عربي ودولي

«فايننشال تايمز»: شبكة أنفاق غزة أكبر من تلك المخصصة لقطار أنفاق لندن … «الغارديان»: وحدة «عمشات» أكدت ضآلة فهم الاستخبارات الإسرائيلية لقدرات حماس

| وكالات

ذكرت مصادر لصحيفة «فايننشال تايمز» أن شبكة الأنفاق التي أنشأتها حركة حماس في قطاع غزة، أكبر من شبكة قطار أنفاق لندن، كما أنها محصنة ضد طائرة الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار، بينما تحدثت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توصّل، إلى أن حماس خططت سنوات ورسمت خرائط تفصيلية بمساعدة جواسيس من داخل الأراضي المحتلة لتنفيذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي.
وحسب مصادر «فايننشال تايمز»، فإن كبار قادة حماس ومقاتليها تمكنوا من الاحتماء داخل الأنفاق، ومعظمهم نجوا من الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ نحو ثمانية أسابيع تقريباً، مؤكدة أن الأنفاق المحصنة ضد طائرات الاستطلاع من دون طيار والعديد من القدرات الإسرائيلية الأخرى بما في ذلك الضربات الجوية، هي أيضاً المكان الذي يعتقد أن حماس تحتفظ فيه بترسانتها من الصواريخ، إضافة إلى أكثر من 130 رهينة.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي «كبير» سابق إن كلمة أنفاق لا تنصف ما أنشأته حماس تحت قطاع غزة، واصفا إياها بـ«المدن تحت الأرض»، في حين شدد مسؤول إسرائيلي آخر على أن «الأنفاق تشكل تحدياً هائلاً.. لقد وضعت حماس داخل هذه الأنفاق أفخاخاً متفجرة، إضافة إلى عوائق تمنعنا من التحرك، ما يزيد من المخاطر على قواتنا»، مؤكداً أن الحكومة تضخ موارد «لإيجاد حل لتدمير الأنفاق».
وقالت الصحيفة البريطانية: إن الخطوة الأولى هي تحديد موقع الأنفاق، ومن الممكن أن تعمل أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار الصوتية التي تخترق الأرض، على الرغم من أن البيئة الحضرية الكثيفة في غزة والركام الذي خلفه القصف الجوي الإسرائيلي يحدان من فائدتها، وهناك تكتيك أبسط، يعرف باسم «الشعر الأرجواني»، يتضمن إلقاء قنبلة دخان في مدخل النفق، ثم يتم إغلاقه بعد ذلك برغوة متوسعة لمعرفة ما إذا كان الدخان سيظهر في مكان آخر.
واعتبر المسؤول الأمني إن مثل هذه الأساليب الشبيهة بالخيال العلمي تسلط الضوء على الصعوبات والوقت اللازم «لتدمير عالم حماس السري»، كما أنها تفسر سبب ندم بعض المسؤولين «لأن إسرائيل لم تكمل المهمة قبل سنوات»، مشدداً بالقول: «كان ينبغي علينا تدميرها كلها عندما كانت (شبكة أنفاق حماس) أصغر، وكان لدينا كل المعلومات الاستخبارية».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توصّل، إلى أن حركة حماس خططت سنوات ورسمت خرائط تفصيلية بمساعدة جواسيس من داخل الأراضي المحتلة لتنفيذ عملية «طوفان الأقصى».
كما أشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي المقاومة الفلسطينية، حملوا إرشادات حول كيفية أسر الإسرائيليين، وترجمات للعبارات الشائعة من العربية إلى العبرية، زاعمة أن جيش الاحتلال حصل على هذه المعلومات «بعد فحص كميات هائلة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والوثائق التي تم الاستيلاء عليها في غزة»، مشيرةً إلى أنه تمّ إدراج هذه المعلومات والوثائق في وحدة «عمشات» الاستخبارية العسكرية، التي جرى استحداثها بعد عملية «طوفان الأقصى».
وقال ضابط إسرائيلي كبير إن هدف وحدة «عمشات»، هو فهم «خطط حماس الهجومية والدفاعية، والحصول على معلومات استخبارية عملياتية وفهم عقيدتها بشكل أفضل بعد طوفان الأقصى التي فاجأت إسرائيل».
كما قالت الصحيفة: إنه من بين الوثائق التي تمّ العثور عليها، هناك خريطة شاملة لقاعدة عسكرية إسرائيلية، وتفصيلية بشكل أكبر مما كان مطلوباً من الجيش الإسرائيلي نفسه.
وقال مصدر استخباري إسرائيلي لـ«الغارديان»: الحصول على مثل هذه الخريطة لم يكن من الممكن أن يتم إلا باستخدام معلومات داخلية عبر جواسيس.
كذلك، فإن المعلومات التي استولى عليها الاحتلال وفق زعمه، تشير إلى أن «حماس خططت لاستهداف مواقع عسكرية ونقاط رئيسية وسط إسرائيل، ما يشير إلى أن الحركة كانت لديها تطلعات لاختراقٍ عميق».
ومن بين الوثائق أيضاً، مقطع فيديو يُظهر «السهولة النسبية التي تمكّنت بها مجموعة من المقاتلين من تفجير جدار غزة»، وفق الصحيفة التي رأت أن أحدث المعلومات التي كشفت عنها وحدة «عمشات»، تشير إلى مدى ضآلة فهم المؤسسة الأمنية في إسرائيل لقدرات حماس قبل الهجوم، والكم الهائل من العلامات التي تمّ تجاهلها.
والأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن «المسؤولين الإسرائيليين اطّلعوا على خطّة مفصّلة مكوّنة من 40 صفحة» بشأن عملية «طوفان الأقصى» قامت بها المقاومة الفلسطينية، ولكن تمّ استبعادها لاعتبار أنه صعب للغاية على حماس تنفيذها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن