رياضة

الدوري الكروي الممتاز في أسبوعه الثامن … حملة من الاعتراضات على العقوبات الكروية … مباريات مثيرة لتصحيح المسار وتعويض ما فات

| ناصر النجار

انطلقت أمس مباريات الأسبوع الثامن من ذهاب الدوري الكروي الممتاز بلقاء الفتوة والوثبة التي انتهت إلى فوز الفتوة 2/1 محافظاً على الصدارة وتستكمل اليوم في حمدانية حلب بلقاء أهلي حلب والجيش وتختتم الجمعة في محطات مهمة ومثيرة، ولن تكون المباريات بمنأى عن الحماس والقوة والتصميم، فالوقت يكاد يدرك الفرق وخصوصاً التي تهدر نقاطها يميناً ويساراً، وعلى الأغلب فإن العنوان الرئيسي للمباريات هو تصحيح المسار وهذا يخص فرق حطين وجبلة وأهلي حلب والكرامة والساحل والحرية، بينما تنظر بقية الفرق كالجيش وتشرين والوحدة والطليعة من باب (هل من مزيد) بعد أن حققت انتصارات مهمة في مباريات الأسبوع الماضي.

والتفاوت في المواقع والنتائج لا يعني أن الأمور ستسير لمصلحة فرق المقدمة، فربما شهدنا متغيرات كثيرة أو مفاجآت، وها هو الحرية عذّب الفتوة قبل أن يخرج منتصراً في دقائق المباراة الأخيرة، ولم تكن التوقعات ترشح الوحدة ليفوز على الوثبة، والأغرب أن جبلة كان في مباراته مع الجيش الأفضل، لكن كان الفوز من نصيب الجيش وخسر من يستحقه.

محمد نصر الله المدرب البديل في الحرية حرص على الحضور الجيد في مباراته الأولى كمدرب رئيس ولم يكن ببعيد عن الفريق، ومثله أحمد هواش في أهلي حلب، ولم نشهد أي تغيير في التشكيلة والأداء وسار على نهج الراشد، وربما لأنها المباراة الأولى بعد سفر طويل والتغيير إن حدث فهو يحتاج إلى وقت، المدربون حافظوا على مواقعهم، والإيجابي تمسك إدارة الكرامة بمدربها طارق الجبان رغم عدم تحقيقه النتائج الجيدة وهي تسير معه في فكرة بناء كرة القدم في النادي وفق أسلوب جديد، وخيار التبديل الذي تمارسه أنديتنا أثبت عدم صوابيته، لذلك فإن الاستقرار الفني هو السبيل الوحيد لضمان تطور الكرة ونهوضها، والموضوع يحتاج إلى صبر ومتابعة وهذا الكلام ينطبق على أهلي حلب الذي عزز صفوفه هذا الموسم بعدد كبير من المواهب والشباب، وصحيح أنه لم يحقق النتائج حتى الآن، لكن الهدف كان صحيحاً بالابتعاد عن التغول في الاحتراف وفي بناء كرة القدم في النادي من أبنائه، وربما الظروف في الوقت الحالي لا تساعد الفريق بالنهوض لوجود الأزمات الكثيرة، لكن الفكرة جيدة وتحتاج إلى تطبيق مناسب ودعم واهتمام كبيرين.

بيانات غاضبة

لكن الأهم الذي حدث هذا الأسبوع هي البيانات الغاضبة التي أصدرتها بعض الأندية احتجاجاً على العقوبات الانضباطية والغرامات المالية التي أهدرتها لجنة الانضباط والأخلاق، ومن هذه الأندية تشرين وحطين والوثبة، بل إن الأمر تفاعل أكثر من هذه البيانات لأن البعض يسعى لجمع أصوات مناسبة تدعو إلى جمعية عمومية من أجل حجب الثقة عن لجنة الانضباط والأخلاق.

المسألة في عمومها أن حجب الثقة يأتي من مبدأ أن اللجنة تطبق القانون سواسية على الجميع، وبالتالي فإن كل الأندية بلا استثناء كانت مشمولة بالعقوبات، وهذه العقوبات لم تصدر من فراغ إنما جاءت استناداً إلى تقارير رسمية دونها الحكام والمراقبون، ولا يمكن تجاوز هذه التقارير، فالمشكلة في أساسها مع الحكام والمراقبين وليست مع لجنة الانضباط والأخلاق.

ومما يحدث يتبين للجميع أن الأندية تحتاج إلى لجنة مخترقة تساير الأندية وتغض الطرف عن المخالفات وترضي زيداً وغيره، وكأننا نفهم أن ما يريده البعض دوري بلا عقوبات ولجنة بلا قرارات.

