أعلن في حوار مع «الوطن» رفض استهداف المطارات السورية وطالب بإنهائها فوراً … يفيموف: على الإرهابيين الاستسلام وإلا فسيتم تدميرهم … المأساة في غزة جاءت مفيدة للغرب لتبرير تراجعه عن دعم كييف
| سيلفا رزوق
أكد سفير روسيا في سورية ألكسندر يفيموف أن على الإرهابيين في إدلب أو في أي مكان آخر في سورية، إلقاء أسلحتهم والاستسلام، ونيل العقاب الذي يستحقونه، وإلا فإنّهُ سيتم تدميرهم، مشيراً إلى الضربات الدقيقة ضد المسلحين المسؤولين عن الهجوم الإرهابي البشع الذي استهدف الكلية الحربية في حمص، حيث شنّ الجيشان الروسي والسوري سلسلة من الضربات الدقيقة أدت إلى تدمير عدد كبير من معاقلهم ومستودعاتهم ومعداتهم وقوتهم البشرية، مشدداً على أن هذه الضربات سوف تستمر حتى القضاء على الإرهاب في إدلب.
واعتبر يفيموف في حوار خاص مع «الوطن» أن قصف المطارات المدنية السورية هو انتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة سورية، وموسكو ترفض رفضاً قاطعاً هذه الأعمال التي تُشكّلُ تهديداً للسكان المدنيين، محذراً من أنه في ظل الأحداث التي تجري في غزة، فإن مثل هذه الخطوات غير المسؤولة محفوفة بعواقب أكثر سلبية على المنطقة بأكملها، مديناً هذه الهجمات ومطالباً في الوقت نفسه بإنهائها فوراً.
يفيموف أشار إلى مصير اجتماعات «اللجنة الرباعية»، معتبراً أن إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة يعتبر أحد العوامل المهمة في التسوية السورية، لافتاً إلى أن التدهور الحاد للوضع في منطقة النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي في هذه المرحلة أدى إلى تحويل الاهتمام الرئيسي إليه ولكل الدول في الشرق الأوسط، ما أجبرها على دفع مشاكل أخرى مُهمة إلى الخلف بشكل مؤقت، وبمجرد أن يسمح الوضع بذلك، سيتم استئناف العمل على تقريب المواقف بين دمشق وأنقرة.
السفير يفيموف اعتبر أن «مسار أستانا» لا يزال المسار الوحيد الفاعل في إطار التسوية السياسية في سورية، كاشفاً عن إمكانية عقد الاجتماع المُقبل في إطار هذا المسار قبل نهاية هذا العام.
وبخصوص ما يجري في غزة لفت يفيموف إلى أن الأحداث المأساوية في غزة ليست سوى حلقة واحدة في سلسلة طويلة من نفاق الدول الغربية، مشدداً على أن روسيا سوف تظل مشاركاً مهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط، مهما بذل الغرب من جهود لإبعادها عن ذلك الاتجاه.
وأشار إلى أن المأساة في غزة كانت مفيدة للغرب الذي سئم منذ فترة طويلة من تقديم المُساعدات لكييف التي تختفي كما لو كانت في مشروع لا نهاية له ومن دون أن تعطي النتائج المرجوة منها، فيمكنهم أن يقولوا: نحن الآن مشغولون بأمور أكثر إلحاحاً، وبالتالي لم يَعُدْ بإمكاننا إعطاء كييف الأسلحة والأموال بالكميات نفسها كما في السابق.
وبيّن يفيموف أن الأحداث في أوكرانيا أعطت زخماً قوياً وحاسماً للانتقال من نموذج هيمنة القطب الواحد للنظام العالمي الذي تهيمن عليه مجموعة ضيقة من الدول الغربية إلى نظام متعدد الأقطاب أكثر إنصافاً.
وقال: «أنا سعيد للغاية لأن سورية في طليعة الدول التي أعلنت صراحة موقفها المستقل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية وعدد من القضايا الرئيسة الأخرى في عصرنا، وأغتنم هذه الفرصة لأشكر الرئيس بشار الأسد، وقيادة سورية بأكملها وشعبها، على هذا الموقف الشجاع والمبدئي».