن
استأنف العدو الإسرائيلي وبعد دقائق من انتهاء الهدنة الإنسانية الهشة، حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها ضد مدنيي غزة، وارتكب أمس عشرات المجازر بحق الأهالي، لتسجل حصيلة أمس سقوط مئات الشهداء وتدمير عشرات الأبنية السكنية.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت في بيان لها أمس: إن الاحتلال وسّع دائرة استهدافه للبنى التحتية والمنازل في قطاع غزة بعد انتهاء التهدئة المؤقتة صباح الجمعة، ولم يترك شبراً إلا وقصفه، وارتكب عشرات المجازر خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 193 شهيداً و652 جريحاً، ليرتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 15207 شهداء والجرحى إلى 40652، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة لإخراجها من الخدمة، حيث باتت المستشفيات عاجزة عن استقبال الجرحى، بعد أن فقدت قدراتها العلاجية والاستيعابية، إذ تقوم الطواقم الطبية بمعالجة الجرحى الذين يفترشون الأرض بإمكانات بسيطة للغاية، مبينة أن اعتداءات الاحتلال أسفرت عن استشهاد 280 من الطواقم الطبية وجرح المئات، فيما لا يزال الاحتلال يعتقل 31 من الطواقم الصحية في القطاع، على رأسهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، ويمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل، إضافة إلى تجويعهم وتعطيشهم.
من جانبها، تحدثت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء عن ارتقاء أكثر من 100 شهيد، في مجزرة جديدة، ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم جباليا وسط قطاع غزة.
وقالت الوكالة: إن «نحو 100 مواطن استشهدوا جراء قصف صاروخي استهدف بناية سكنية تعود لعائلة عبيد على رؤوس ساكنيها في مخيم جباليا، وأصيب العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض».
وفي وقت سابق أمس، ذكرت الوكالة أن عشرات المواطنين استشهدوا، وأُصيب آخرون بجروح، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في تجدد لقصف الاحتلال الإسرائيلي، براً وبحراً وجواً، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأضافت: إن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منازل في مدينة دير البلح وسط القطاع، وفي منطقة اليرموك بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين وإصابة آخرين.
كذلك سقط عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي عنيف استهدف بيت لاهيا شمال غزة.
جاء ذلك، في حين أعلن المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني محمود بصل أنه تم انتشال 300 جثة من مستشفى الشفاء ومحيطه، في مدينة غزة شمال القطاع، خلال أيام الهدنة التي استمرت 7 أيام.
ومنذ صباح أمس، واصلت طائرات الاحتلال الحربية، ومدفعيته وزوارقه، قصف عدة مواقع في قطاع غزة، تركزت بشكل لافت في خان يونس وفق مصادر محلية.
وقالت المصادر: إن «طائرات الاحتلال واصلت شن سلسلة غارات عنيفة على منازل المواطنين في الشيخ نصر، وبني سهيلا، ووصلت الشظايا إلى مدرسة تابعة لوكالة أونروا التي تؤوي مئات النازحين».
بالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية في غزة التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في عدة محاور في قطاع غزة، وخاضت معها أمس اشتباكات عنيفة شمال غرب وجنوب غزة.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية استهدافها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة وإيقاعها قوة إسرائيلية في كمين محكم في منطقة التوام شمال غرب غزة بالتزامن مع دك تحشيدات العدو ومستوطناته في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واعترف جيش الاحتلال أمس بمقتل العقيد إساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، وبأن جثته محتجزة لدى المقاومة في قطاع غزة.
من جانبها صعدت المقاومة الإسلامية اللبنانية في حزب اللـه أمس من عمليات استهدافها لمواقع وثكنات ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث أوقعت إصابات مباشرة في قوتين عسكريتين إسرائيليتين أثناء تواجدهما داخل منزلٍ في مستوطنة «دوفيف» بعد أن دكت مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة «برانيت» وحققت إصابات مباشرة في العديد من المواقع لدى استهدافها بالأسلحة الصاروخية المناسبة.
بالتوازي، شددت دمشق عبر وزارة خارجيتها على وجوب وقف مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين واعتداءاته الجبانة على سورية ولبنان قبل أن تمتد وتتوسع حروب الصهاينة وحلفائهم إلى مناطق جديدة.
واعتبرت «الخارجية والمغتربين» في بيان لها أن حروب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني ستقود إلى تقريب اليوم الذي يتطلع إليه كل من يضحي بحياته وعائلته من أجل التحرر والكرامة وهو يوم النصر.
من جانبها جددت الصين وفق بيان تلقته «الوطن» من السفارة الصينية بدمشق، التأكيد على موقفها الثابت الداعي إلى وقف العدوان على قطاع غزة وإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والتوافقات الدولية المعنية، مشددة على أن الحل يكمن في تنفيذ «حل الدولتين، واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.