وسبق لمجموعة من الأندية أن همت في اجتماع الجمعية العمومية الأخير أن تحجب الثقة عن اللجنة لكن مساعيها فشلت، وها هي تواصل هذه المساعي فلعلها تنجح هذه المرة.

اتحاد كرة القدم اليوم في موقف محرج بين حُسن تطبيق القانون وإرضاء أنديته، رغم قناعته أن القرارات الانضباطية ساهمت في ضبط الكثير من مباريات الدوري ولولاها لكانت الأمور أكثر سوءاً، وبكل الأحوال قد تنحو لجنة الانضباط والأخلاق إلى الاستقالة من تلقاء ذاتها، وذلك إن رأت أن الأمور لن تسير لمصلحة تطبيق القوانين والأنظمة.

أمور الفريق جيدة ولا يوجد موانع تمنع الفريق من الفوز والاحتفاظ بالصدارة أسبوعاً آخر، والخشية تكمن من سوء الأداء أو التراخي، ففريق الوثبة من الفرق التي يصعب اختراقها.

ضغط مستمر

مباراة اليوم بين أهلي حلب والجيش لن تخرج عن غيرها من الحسابات الدقيقة التي يحتاجها الفريقان، فأهلي حلب يستعد من خلال هذه المباراة لختام مشاركته في بطولة الاتحاد الآسيوي بلقاء الكهرباء العراقي يوم الثلاثاء القادم في العراق، وأهلي حلب يعيش هذه الأيام ضغط المباريات فلعب الاثنين مع الساحل بعد عودته من السعودية عن طريق البر وتبين على لاعبيه علائم التعب وبعد العودة من العراق سيلتحق بالدوري مرة أخرى في سلسلة من المباريات المضغوطة التي لاشك أنها ستؤثر في الفريق ولو على صعيد اللياقة البدنية فضلاً عن الإصابات العضلية الناجمة عن ضغط المباريات.

فريق الجيش الضيف يجب أن يستغل هذه الحالة لأنه الأكثر راحة، وهو قادم من فوز كبير على جبلة، لذلك فإن روحه المعنوية في أوجها، فضلاً عن أن مدرب الجيش ابن نادي الأهلي وبالتالي يعرف الكثير من التفاصيل المفترض أن تسهل له طريق الفوز.

على العموم ورغم فوز الجيش السابق إلا أن المراقبين رأوا أن الأداء لم يكن جيداً وأن منافسه الخاسر قدّم أداء أفضل، لذلك لابد من الانتباه والحذر من هذه المباراة التي يريدها أهلي حلب ليضمد جراح نقاطه النازفة وليحصل على فوز بات كل أنصار النادي يترقبونه، على العموم كل شيء متاح أمام الفريقين والفوز يحتاج إلى توفيق وحظ.

السهل الممتنع

حطين الوصيف يستقبل على أرضه ضيفه الطليعة في مباراة مهمة للفريقين مع تناقض الأهداف والأحداث، فحطين يقاتل من أجل استعادة صدارته وتعويض خسارته، والطليعة يجتهد من أجل الحفاظ على مركزه الآمن وتعزيزه واستمرار خطه البياني المتصاعد، في الأوراق فإن حطين يفوق ضيفه وكذلك في النتائج، وسلاح الأرض والجمهور سيخدمان حطين كثيراً، نهج حطين الهجومي يحتاج إلى توفيق برؤية الشباك، والأسلوب الدفاعي الذي يلعب به الطليعة مربك للفريقين، مع ملاحظة أن الطليعة أقل حظاً في المباريات التي تقام خارج أرضه بدليل خسارته القاسية مع الفتوة وقبلها مع جبلة وتشرين.

على العموم ينطبق على المباراة مقولة السهل الممتنع، فإن فُتحت بوجه حطين كان له ما أراد وإلا فإن النتيجة لن تكون سارة لأنصار الحوت.

الفوز المنتظر

فريق جبلة ينتظر الحرية على أحر من الجمر ليعوض به خسارته السابقة التي لا يستحقها، وهذا الموسم لم يخرج أي ضيف من ملعب البعث مسروراً فكلهم خرجوا خائبين إما بالتعادل كالكرامة أو بالخسارة كالطليعة والساحل وتشرين، جبلة لا يرضى أن يكون خارج دائرة الكبار ولأن أغلب الفرق فازت على الحرية في المباريات السبع السابقة فلا ضير أن يتابع جبلة هذه السلسلة بفوز منتظر وخصوصاً أن هناك فوارق فنية بين الفريقين وسيكون الحرية غريباً عن أهله وداره، بكل الأحوال فإن لسان حال الحرية يقول: دعونا نحاول.

