جيش الاحتلال وسع حرب الإبادة بحق المدنيين في غزة بعمليات برية في جنوبها … العدوان يكمل الشهر الثاني وعدد الشهداء يلامس 16 ألفاً وأكثر من 42 ألف جريح
| وكالات
مع توسيع الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة حيث بدأ أمس عمليات برية في جنوبه، ارتفعت حصيلة الشهداء لتلامس 16 ألفاً.
وفي اليوم الـ59 للعدوان الإسرائيلي على القطاع ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية، أن طائرات الاحتلال ومدفعيته قصفت مدرستي صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والشهيد أسعد الصفطاوي في حي الدرج بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 50 نازحاً على الأقل وإصابة المئات، مشيرة إلى أنه جرى نقل عشرات الشهداء والمصابين من المدرستين إلى المستشفى المعمداني في حي الزيتون المجاور في مدينة غزة.
وأشارت إلى أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المدرستين المستهدفتين لإخلاء الشهداء والمصابين نظراً لكثافة القصف المدفعي في تلك المنطقة.
كما ذكرت أن أكثر من 30 فلسطينياً استشهدوا في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة.
ولفتت إلى أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت بالصواريخ عشرات المنازل في الحيين، ما أدى إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، مشيرة إلى أن الشهداء جلهم من الأطفال.
وفي حي التفاح، ذكرت «وفا» أن طائرات حربية قصفت مجموعة من طواقم الدفاع المدني، ما أدى إلى استشهاد اثنين وتسبب في إصابة 10 آخرين، موضحة أن جنود الاحتلال يحاصرون حي الزيتون بمدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الطائرات الحربية والطائرات المُسيَّرة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق أمس لفتت الوكالة إلى أن طيران الاحتلال قصف البوابة الشمالية لمستشفى كمال عدوان في جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 4 وجرح 9 على الأقل، إضافة إلى حالة من الذعر في صفوف المرضى، وأكثر من 10 آلاف نازح لجؤوا إلى المستشفى طلباً للأمان، في وقت دمر فيه طيران الاحتلال مربعات سكنية قريبة من المستشفى، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
كما قصف طيران الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في جباليا ومنازل في بيت لاهيا شمال القطاع وفي دير البلح وسطه ورفح وخان يونس جنوبه، وحي التفاح في غزة ومسجداً في حي الزيتون شرقها، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات بينهم صحفية و3 من عناصر الدفاع المدني.
إضافة إلى ذلك قصفت دبابات الاحتلال سيارة بشارع صلاح الدين شمال خان يونس، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، في حين كثفت مدفعية الاحتلال قصفها للمنازل في مخيم النصيرات ومنطقتي ميدان فلسطين والشعبية ومحيط مستشفى المعمداني وحي الشجاعية في غزة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قصف الاحتلال مستشفى كمال عدوان انتهاك خطير لأحكام القانون الدولي والإنساني ولأبسط قيم الإنسانية، ويدلل على وجود خطة إسرائيلية متكاملة ومعتمدة تهدف إلى القضاء على القطاع الصحي بما في ذلك مباني المستشفيات.
وأوضح أن الاحتلال قصف بشكل مباشر أكثر من 14 مستشفى في مدينة غزة وشمالها بصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات، وحاول اغتيال العديد من الأطباء وقام باعتقال 35 طبيباً، وعلى رأسهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي.
وطالب المكتب المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة بوقف الضوء الأخضر الذي منحوه للاحتلال باستهداف المستشفيات وتدمير القطاع الصحي في غزة، لكون ذلك جريمة حرب منظمة يعاقب عليها القانون الدولي وتجرمها كـل القوانـين والمواثيق الدولية والسكوت عنها يعد مشاركة فاعلة فيها.
ترافقت حرب الإبادة الجماعية التي يواصلها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع مع توغّل العشرات من آلياته العسكرية أمس في جنوب القطاع غزة الذي وسّع جيشه عملياته البرية باتجاهه، رغم وجود مئات آلاف المدنيين فيه، وذلك حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية التابعة للاحتلال توغلت في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل براً وبحراً وجواً على القطاع المحاصر والمستمر لليوم الـ59 إلى 15899 شهيداً وأكثر من 42 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، في حين مازال العدد الأكبر من الضحايا تحت الأنقاض، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية فقط مجازر مروعة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، حيث وصل إلى المستشفيات 349 شهيداً و750 جريحاً.
وأكدت أن الاحتلال يتعمد قتل وإرهاب الطواقم الطبية والجرحى والنازحين في مستشفيات غزة والشمال لإجبارهم على التهجير القسري، حيث أدت الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية لاستشهاد 283 من الطواقم الطبية وجرح المئات وإخراج 20 مستشفى و46 مركزاً للرعاية الأولية من الخدمة وتدمير 56 مؤسسة صحية بالكامل و56 سيارة إسعاف، لافتة إلى أن الاحتلال لا يزال يعتقل 35 من الطواقم الصحية من قطاع غزة، وعلى رأسهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية ويمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل في ظروف اعتقال مأساوية.
وحذرت الوزارة من أن استمرار العدوان الإسرائيلي بكل وحشية يصيب المنظومة الصحية في قطاع غزة بالعجز التام في مواجهة الأعداد الكبيرة من الجرحى يومياً، وخاصة أنه يتعمد قصف المستشفيات في غزة والشمال لإخراجها من الخدمة، وباتت الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى بتشوهات وحروق شديدة وبتر وإذابة في الأطراف جراء القصف الوحشي بقذائف مدمرة وحارقة.
وبينت أن كل المستشفيات مكتظة بأعداد الجرحى التي فاقت إمكانياتها الطبية وقدراتها الاستيعابية وتفتقر لمثبتات العظام ومختلف المستلزمات الجراحية وعلاج الحروق، مؤكدة أن أكثر من 1,5 مليون نازح في مراكز الإيواء، وخاصة النساء الحوامل والأطفال والمرضى المزمنين والجرحى يتعرضون للموت البطيء.