الاحتلال واصل حرب الإبادة الجماعية والمجازر في غزة لليوم الـ60 … مستشفى كمال عدوان تحت الحصار وتحذيرات من مجزرة بحق 7 آلاف نازح داخله
| وكالات
واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وارتكب المزيد من المجازر بحق المدنيين، ليبلغ عددها 77 منذ رفض الاحتلال تجديد اتفاق التهدئة المؤقتة وليرتفع عدد شهداء العدوان منذ السابع من تشرين الأول الفائت إلى 16248 شهيداً، وسط تحذيرات من مجزرة قد يرتكبها داخل مستشفى كمال عدوان.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، استشهاد 40 مواطناً على الأقل وإصابة العشرات بجروح جراء غارات للاحتلال استهدفت مدينة خان يونس جنوب القطاع، و10 آخرين في قصف استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع وفقاً لما ذكرته وكالة «وفا» الفلسطينية التي ذكرت أن مدفعية الاحتلال والمسيّرات قصفت محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال غزة.
ووفق المصادر، فإن 108 شهداء وعشرات المصابين وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عنه في ظل وجود أكثر من 7 آلاف نازح داخله، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية من إجراء أي عملية جراحية، محذرة من مجزرة قد يرتكبها الاحتلال داخل المستشفى كما حدث في مستشفيي الشفاء والإندونيسي.
وفي وقت لاحق ذكرت «وفا» أن عدداً من المواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف نفذه طيران الاحتلال على منازل وسط القطاع وشرق مدينة غزة، وقالت: إن طيران الاحتلال قصف منزلاً لعائلة أبو مصبح في مدينة دير البلح وسط القطاع يؤوي نازحين، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، في حين ارتقى شهداء، في قصف استهدف منزلاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقبل ذلك ذكرت الوكالة أن طيران الاحتلال شن خلال الساعات الماضية غارات على منازل في حي الشيخ رضوان ومحيط مستشفيي المعمداني في غزة وكمال عدوان، ومخيم جباليا شمال القطاع وخان يونس جنوبه ومخيم النصيرات وسطه، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات وتدمير مسجد وعشرات المنازل، كما قصف بكثافة محيط مستشفى دار السلام في خان يونس، في حين قصفت مدفعيته بكثافة شرق مخيم المغازي وسط القطاع وحي الشيخ ناصر ومدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات.
بدورها ذكرت قناة «الميادين» أن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في غارة استهدفت مبنىً سكنياً عند مدخل مدينة دير البلح وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد 30 شخصاً معظمهم من الأطفال، كحصيلة أولية.
وأشارت إلى أن قصفاً إسرائيلياً استهدف منزلاً لعائلة اللوح شرقي مخيم النصيرات وسط القطاع كما استهدف الاحتلال عدداً من المنازل في حيي الشجاعية والدرج شرق مدينة غزة، في حين استهدف قصف مدفعي عشوائي للاحتلال مدينة بيت لاهيا شمال غزة في وقت ألقى الاحتلال قنابل فوسفورية في الشطر الشرقي لمدينة خان يونس.
كما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن قوات الاحتلال استهدفت بقذيفة مدفعية مُحيط وجود سيارتي إسعاف في منطقة «أم الظهير» جنوب دير البلح أثناء نقل شهداء وجرحى من المكان، وفقاً لموقع «اليوم السابع»، مشيراً إلى أن القصف أسفر عن إصابة أحد المسعفين وتضرر السيارتين، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 43 شهيداً إلى مستشفى ناصر بخان يونس.
إلى ذلك أكد المكتب الإعلامي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب بعد رفضه تجديد اتفاق التهدئة المؤقتة 77 مجزرة راح ضحيتها 1240 شهيداً، ليرتفع عدد شهداء العدوان منذ السابع من تشرين الأول الفائت إلى 16248 شهيداً.
وصباح أمس أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في مؤتمر صحفي أن 20 مستشفى ما تزال خارج الخدمة، رغم من أن بعضها استأنف عملياته جزئياً بعد وصول الوقود، أي إن جميع المرضى بمن فيهم مرضى غسيل الكلى والسيدات الحوامل والأطفال في شمال غزة لا يوجد لديهم أي مكان لتلقي العلاج.
وأكدت الكيلة حسب «وفا» أن نسبة الإشغال في مستشفيات جنوب قطاع غزة بلغت حتى الآن أكثر من 210 بالمئة إلى جانب النقص الحاد في الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
ولفتت إلى أن نقطة الدفاع المدني الوحيدة التي كانت تعمل في قطاع غزة قصفت أول من أمس، وأخرجت عن الخدمة، ما يعني عدم إمكانية إجلاء الشهداء والجرحى من تحت الركام وهذه كارثة محققة.
ولفتت إلى أن 4 مستشفيات في الشمال تعمل بشكل جزئي، وتقدم خدمات محدودة، إلى جانب مستشفيين يقدمان خدمات غسيل الكلى فقط، موضحة أنه على الرغم من المناشدات من المجتمع الدولي لقوات الاحتلال بتجنيب التعرض للمدنيين، إلا أن عدد الشهداء في زيادة مستمرة، وأن المستشفيات العاملة تواجه تحديات بسبب القصف والاكتظاظ وانقطاع التيار الكهربائي ونزوح المواطنين.
وقالت إن أياً من مستشفيات الشمال لا تستطيع إجراء العمليات الجراحية، بينما خرجت 55 سيارة إسعاف عن الخدمة بشكل كامل، واستشهد أكثر من 250 من الكوادر الصحية.
وبينت أن نحو 30 عاملاً في المجال الصحي معتقلون لدى الاحتلال كما توقف العشرات من مراكز الرعاية الصحية عن العمل بسبب القصف ونفاد الوقود.
وذكرت أن النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية كبير جداً، والاحتياجات المتزايدة لها أصبحت أكبر خصوصاً بعد خروج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة تماماً، ولم يعد هناك إلا 4 منها فقط وتعمل بالحد الأدنى.
وأشارت إلى تعرض مستشفى كمال عدوان لحصار مشدد من جيش الاحتلال ويتم إطلاق النار بشكل مكثف تجاه المستشفى والمرضى، ولا يوجد أي ممر آمن لخروجهم وهذا ينذر بمجزرة جديدة بحقهم.
وحول عدد النازحين، أشارت الكيلة إلى أن عددهم في قطاع غزة بلغ أكثر من 1,8 مليون مواطن، أي ما يقارب 80 بالمئة من سكان قطاع غزة، مؤكدة أن الحالة الوبائية في مراكز اللجوء وصلت إلى إحصائيات كارثية.
وآخر إحصائية معلنة لعدد الشهداء كانت أول من أمس حيث أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل براً وبحراً وجواً على القطاع المحاصر إلى 15899 شهيداً وأكثر من 42 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، في حين مازال العدد الأكبر من الضحايا تحت الأنقاض.