فكم من مباراة كانت محسومة مسبقاً لفريق ما، خرجت عن المألوف وخالفت كل التوقعات، لذلك نقول مبدئياً وحسب الأوراق التي بين أيدي الدوري إن جبلة قادم نحو فوز متوقع، ولاشك أن الحرية يسعى نحو مفاجأة.

الفرج القادم

الكرامة يستقبل على أرضه فريق الساحل في زيارة هي الثانية للساحل إلى حمص، وسبق أن تعادل على الملعب ذاته بلا أهداف مع الوثبة، الساحل يملك فريقاً جيداً، لكن دفاعه مخترق، وفي المباراة السابقة مع أهلي حلب خسر تقدمه لأخطاء دفاعية بالتعادل وكاد الأهلي يظفر بالنقاط لو وفق مهاجموه بالوقت بدل الضائع.

الكرامة يحتاج إلى الفوز الذي لم يحققه في المباريات السابقة، ونغمة التعادل لم تعد تروق لأنصار الفريق، لذلك من الممكن أن يحقق الكرامة الفوز إن أعد مدربه العدة اللازمة لمواجهة الساحل الذي يمتلك لاعبين يكتنزون خبرة وخصوصاً مهاجميه سامر السالم وشادي الحموي اللذين تقاسما أهداف الفريق.

الهجوم الضاغط منذ البداية واستغلال الفرص هو السبيل للنجاح، أما الاكتفاء بفارق هدف فهذا أمر لن ينفع الفريق لأنه وقع بشره في كل المباريات السابقة، الساحل الضيف يدرك أن المواجهة مع الكرامة صعبة وخاصة أن المستضيف يبحث بكل الوسائل عن فوز تنتظره حمص بأسرها، لذلك فالحذر سيكون خطة اللعب مع تمتين المواقع الخلفية واللعب على المرتدات التي قد تثمر هدفاً، الحالة المعنوية لفريق الساحل جيدة بعد النتائج الإيجابية التي حققها مؤخراً وقد زادت من الدفع المعنوي للفريق وأعادته إلى الطريق الصحيح.

فريق الساحل لا يستهان به، لذلك على الكرامة أن يقتنع بأهمية ضيفه وأن يضع الخطة المناسبة لتحقيق ما يصبو إليه.

حلاوة الفوز

أخيراً ذاق الوحدة حلاوة الفوز وكان ثميناً على الوثبة أحد فرق المقدمة، وها هو يعود إلى ملعبه المفضل (الفيحاء) وهو ينتظر تشرين المنتشي بفوز ثمين على جاره حطين، لذلك ستكون المباراة كبيرة ومثيرة وقوية، ونأمل أن تذكرنا بأيام الفريقين عندما كانا بخير.

من الصعب التكهن بما ستؤول إليه المباراة لأنها محكومة بظروفها، قد يفوز الوحدة، وهو أمر متوقع وقد يكون من نصيب الضيف، وربما كان التعادل سيد الأحكام، جاهزية الفريقين النفسية وحسن الإعداد النفسي هو الذي يمنح الفوز لمن سعى له أكثر من غيره.

بكل الأحوال نتمنى رؤية مباراة كرنفالية جميلة يبتعد فيها الفريقان عن كل المؤثرات التي تعكر أجواء المباراة، والكلام نفسه موجه إلى الجمهور حتى لا يجر العقوبات على الفريقين جراً.

من ذاكرة الوطن

أهلي حلب تعادل مع الجيش في ذهاب الموسم الماضي بلا أهداف، وفاز في الإياب بهدف المحترف السنغالي بابا سالا، الغلبة في الموسم الماضي كانت لتشرين على فريق الوحدة، ففاز في الذهاب بهدف محمد أسعد وفي الإياب بهدفي مؤيد خولي ومحمد مالطة، فهل يستمر في هذا التفوق أم إن للوحدة كلاماً آخر؟

تعادل حطين مع الطليعة في الذهاب والإياب، ففي الذهاب كان التعادل سلبياً وفي الإياب تعادلا 1/1 سجل لحطين ولات عمي وللطليعة محمد زينو.

في موسم 2020-2021 فاز الكرامة على الساحل في الذهاب بهدف مدافع الساحل عمار سليمان وفي الإياب تعادلا 1/1 سجل للكرامة عمرو جنيات من جزاء وللساحل ماهر برازي.

جبلة فاز على الحرية في مباراتي 2020-2021، ففي الذهاب فاز 2/1 سجل لجبلة محمود البحر هدفين وللحرية أيمن الصلال، وفي الإياب فاز جبلة بهدفي مصطفى الشيخ يوسف ومحمود البحر من جزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن