ثقافة وفن

العرض الأول لفيلمي «الخروج إلى الداخل» و«صيف.. مدينة.. كاميرا» … لوتس مسعود لـ«الوطن»: الخروج إلى الداخل جاء من الواقع الغريب وغير المنطقي

| مايا سلامي

افتتح «بيت السينما» المشروع السينمائي الذي أطلقته المؤسسة العامة للسينما عروضه مساء يوم الأربعاء في سينما كندي دمشق، مع الفيلمين القصيرين «الخروج إلى الداخل» تأليف وإخراج لوتس مسعود، «صيف، مدينة، كاميرا» إخراج أنس زواهري.

وتدور أحداث «الخروج إلى الداخل» حول شاب ثلاثيني يوم خروجه من المصح النفسي بعد انتهاء علاجه، وخلال يوم يقضيه الشاب في العاصمة قبل العودة إلى منزله يكتشف ما آلت إليه هذه المدينة من فوضى وأحداث جنونية لا تمت للمنطق، والتي تجعل من هذه المدينة بكل ما فيها تجمعاً كبيراً لأشخاص لا يقلّون حاجة للمصح عن بطل الفيلم.

ويشارك في بطولة الفيلم كل من: يزن خليل، حمادة سليم، تيسير إدريس، ريموندا عبود، أمير برازي، أمينة عباس.

واقع غريب

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت لوتس مسعود أن الخروج إلى الداخل جاء من الواقع الغريب وغير المنطقي الذي نعيشه، ففي كل مرة نخرج فيها إلى الشارع نرى الكثير من الأشياء التي نقول لأنفسنا بأنه لا يمكن أن تكون طبيعية، منوهة بأنها من هنا استلهمت فرضية «آرام» الذي يخرج من أكثر الأماكن غرابة وهو المصح العقلي بكل ما فيه من حالات عقلية ونفسية غير طبيعية ليصدم بغرابة الواقع الموجود في الخارج أكثر من المكان الذي كان موجوداً فيه.

وعن التحديات التي واجهتها ككاتبة ومخرجة للفيلم قالت: «حمّلني ذلك مسؤولية كبيرة جداً وكنت أمام تحدٍ جديد بأن أعيد ما قلته بالكلمات وبالصورة أمام الكاميرا، والحمد لله تمكنت من ذلك والجمهور هو من سيحدد إن نجحت في إيصال رسالتي أم لا».

وأضافت: «كان هناك الكثير من الصعوبات واليوم أنا كبقية الشباب الذين يحاولون ويجربون وتواجههم الكثير من التحديات والعراقيل لكن بالنهاية ما يجعلنا نكمل في هذا الطريق هو الإيمان والشغف بما نقدمه».

حالة مشتركة

وقال الفنان حمادة سليم: «ما جذبني إلى الفيلم في البداية هو وجود ورق يقدم بشكل صحيح، فعند قراءتي للنص تخيلت الكثير من الأشياء الجميلة التي من الممكن أن تقدم فيه بغض النظر عن حجم الدور.

وأوضح أن هذا الفيلم قدم بمكان وظرف جديدين وفكرة مميزة تحكي عن واقعنا الذي نعيشه، لافتاً إلى أسلوب التعاطي مع هذه الفكرة من المخرجة لوتس مسعود التي تمتلك رؤية وفكراً جميلين وهي شخص مختزل يعرف كيف يتجه تماماً إلى الهدف الذي يريده ليطرحه بصورة جديدة تشبهنا.

وأكد أن الجميل في هذه التجربة هو وجود حالة مشتركة من الجميع واتفاق منهم جميعاً ليقدموا شيئاً جديداً فكرياً وواقعياً.

صورة جميلة

وكشف الفنان تيسير إدريس أن ما دفعه إلى المشاركة كضيف شرف في هذا الفيلم هو محبته للكاتبة والمخرجة الشابة لوتس مسعود لأنها ذكية وتمتلك عقلاً نقياً وقد عملت على هذه الحكاية بصورة جميلة.

وقال: «عندما عرضوا عليّ المشاركة بشعر وطني لمحمد الماغوط أعجبت بالفكرة لأن الناس في الخارج أصبحوا مرضى فعلاً، ومن خلال هذا الفيلم أيضاً تذكرت غزة الحرية الوحيدة في هذا العالم والتي جعلتنا نشعر وكأننا عبيد أمامها».

بورتريه لدمشق

أما فيلم «صيف، مدينة، كاميرا» فيوثق رحلة مجموعة من المخرجين الشباب في صيف عام 2021 عندما نزلوا إلى شوارع دمشق لمتابعة أحلامهم المتوقفة منذ مدة طويلة، وتصوير أولى أفلامهم بأبسط الأدوات المتاحة لتفتح المدينة لهم ذراعيها وتحتضنهم ليلاً نهاراً بأبنيتها وشوارعها.

وقد شارك الفيلم بعدد من المهرجانات العربية والدولية وحصل على خمس جوائز، وهي: جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، وجائزة الصقر الذهبي في المهرجان الدولي لسينما الهواة في تونس، جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير من مهرجان القصير بكاف في تونس، وجائزة أفضل إخراج لفيلم وثائقي قصير في المهرجان الدولي للأفلام الباثولوجية في إيطاليا، إضافة إلى جائزة اختيار الجمهور في مهرجان دايوراما في الهند.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أو ضح المخرج أنس زواهري أن الفيلم عبارة عن بورتريه لمدينة دمشق في صيف 2021، وقد بني من دون أي تخطيط مسبق، منوهاً بأن الظروف هي التي جعلته يعمل عليه بشكل غريزي حيث نزل إلى الشوارع بالكاميرا ليرى ما يمكن أن تلتقطه.

وقال: «هذه التجربة الثانية لي في مجال الأفلام والبداية كانت مع فيلم «يوم عادي جداً» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما والذي حصد 15 جائزة، واليوم في تجربتي الثانية أيضاً حزت على خمس جوائز، ومع كل تجربة جديدة أستفيد من أخطاء سابقاتها لأتفاداها في المرات القادمة، وهذه الجوائز تؤكد لنا أننا نسير بشكل صحيح وتشجعنا على الاستمرار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن