سورية

العشائر تطبق على «قسد» في «الشحيل» … الاحتلال الأميركي يستنفر قواته على خط تماس الفرات لحماية قواعده غير الشرعية

| حلب - خالد زنكلو

استنفر جيش الاحتلال الأميركي قواته في الضفة الشرقية للفرات بمحافظة دير الزور، وبالقرب من خطوط تماس النهر، الذي يؤدي إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في ضفته الغربية المقابلة.

وبدا أن إجراءات الاحتلال الأميركي في المنطقة أخيراً، سواء باستقدام التعزيزات العسكرية والعتاد اللوجستي أو إعادة انتشارها أو تسيير دوريات مراقبة برفقة حليفته ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، تهدف إلى توفير المزيد من هامش الحماية لقواعده العسكرية غير الشرعية المتمركزة في «حقل العمر» النفطي و«حقل كونيكو» للغاز شرقي دير الزور، بعد تعرضها لهجمات متتالية بالطائرات المسيرة وبالصواريخ الموجهة خلال الشهر الأخير.

مصادر محلية بريف دير الزور الشرقي، أكدت أن هاجس الأمن بات مسيطراً، وبشكل ضاغط، على الاحتلال الأميركي، في أماكن انتشار قواعده غير الشرعية، وعلى امتداد مناطق نفوذ مناطق «قسد» في محافظتي الحسكة ودير الزور، وخصوصاً في الأخيرة، التي يمكن الوصول إليها، لأنها قريبة من هجمات قوات العشائر العربية، التي لا تنفك بمهاجمة نقاط «قسد» العسكرية لطردها من المنطقة ذات الثقل المكون العربي فيها.

وفي هذا السياق، ذكرت المصادر لـ«الوطن» أن أمس شهد تسيير دورية عسكرية من الاحتلال الأمريكي، وللمرة الثانية في غضون أسبوع، في بلدات ذيبان والطيانة والشحيل، والتي تشمل مثلث حاد الزوايا وحاد الخطورة لجهة الهجمات الشرسة والفاعلة التي تشنها قوات العشائر باتجاه حواجز ونقاط «قسد» فيه شرقي دير الزور، وعلى مسافة لا تبعد في بعض المناطق مئات الأمتار عن خط تماس الفرات، والذي تدعي الميليشيات أن الضربات الموجعة التي تتلقاها تنطلق من ضفته الغربية.

وأشارت إلى أن الدورية العسكرية للاحتلال الأميركي، وبرفقة مسلحي «قسد» وتحت غطاء جوي كثيف من طائرات حربية وأخرى دون طيار، ضمت 14 عربة مصفحة، تعد الأضخم من نوعها، بعد أن حوت الدورية السابقة 12 عربة مدرعة وجابت الشحيل فقط. وتوقعت تسيير دوريات مماثلة في الأيام المقبلة لمراقبة الوضع العسكري المتأزم في المنطقة والتدخل عسكريا إلى جانب الميليشيات عند خروج الأمور عن سيطرتها، كما حدث في مرات سابقة حين فقدانها السيطرة على أجزاء من بلدات حيوية في الصفة الشرقية للفرات، كما في الطيانة وذيبان.

المصادر، ذكرت أن قوات الاحتلال الأميركي أعادت تموضع قواتها مع قوات «قسد» في محيط قاعدتي «العمر» و«كونيكو»، بعد استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إليهما من العراق في وقت سابق، كما عززت وجودها في قاعدة الشدادي في الحسكة، والتي تعرضت أمس لهجوم صاروخي دون معرفة نتائجه، بالتوازي مع استنفار قوات الاحتلال الأميركي في مركز استراحة الزير الذي يضم قاعدة غير شرعية للاحتلال شمال الحسكة وفي قاعدة الجير شمال الرميلان.

في الغضون، شنت قوات العشائر العربية، التي قويت شوكتها بعد توحيد ألويتها وفصائلها تحت «قيادة عسكرية» موحدة قبل نحو أسبوعين، هجمات مكثفة طاولت نقاط وحواجز «قسد» في محيط بلدة الشحيل شرقي دير الزور، وحققت فيها إصابات مؤكدة، وذلك بعد يوم من هجمات مماثلة ضربت الميليشيات في بلدتي الجرذي والحوايج.

وأرسلت قوات الاحتلال الأميركي أول من أمس قوات عسكرية من قاعدتي «العمر» و«كونيكو» إلى خط المواجهة على طول القرى السبع، الوحيدة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري بريف دير الزور الشرقي والتي هي منطقة نفوذ للقوات الروسية، حيث انتشرت بالقرب من خطوط تماس تلك القرى، وهي: مراط والحسينية والصالحية ومظلوم وحطلة وطابية وخشام، والتي سبق أن شهدت أعمال تسوية للمطلوبين في كانون الأول 2021 داخل مركز المصالحة الروسي- السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن