إن كان (الدوري الأولمبي) جزءاً من مشروع تطوير كرة القدم السورية، الذي أطلق في مطلع الصيف الماضي، فإن المشروع ومن يشرف عليه مجرد (خطأ) يحافظ على إرث كبير من التخلف في كرة القدم السورية.
باختصار، فإن شكوى مستمرة من أرضيات الملاعب التي تجري عليها مباريات الدوري الأولمبي، وهي أكثر سوءاً من ملاعب الدوري الممتاز (السيئة) هي الأخرى.
لطالما قلنا وكررنا: تطوير كرة القدم السورية لا يكون بالمكتب، ولا يتحقق بمجرد وجود أشخاص لديهم الرغبة، وإن كانت صادقة، بل هو بحاجة إلى مقومات كثيرة معظمها غير متوافر لدينا بكل أسف.
صحيح، كان علينا أن نبدأ ونتحرك، ولكن قبل ذلك كان يجب العمل على الأساسيات والبناء فوقها مهما كانت الظروف، أما الحديث عن تطوير في ملاعب لا تمشي بها الكرة فهذا هدر للمال وللوقت وللجهد.
فكرة (الدوري الأولمبي) فكرة جيدة نوعاً ما، لكن تقبّلها، وحسن تطبيقها، والاستمرار بها بحاجة للكثير من الدراسة، وهي من وجهة نظري أهمّ بكثير من دوري الرجال، والاعتناء بهذا الدوري بدءاً من الملاعب إلى الكوادر إلى طريقة إجراء الدوري، إلى الاهتمام الإعلامي، والمتابعة الجماهيرية، كل ذلك تفاصيل يجب أن تتقدم إلى الواجهة، لا أن يبقى هذا الدوري تأدية واجب، وعملاً فُرض على الأندية!
في سياق متصل، ما تقدّم يجب أن يمتد إلى بقية تفاصيل المشهد الكروي في الفئات العمرية، التي يصل بعض فرقها إلى المباراة قبل نصف ساعة من موعدها، فهل هذا (تطوير) أم مجرد إجراءات لرفع العتب؟
لو يتمّ تجهيز ملعب أو اثنين كل سنة، فإن ذلك أفضل بكثير من إطلاق أي بطولة أو وضع أي فكرة موضع التنفيذ.
مشكلة كرة القدم السورية في الوقت الراهن هي مشكلة ملاعب بالدرجة الأولى!