مزارعون يقطعون أشجارهم المثمرة في السويداء! … اتحاد الفلاحين: رفع أسعار الأسمدة والمبيدات انعكس على التكاليف والمزارع عجز عن العناية بحقله
| السويداء - عبير صيموعة
بدأ مزارعو الأشجار المثمرة في السويداء بتقطيع بساتينهم من التفاح والزيتون على مرأى من جميع الأهالي بسبب الالتزامات المالية الكبيرة التي ترتبت عليهم جراء استدانتهم لتأمين مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وأجور حراثة ومازوت وغيرها، والتي عجزوا عن تسديدها لعامين كاملين خاصة مع ما لحق بأشجارهم من ضرر نتيجة موجات البرد والصقيع والتي لم يحصلوا بها على أي تعويض جراء تعليمات وقرارات وزارة الزراعة وصندوق الجفاف بعدم التعويض إلا لمن زادت نسبة الضرر لديه على 40 بالمئة معتبرين أن تقطيعها والاستفادة منها كحطب أكثر ربحاً من تركها والعناية بها.
وأشار المزارعون إلى أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي أدى إلى عزوف كثير منهم عن استثمار أراضيهم أو تقديم العناية المطلوبة لمواسمهم معتبرين أن وعود الحكومة بأنها تولي الإنتاج الزراعي أولويات عملها نظراً لما يساهم به من حركة في النمو وتحقيق الاحتياجات إنما كانت مجرد تصريحات مفرغة، بعدما فوجئ الجميع برفع أسعار الأسمدة بشكل مرهق وصل معه سعر الطن لأكثر من 8 ملايين ليرة هذا فضلاً عن المبيدات الحشرية التي تراوحت تكلفة المكافحة لكل حقل على أقل تقدير بين 3 ملايين و6 ملايين والرشوش الشتوية حيث تجاوزت تكلفة كل برميل الـ250 ألف من دون أجور رش (وكأن الحكومة تقول للفلاح لا تزرع ؟).
كما أشار مزارع إلى أن رفع تكاليف الإنتاج وعدم دعم العملية الإنتاجية الزراعية أدى إلى قيام كثير منهم بهجرة أراضيهم وتركها من دون حراثة أو زراعة أو تسميد موضحين أن تكلفة تعقيم طن الواحد من القمح تجاوزت الـ500 ألف نظراً لاضطرار كثير من المزارعين لتعقيم أقماحهم مع عدم قدرتهم على الحصول على القمح المعقم من مؤسسة إكثار البذار لعدة أسباب أولها عدم امتلاكهم لوثيقة التنظيم الزراعي فضلاً عن أن طن القمح المعقم في المؤسسة ذاتها وصل إلى 3 ملايين و900 ألف يضاف إليه أن كثيراً من المزارعين لم يحصلوا على مادة المازوت الزراعي لعدم انتهائهم من الأوراق المطلوبة أو لوجود إشكالية ضمنها الأمر الذي أدى إلى عجزهم عن البدء بزراعة أراضيهم رغم الأمطار المشجعة التي هطلت مؤخراً.
رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ أكد لـ«الوطن» أن رفع أسعار الأسمدة والمبيدات انعكس سلباً بالضرورة على المزارعين جراء ارتفاع التكاليف وعجز المزارع وفق هذه الأسعار من تقديم العناية المطلوبة لحقله.
وأشار إلى أنه رغم تلك المنغصات والمعوقات فإن كثيراً من المزارعين بدأ بزراعة أراضيهم وخاصة مع الأمطار التي هطلت مؤخراً والتي حفّزتهم على زراعة الشعير والقمح التي بدأتا بشكلٍ فعلي ومن المتوقع الانتهاء منها خلال شهر كانون الأول الحالي.
وأوضح أن خطة زراعة القمح لهذا الموسم والتي تعتمد بأغلبها على مياه الأمطار تبلغ نحو35 ألف هكتار وقد تم تأمين البذار للفلاحين مغربلاً ومعقماً من مؤسسة إكثار البذار بسعر 3 ملايين و900 ألف.