سورية

«الأغذية العالمي» أعلن وقف مساعداته «العامة» في سورية باستثناء حالات محددة … الأمم المتحدة: المساعدة الفورية ضرورية ومسؤولية جماعية تقع على عاتقنا

| وكالات

بينما دعت نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية نجاة رشدي «الجهات المانحة» إلى مواصلة تقديم دعمها للسوريين، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية انتهاء برنامج مساعداته الغذائية «العامة» في جميع أنحاء سورية في كانون الثاني المقبل باستثناء حالات محددة وذلك بسبب «النقص الحاد» في التمويل كما قال البرنامج، ليكون ذلك بمنزلة التخفيض السابع منذ انطلاق عمله في سورية والأكبر من نوعه، علما أن ما تسمى الدول المانحة التي تعقد الاجتماعات تحت عنوان مساعدة الشعب السوري من دون دعوة الحكومة السورية لم تف بتعهداتها المالية.
وفي تصريح لها نقله موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني قالت رشدي إنها «تدعو وبشكل عاجل الجهات المانحة إلى مواصلة تقديم دعمها وتضامنها للسوريين»، لافتة إلى أن «المساعدة الفورية ضرورية لضمان الخدمات المنقذة للحياة وتعافي الفئات السكانية الهشة، وخاصة الأطفال وكبار السن، وهذه مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا».
ولفتت رشدي إلى أن «هناك نقصاً في العديد من الضروريات الأساسية، بما في ذلك الغذاء، حيث تؤدي ظروف الشتاء إلى تفاقم التحديات، وعلينا أن نعزز التزامنا المشترك بتخفيف معاناة جميع السوريين، مع الإشارة أيضاً إلى أن النساء غالباً ما يتحملن العبء الأكبر، وعلى الرغم من أن صمودهن ملهم للغاية، إلا أنهن بحاجة إلى مساعدتنا»، وشددت على أن «الدعم ليس مجرد شريان حياة، ولكنه يوفر أيضاً بعض الأمل، ما يمنح السوريين فرصة لمستقبل أفضل».
في الغضون، وحسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي أوردته مواقع إلكترونية معارضة، حدد البرنامج موعد انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سورية في كانون الثاني المقبل بسبب «النقص الحاد» في التمويل، في حين أعلن أنه سيواصل المساعدات الغذائية «الطارئة فقط» لفئات محددة، وأعرب عن أسفه للإعلان عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سورية في ذلك الموعد.
ووفق البيان، أنفق البرنامج على مدى 12 عاماً من الحرب والأزمات، مليارات الدولارات وتم تسليم ملايين الأطنان من المواد الغذائية إلى ملايين الأسر، وعلى الرغم من أن الأمن الغذائي أصبح الآن أدنى من أي وقت مضى ورغم الانخفاض التدريجي في حجم الحصص الغذائية وقيمة القسائم الإلكترونية إلا أن البرنامج غير قادر على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص، طبقاً للبيان.
وحسب البيان، يدعم برنامج الأغذية العالمي حالياً أكثر من 300 ألف امرأة وفتاة حامل ومرضعة، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، للوصول إلى الأطعمة الغنية بالمغذيات وتحسين نظامهم الغذائي في جميع محافظات سورية.
وأوضح أن البرنامج سيواصل مساعدة الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات من خلال برامج التغذية، والأطفال في المدارس ومراكز التعلم من خلال برنامج الوجبات المدرسية، وكذلك الأسر الزراعية المدرجة في برنامج دعم سبل العيش، إضافة إلى ذلك، سيواصل البرنامج تدخلاته لدعم تعافي النظم الغذائية المحلية، مثل إعادة تأهيل أنظمة الري والمخابز.
واستنادا إلى آخر تقرير صادر عن البرنامج في أيلول الماضي، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية العامة 3 ملايين و219 ألف شخص في سورية، وأشار التقرير، حينها، إلى أن برنامج الأغذية العالمي سيواصل دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء البلاد من خلال تدخلات «طارئة أصغر وموجهة أكثر».
ونتيجة الحرب التي شنت على سورية منذ أكثر من 12 عاماً والإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، فإن سورية لديها سادس أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون «انعدام الأمن الغذائي» في العالم، بحسب البرنامج ذاته.
في الأثناء، أوضح ما يسمى فريق «منسقو الاستجابة» أن القرار الأخير الصادر عن البرنامج لا يعني توقف المساعدات الغذائية بالكامل للسوريين المحتاجين، وإنما هو بمنزلة تخفيض جديد سابع بسبب «الفجوة الكبيرة بين التمويل والاحتياجات»، حيث تم تخصيص مبلغ أكثر من ملياري دولار خلال دورة التمويل الحالية للبرنامج من خلال «مؤتمرات المانحين»، إلا أن البرنامج لم يحصل على أكثر من 30,8 بالمئة من إجمالي التمويل المطلوب.
وطالب الفريق كل الجهات الدولية «بالعمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين في المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء».
وفي حزيران الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إيقاف مساعداته الغذائية لما يصل إلى 45 بالمئة من السوريين المحتاجين، بسبب «أزمة تمويل غير مسبوقة في سورية»، وقرر البرنامج استمرار دعم 3 ملايين سوري فقط من أصل 5,5 ملايين كانت تشملهم المساعدات.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان حينها إن الحصص المقدمة للمستفيدين هي فعلياً نصف حصص غذائية وبالكاد تمكنهم من العيش عليها، وحذّر البرنامج في بيانه من أن ارتفاع التكاليف التشغيلية لبرنامج الأغذية العالمي، والاحتياجات المتزايدة للناس، والنقص الحاد في التمويل لسورية؛ يعني توقف الدعم الغذائي عن السوريين بحلول تشرين الأول القادم (أي تشرين الأول المنصرم).
ودعا البرنامج الشركاء والجهات المانحة الرئيسية لتأمين 180 مليون دولار أميركي كحد أدنى بشكل عاجل، لتجنب هذه التخفيضات ومواصلة تقديم المساعدة الغذائية بمستواها «الحالي» حينها حتى نهاية العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن