المقاومة تواصل التصدي لقوات العدو في غزة وتمطر مستوطناته بالصواريخ … مئات الشهداء خلال ساعات.. والصحة العالمية: الوضع يكاد الأحلك في تاريخ البشرية
| الوطن
بوحشية لم يشهدها التاريخ واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة لليوم الـ60 على التوالي، مرتكباً العشرات من المجازر التي خلفت مئات الشهداء والجرحى ليتجاوز تعداد شهداء الإبادة حاجز الـ16200 شهيد.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 40 مواطناً على الأقل وإصابة العشرات بجروح جراء غارات للاحتلال استهدفت مدينة خان يونس جنوب القطاع، و10 آخرين في قصف استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، وفقاً لما نقلته وكالة «وفا» الفلسطينية التي ذكرت أن مدفعية الاحتلال والمسيّرات قصفت محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال غزة.
ووفق المصادر فإن 108 شهداء وعشرات المصابين وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عنه في ظل وجود أكثر من 7 آلاف نازح داخله، في حين لم تتمكن الطواقم الطبية من إجراء أي عملية جراحية، محذرة من مجزرة قد يرتكبها الاحتلال داخل المستشفى كما حدث في مستشفيي الشفاء والإندونيسي.
وفي وقت لاحق ذكرت «وفا» أن عدداً من المواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف نفذه طيران الاحتلال على منازل وسط القطاع وشرق مدينة غزة، وقالت: إن طيران الاحتلال قصف منزلاً لعائلة أبو مصبح في مدينة دير البلح وسط القطاع يؤوي نازحين، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، في حين ارتقى شهداء في قصف استهدف منزلاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
إلى ذلك أكد المكتب الإعلامي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب بعد رفضه تجديد اتفاق التهدئة المؤقتة 77 مجزرة راح ضحيتها 1240 شهيداً، ليرتفع عدد شهداء العدوان منذ السابع من تشرين الأول الفائت إلى 16248 شهيداً.
وصباح أمس أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في مؤتمر صحفي أن 20 مستشفى لا تزال خارج الخدمة، وقالت: إن مستشفى كمال عدوان تحت حصار مشدد من جيش الاحتلال ويتم إطلاق النار بشكل مكثف تجاه المستشفى والمرضى، ولا يوجد أي ممر آمن لخروجهم وهذا ينذر بمجزرة جديدة بحقهم.
بالتوازي، في حين واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة وأوقعت في صفوفها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بمقتل خمسة من عسكرييه بينهم ثلاثة ضباط.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين إسرائيليين، أحدهما نائب قائد سرية في اللواء المدرع رقم 188 برتبة نقيب، في معارك قطاع غزة، وقبل ذلك، أقرّ جيش الاحتلال بمقتل 3 من عسكرييه، بينهم ضابط برتبة نقيب، في المعارك البرية في قطاع غزة، في حين أصيب أربعة آخرون، بينهم ضابط، بجروح خطرة.
من جهتها أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام استهداف تل أبيب برشقة صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن إصابة شخص في منطقة الوسط في تل أبيب من جراء الرشقة الصاروخية، إضافة إلى سقوط صواريخ المقاومة على مبنى في المدينة ومينائها.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف التحشدات العسكرية في «نيريم» و«نير عوز» بالصواريخ وقذائف الهاون.
ويأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لتوغّل الدبابات والآليات الإسرائيلية على عدة محاور في قطاع غزة، حيث يواجه الاحتلال مقاومةً ضاريةً تعوّق تقدّمه وتكبّده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
بدوره وَسَّعَ حزب اللـه أمس نطاق عمليات استهداف مواقع وثكنات وتجمعات جنود الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بنيران أسلحته وصواريخه الموجهة ومسيراته التي حققت فيها إصابات مباشرة، وسط أنباء عن تحقيق يجريه الاحتلال حول تعرض أحد مواقعه العسكرية في الجليل الأعلى لأضرار جراء قصفه من لبنان على الرغم من أنه محمي ومحصن.
وتوازياً مع استمرار العجز الدولي المكتفي بدور المتفرج على ما يجري في قطاع غزة، قالت منسقة الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لين هاستينغز في بيان: إن «سيناريو أكثر جهنمية على وشك الحدوث» إذا لم يتم السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
بدورها حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية.
وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن للصحفيين عبر رابط فيديو من غزة: «الوضع يزداد سوءاً كل ساعة»، مضيفاً: إن «القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خان يونس وحتى رفح».
بالمقابل أفادت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن مسؤول في الإدارة الأميركية بأن البيت الأبيض يشعر بقلق عميق بشأن تطور العمليات العسكرية في جنوب غزة، وقال: «المحادثات بشأن تجنب تكرار ما فعلته إسرائيل في شمال غزة بالجنوب كانت صعبة وحازمة»!