سورية

مصادر مطلعة: لن يؤثروا على جهود الدولة لاستعادة سيطرتها وإعادة الأهالي … تنفيذ اتفاق جنوب دمشق خلال 72 ساعة.. ومسلحون محليون يدخلون من مناطق مجاورة لملء الفراغ

رجحت مصادر مطلعة أن يتم البدء بتنفيذ اتفاق انسحاب تنظيمي داعش وعناصر من «جبهة النصرة» الإرهابيين والتنظيمات الأخرى من منطقة جنوب دمشق، خلال ثلاثة أيام، معتبرة أن دخول مسلحين من أبناء الحجر الأسود ومخيم اليرموك إليهما من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لاستلام خط الجبهة تمهيداً لخروج داعش لن يؤثر على جهود الدولة لاستعادة سيطرتها على تلك المنطقة وإعادة الأهالي إليها. وقالت المصادر لـ«الوطن»: «التنفيذ سيبدأ خلال 72 ساعة تقريباً»، وتحفظت على ذكر مزيد من التفاصيل لأن الوضع «حساس». وذكرت مصادر معارضة بحسب مواقع الكترونية معارضة أن دفعة من ميليشيا «الجيش الحر» من أبناء الحجر الأسود المتواجدين في بلدات «يلدا، ببيلا، بيت سحم» المجاورة للحجر الأسود دخلوا أمس إلى المنطقة لاستلام خط الجبهة من تنظيم داعش تمهيداً لخروج الأخير من المدينة.
وفي سياق متصل، أعلن ما يسمى بتجمع «ربيع ثورة» الإعلامي العامل جنوب العاصمة عن عرض عسكري نفذه تجمع «أبناء اليرموك» في بلدة يلدا المجاورة لمخيم اليرموك، السبت، في إطار الاستعداد للدخول إلى المخيم بعد خروج مسلحي داعش من جنوب دمشق خلال الأيام القليلة القادمة.
وشارك في العرض بحسب مواقع معارضة نحو 100 مقاتل من أبناء مخيم اليرموك المتواجدين في بلدات الجنوب الدمشقي، والذين يرابط أغلبهم في مواجهة تنظيم داعش على خطوط التماس بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا المجاورة.
وأضاف «تجمع ثورة» إن تجمع «أبناء اليرموك» عبارة عن كيان عسكري مدني مشكّل حديثاً يضمّ المقاتلين الفلسطينيين من أبناء المخيم والمقاتلين في صفوف ميليشيا «الجيش الحر» كلواء العهدة العمرية وكتائب أكناف بيت المقدس وغيرها، وسيعمل التجمع على الانتشار في مخيم اليرموك وتأمين جبهات القتال وحماية المخيم من أي محاولات اقتحام أو تقدم للقوات الحكومية والفصائل الفلسطينية.
وفي تصريحها لـ«الوطن»، أكدت المصادر المطلعة دخول مسلحين من يلدا وببيلا وبيت سحم إلى الحجر الأسود، ودخول ما بين 30 إلى 40 مسلحاً إلى مخيم اليرموك.
وفي السادس من الشهر الجاري، كشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في سورية خالد عبد المجيد في تصريح صحفي، أنه تم الاتفاق على تأمين طريق بديل لمسير قوافل المسلحين الذين سيتم إخراجهم من المنطقة الجنوبية لدمشق التي تقع ضمنها مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأحياء القدم والعسالي والتضامن، بعد تعليق عملية إجلائهم في 26 الشهر الماضي إثر مقتل قائد ميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية.
وأوضح عبد المجيد حينها أنه «عقدنا كفصائل فلسطينية سلسلة اجتماعات استعداداً لمعالجة قضية مخيم اليرموك، إذ ستبقى مجموعات صغيرة يجري التواصل معها وطلبت تسوية أوضاعها، وقسم آخر ما زال متمرداً، وهم أقلية سيتم التعامل معهم بغرض إخلاء المنطقة بشكل كامل من المخيم والمنطقة الجنوبية لدمشق».
وأوضح أن «هناك دراسة لتسوية أوضاع من يبقى من أبناء القدم والعسالي مع الدولة السورية، ووفقاً لمعلوماتنا سيتم سحب القسم الأكبر من المسلحين ومعالجة أمور من يبقى منهم خلال أسبوعين»، مؤكداً أنه لن «يعالج مخيم اليرموك مثلما تم التعامل مع برزة والمعضمية وبيت سحم بالمصالحة، بل سيتم خروج كامل للمسلحين»، لافتاً إلى أنه «نخشى تسريب مسلحين من مناطق أخرى لداخل المخيم كما حصل سابقاً، لذا ننسق مع الدولة والمعنيين بالمناطق المجاورة لمنع دخول أي مجموعة بعد انسحاب داعش والنصرة».
وأفاد عبد المجيد بأنه «بعد معالجة وضع مخيم اليرموك سيعود الناس إليه سواء كانوا بالداخل السوري أم في الخارج، والآن نعمل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على إعادة الناس إلى السبينة».
المصادر المطلعة وفي ردها على سؤال إن كان دخول هؤلاء المسلحين سيؤثر على جهود الدولة والفصائل الفلسطينية لاستعادة سيطرتها على تلك المنطقة وإعادة الأهالي إليها، قالت: «الموضوع مرتبط بأعدادهم.. هناك تحالفات تجري حالياً فيما بينهم»، لكن المصادر أضافت: «من وجهة نظر شخصية الأمر لن يؤثر».
مصادر مطلعة أخرى لـ«الوطن»، قالت: «هناك استعدادات لخروج التنظيمات المسلحة.. وأيضاً هناك استعدادات من قبل الفصائل (الفلسطينية) لملء الفراغ».
وتم في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم منذ أكثر من عام إبرام اتفاقات مصالحات وطنية بين الجهات المعنية والمسلحين في تلك البلدات.
وقال المصادر المطلعة: «هناك احتمالات لدخول عناصر من الحر إلى الحجر واليرموك بتفاهمات (مع الجهات المعينة)»، لافتة إلى أنه جرى قبل أسبوع «تواصل مع يلدا وببيلا وبيت سحم وقدم (المسلحون) هناك ضمانات بمنع المقاتلين من التسلل إلى تلك المناطق. ولفت المصادر إلى أن هناك «تشدداً» من قبل جبهة النصرة في مخيم اليرموك.
ورفض تنظيم «النصرة» في جنوب دمشق ببيان له أمس الأول اتفاق جنوب دمشق، ودعا التنظيمات الأخرى إلى التوحد لـ«مواجهة هذه المشاريع الخبيثة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن