عربي ودولي

طهران ومسقط طالبتا المجتمع الدولي بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار … الرئيسان الإيراني والكوبي يدعوان إلى تشكيل تحالف عالمي لدعم فلسطين

| وكالات

دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى تشكيل تحالف عالمي لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بمشاركة الدول في مختلف القارات، في حين كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن جزءاً من الوثائق التي حصلت عليها المقاومة خلال عملية «طوفان الأقصى» تؤكد فرضية المخطط الإسرائيلي لنقل جميع أهالي غزة إلى مصر، وأهالي الضفة الغربية إلى أجزاء من الأراضي الأردنية.

وقال رئيسي في مؤتمر صحفي مع دياز كانيل في طهران أمس الإثنين: إن الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه يتعرض لعدوان وحشي من قبل الاحتلال الذي يشن حرب إبادة بحقه، لافتاً إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية فقدت دورها من خلال عجزها عن إنقاذ الشعب الفلسطيني، وهذا يؤكد ضرورة تصحيح النظام العالمي القائم.

وأضاف رئيسي: إن أميركا تظن أنها تستطيع إيقاف بلداننا عبر فرض الحصار والعقوبات عليها لكنها تسيء التقدير في ذلك، مؤكداً أن تعزيز علاقات الدول المحاصرة اقتصادياً والمفروض عليها عقوبات أحادية الجانب يمكن أن يؤدي إلى تحييد هذه العقوبات.

من جانبه، أعلن دياز كانيل أن إيران وكوبا تدينان الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقتل الآلاف من النساء والأطفال، مطالباً بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي وتهيئة الظروف لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ووصف الرئيس الكوبي العلاقات الإيرانية الكوبية بالتاريخية والقائمة على الاحترام والتضامن ولها تاريخ يمتد لأكثر من 40 عاماً، موضحاً أن اللقاء مع المسؤولين الإيرانيين هو تأكيد على أن كوبا تعتبر إيران دولة صديقة وشقيقة في الشرق الأوسط.

وأدان دياز كانيل الإجراءات التدخلية الأميركية ضد إيران، معلناً دعمه للحق المشروع لإيران في الدفاع عن سيادتها، ومثنياً على دعمها هافانا في مواجهة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا.

ووقع الرئيسان ومسؤولون رفيعو المستوى من إيران وكوبا في ختام المباحثات على 7 وثائق تعاون وبيان مشترك بين البلدين في مختلف قطاعات العلوم والتكنولوجيا والصحة والزراعة والطاقة والتعدين والاتصالات والطب.

وتشمل هذه المجالات الطاقة، الزراعة، الصحة والعلوم الطبية، التكنولوجيا والاتصالات، إضافة إلى تفاهم إستراتيجي بشأن إنتاج اللقاحات وتبادل المعلومات الطبية.

ووصل الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى بدعوة رسمية من رئيسي، وتعد هذه الزيارة الأولى له إلى إيران بعد زيارة الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو قبل 22 عاماً، وصباح أمس، استقبل رئيسي دياز كانيل، في مجمع سعد آباد التاريخي بطهران.

يشار إلى أن رئيسي زار العاصمة الكوبية هافانا في حزيران الماضي، خلال جولة إقليمية في أميركا اللاتينية، تلبيةً لدعوة رسمية من دياز كانيل، وخلال تلك الزيارة، وُقِّع الجانبان 6 وثائق ومذكرات تفاهم للتعاون في مجالات القضاء والتعاون السياسي الشامل والعلاقات الجمركية والمشاركة في حقل تكنولوجيا المعلومات من قبل كبار المسؤولين في البلدين.

في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن جزءاً من الوثائق التي حصلت عليها المقاومة الفلسطينية خلال عملية «طوفان الأقصى» تؤكد فرضية المخطط الإسرائيلي لنقل جميع اهالي غزة إلى مصر، وأهالي الضفة الغربية إلى أجزاء من الأراضي الأردنية.

وتوجّه بحديثه في مؤتمر صحفي من العاصمة الإيرانية طهران، بعد لقائه نظيره العماني بدر البوسعيدي، إلى الولايات المتحدة بأن تتحمل مسؤولية دعمها للاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن واشنطن التي تتحدث في وسائل الإعلام عن ضرورة منع إبادة المدنيين، تدعم على الأرض إبادة اهالي غزة عبر ضوئها الأخضر للاحتلال، لافتاً إلى أن المرحلة الجديدة للهجوم الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، انطلقت بحضور وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مجلس وزراء حرب للاحتلال «الكابينت».

وأكّد أن طهران لا تبحث عن توسيع رقعة الحرب في المنطقة لكنّها، في الوقت نفسه، تحذّر من تداعيات مخططات التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

وبشأن الوضع الإنساني في غزّة، شدّد عبد اللهيان على ضرورة أن تضغط جميع الدول لوقف الحرب على القطاع، وقتل المدنيين ومنهم النساء والأطفال، وطالب الدول الإسلامية والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والدواء لأهالي غزة ومنع التهجير القسري.

وعقب كلمة عبد اللهيان، طالب وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أيضاً المجتمع الدولي بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار، مشيراً إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية في هذا الشأن، وجدّد التحية لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته.

وقبل يومين، بحث الوزيران في اتصال هاتفي آخر تطورات العدوان على غزّة، وحينها، أشار عبد اللهيان إلى أن تجديد الاحتلال جرائمه بحق أهالي القطاع دليل آخر على عدم اهتمامه بمطالب المجتمع الدولي والرأي العام، ولفت إلى دور الدول الإسلامية في بذل مزيد من الجهود لوقف الجرائم الإسرائيلية.

وفي السياق، ذاته دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته لوقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن كنعاني قوله في مؤتمر صحفي أمس: ندين بشدة الجرائم الوحشية، واستمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة والضفة الغربية، ومن المؤلم جداً أن تتواصل وبكثافة جرائم الكيان الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف كنعاني: أميركا لها دور مباشر ولا يمكن إنكاره في جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ومن الواضح جداً أن عملية «طوفان الأقصى» كعمل مشروع ودفاعي للشعب الفلسطيني ضد المحتلين أثبتت أن الادعاءات حول القدرات الأمنية لهذا الكيان كاذبة وخاوية.

وأشار كنعاني إلى أن الكيان الإسرائيلي قتل أكثر من 16 ألف فلسطيني 70 بالمئة منهم مدنيون ونساء وأطفال، وذلك للتعويض عن هزيمته وقد وقفت أميركا عملياً إلى جانب هذا الكيان حيث قدمت أسلحة ومعدات جديدة له لمواصلة جرائمه.

وجدد كنعاني التأكيد على أن إيران تعتبر دعم فلسطين مبدأ أساسياً وإنسانياً وأولوية مهمة، ويجب أن يكون هذا مبدأ أساسياً لكل الحكومات والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة التي أصبحت اليوم رهينة في أيدي أميركا، لافتاً إلى أنه إذا بقيت جرائم الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة هذه من دون عقاب، فإنها تشكل تهديداً للمجتمع الدولي وسيكون قتل آلاف الأشخاص خلال فترة من الزمن وعدم محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمراً خطيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن