المقاومة تخوض اشتباكات ضارية وتدمر عشرات الآليات للعدو وتقضي على العديد من جنوده … الاحتلال يستأنف حرب المشافي ويوسع اجتياحه البري وشهداء الإبادة يلامسون الـ16 ألف شهيد
| الوطن
لامس تعداد شهداء الإبادة الجماعية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة الـ16 ألف شهيد، مع ارتكاب العدو أمس المزيد من المجازر.
طائرات الاحتلال ومدفعيته قصفت أمس مدرستي، صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، والشهيد أسعد الصفطاوي في حي الدرج بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 50 نازحاً على الأقل وإصابة المئات، وجرى نقل عشرات الشهداء والمصابين من المدرستين إلى المستشفى المعمداني في حي الزيتون المجاور في مدينة غزة.
وأشارت وكالة «وفا» الفلسطينية إلى أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المدرستين المستهدفتين لإخلاء الشهداء والمصابين نظراً لكثافة القصف المدفعي في تلك المنطقة.
كما ذكرت أن أكثر من 30 فلسطينياً استشهدوا في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة.
ولفتت إلى أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت بالصواريخ عشرات المنازل في الحيين، ما أدى إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، مشيرة إلى أن الشهداء جلهم من الأطفال.
وفي حي التفاح قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من طواقم الدفاع المدني، ما أدى إلى استشهاد اثنين وتسبب في إصابة 10 آخرين، موضحة أن جنود الاحتلال يحاصرون حي الزيتون بمدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الطائرات الحربية والطائرات المُسيَّرة الإسرائيلية.
كما قصف طيران الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في جباليا ومنازل في بيت لاهيا شمال القطاع وفي دير البلح وسطه ورفح وخان يونس جنوبه، وحي التفاح في غزة ومسجداً في حي الزيتون شرقها، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات بينهم صحفية و3 من عناصر الدفاع المدني.
وترافقت حرب الإبادة الجماعية التي يواصلها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع مع توغّل العشرات من آلياته العسكرية أمس في جنوب قطاع غزة، حيث وسّع جيشه عملياته البرية باتجاهه، رغم وجود مئات آلاف المدنيين فيه.
وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت في بيان لها ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل براً وبحراً وجواً على القطاع المحاصر والمستمر لليوم الـ59 إلى 15899 شهيداً وأكثر من 42 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، في حين مازال العدد الأكبر من الضحايا تحت الأنقاض، على حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، نزوح نحو 1,9 مليون نسمة، أي أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة داخلياً منذ بدء الحرب على القطاع.
ترافقت التطورات الميدانية مع توقف حركة العبور عبر معبر رفح إلى قطاع غزة بسبب قصف الاحتلال المتواصل على جنوب القطاع، وأكد مصدر أمني مصري أمس أن حركة العبور في معبر رفح الحدودي مع القطاع توقفت بسبب قصف الاحتلال المتواصل على رفح وخان يونس جنوبي القطاع.
وأوضح المصدر أن المعبر مفتوح لكنه لم يستقبل أي دفعات من الأجانب أو المصابين من غزة، ولم يستطع الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة «أونروا» الوصول للمعبر لاستلام شاحنات المساعدات والوقود.
بدورها أكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش أن مستوى المعاناة الإنسانية في قطاع غزة يفوق حد الاحتمال، مشددة في تصريحات لها خلال زيارتها أمس إلى القطاع على أنه «من المفروض أن يجد المدنيون أمامهم ملاذاً آمناً في غزة يلجؤون إليه، في حين لا يمكن تقديم استجابة إنسانية ذات معنى في الوقت الحالي تحت هذا الحصار العسكري العنيف».
وفي وقت لاحق أمس أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة بسبب تعرض المسارات الرئيسية والتي تم إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى.
بالتوازي خاضت المقاومة الفلسطينية في غزة اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال في الفالوجا، وأجهزت على عدد من جنوده من مسافة صفر وأصابت عدداً كبيراً منهم.
الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة أكد تدمير 28 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً خلال الـ24 ساعةً الماضية في كل محاور القتال في قطاع غزة.
وأضاف إن مجاهدي القسام استهدفوا القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معها من مسافة صفر وأوقعوا فيها قتلى.
من جانبها حققت المقاومة الإسلامية اللبنانية ممثلة بحزب اللـه أمس إصابات مباشرة بالأسلحة المناسبة في العديد من مواقع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وذلك بعد أن استهدفت تجمعات لجنود الاحتلال بالصواريخ شرق موقع «مسكاف عام» وفي حرج شتولا وموقع «الرهب» وقوتي مشاة له في كرم التفاح شرق ثكنة «برانيت» وفي حرج حانيتا، وسط اعتراف الاحتلال بإصابة 3 من جنوده إثر قصف جاء من جنوب لبنان.
على صعيدٍ موازٍ، جددت دمشق على لسان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد موقفها الداعم بالمطلق للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد المقداد خلال استقباله أمس نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر على ضرورة وقف حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية وحصار مطبق وتدمير للمشافي والأحياء السكنية ومحاولات التهجير.
على صعيد آخر كشف منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي أن واشنطن تقود جهوداً لاستئناف الهدنة، وقال: إن هدف واشنطن يكمن بالوصول لوقف الأعمال العدائية، وتبادل المزيد من الأسرى.
إلى ذلك قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى لشبكة «إن بي سي نيوز»: إنه فوجئ بشراسة «الحملة الإسرائيلية» المتجددة.