عربي ودولي

أكدت أن «طوفان الأقصى» كسرت هيمنة أميركا والكيان الإسرائيلي وأفشلت أهدافهما … إيران: تنسيق وثيق بين الدبلوماسية والميدان لضمان الأمن في المنطقة

| وكالات

اعتبرت إيران أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي غاضبان بسبب كسر عملية «طوفان الأقصى» هيمنتهما وإفشال أهدافهما، وأعلنت من جانب آخر أن هناك تنسيقاً وثيقاً بين الميدان والدبلوماسية بهدف ضمان أكبر قدر ممكن من الأمن في المنطقة مؤكدة أن فصائل المقاومة في المنطقة تعمل باستقلالية.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر أن سبب غضب أميركا والكيان الإسرائيلي هو كسر هيمنتهما الناتجة عن تصوراتهما الخاطئة في عملية «طوفان الأقصى»، وقال: «يشهد العالم هذه الأيام أحداث نادرة في التاريخ، والجرائم التي تحدث في غزة ضد النساء والأطفال هي في الحقيقة جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم حرب وكلها أعمال إجرامية، ولكن للأسف لا يظهر المجتمع الدولي أي رد فعل مناسب على هذه الجرائم»، وأكد في الوقت ذاته أن الكيان الإسرائيلي وأميركا فشلا في تحقيق أهدافهما في غزة.
في الغضون، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس أن هناك تنسيقاً وثيقاً بين الدبلوماسية والميدان لضمان أقصى قدر من الأمن في المنطقة.
وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء فإن أمير عبد اللهيان أكد في كلمة ألقاها في جامعة طهران حول التطورات في فلسطين والسياسة الخارجية الإيرانية، أن هناك تنسيقاً وثيقاً بين الدبلوماسية والميدان بهدف ضمان أقصى قدر من الأمن في المنطقة.
وعن الرسائل التي أرسلتها أميركا، قال أمير عبداللهيان: في إحدى الرسائل طلبوا إبلاغ فصائل المقاومة بوقف العمليات ضد قواعدها، لكننا أكدنا أننا لن نصدر أي توصيات لأن الفصائل تعمل باستقلالية، وإيران تحترم قرارات الفصائل وسنواصل دعمنا، وهناك تنسيق وثيق بين الدبلوماسية والميدان لضمان أقصى قدر من الأمن في المنطقة.
وخلال اتصال هاتفي، مع نظيرته الألمانية ألينا بيربوك، أشار أمير عبد اللهيان، إلى استمرار قتل المدنيين والنساء والأطفال في غزة والضفة الغربية، وشدد على ضرورة أن يولي المجتمع الدولي اهتماماً خاصاً لهذه القضية المهمة المتعلقة بحقوق الإنسان.
وفي معرض إدانته للإبادة الجماعية في غزة، لفت وزير الخارجية الإيراني إلى جذور الأزمة، وقال: إن «الحل السياسي هو إجراء استفتاء من قبل الأمم المتحدة بين السكان الأصليين في فلسطين، بما في ذلك المسيحيون والمسلمون واليهود»، وذلك حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «ارنا».
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشار أمير عبداللهيان إلى الروابط الثقافية والتاريخية بين إيران وألمانيا، وقال: إن الاحترام المتبادل والتركيز على المصالح المشتركة ضرورة للحفاظ على العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية فيما يتعلق بالتطورات في فلسطين، ضرورة عدم توسيع نطاق الأزمة، وقالت: إن أزمة غزة لا يمكن حلها إلا في ظل الحلول السياسية، وشددت بيربوك على ضرورة مراعاة مبادئ القانون الإنساني الدولي، مردفة بالقول: إن ألمانيا تدعو إيران للمساعدة بخفض التوترات في المنطقة.
بدوره، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن هدف إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة رغم نيله 13 صوتاً مؤيداً.
وحسب «إرنا»، قال المتحدث باسم الخارجية «ناصر كنعاني»: إن الإدارة الأميركية أثبتت مرة أخرى أنها اللاعبة الرئيسة في قتل المدنيين الفلسطينيين وخاصة النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية في غزة.
وأدان ناصر كنعاني استخدام الولايات المتحدة «فيتو» ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق نار إنساني في غزة، وأكد: أثبتت الإدارة الأميركية مرة أخرى أنها الفاعل والعامل الرئيسي في قتل المدنيين والمواطنين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة.
وأضاف الناطق باسم الخارجية الإيرانية: منذ بداية الغزو الوحشي للكيان الصهيوني الذي يقتل الأطفال في غزة، أثبتت الإدارة الأميركية مراراً وتكراراً تعاونها مع كيان الفصل العنصري الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وتابع كنعاني: إن المسؤولين الأميركيين الذين عبروا عن قلقهم على حياة الأطفال والمدنيين في غزة، تحت ستار الخداع والنفاق، قاموا في الأسبوع الماضي بتسليم شحنة رقم 200 من الأسلحة والمساعدات العسكرية إلى الجيش الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال.
وأردف: خلال الشهرين الماضيين، لم تتخل أميركا عن الدعم العسكري والسياسي والاستخباري والإعلامي للجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والضفة الغربية، وقال: لا شك أن الحكومة الأميركية كانت شريكة في القتل الوحشي لـ18 ألف مدني، منهم 8 آلاف طفل مظلوم، ومن المؤكد أن توسيع نطاق الحرب في المنطقة سيرتد على أميركا والكيان الصهيوني.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إن ميراث السياسات العنصرية و(السياسات) ضد الإنسانية التي تتبعها الولايات المتحدة لن يكون سوى عار للأجيال القادمة في هذا البلد.
وأول من أمس الجمعة، أخفق مجلس الأمن الدولي في تبنّي مشروع قرار قدّمته المجموعة العربية برعاية قياسية بلغت 100 دولة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة على الرغم من نيله 13 صوتاً، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حقّ النقض «فيتو» لعرقلة مشروع القرار، على حين امتنعت بريطانيا عن التصويت.
في الأثناء، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في تصريح له أن «جبهة الحق» ستنتصر حتماً في فلسطين، وقال: «من مصلحة الكيان الصهيوني أن يتوقف عن ارتكاب الجرائم»، وذلك وفق وكالة «تسنيم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن