رياضة

الرهان على الوقت

| غسان شمه

يبدو أن الرؤية اتسعت بشكل مختلف لدى القائمين على اتحاد الكرة، بعد الخسارة الخماسية أمام المنتخب الياباني، واتخذت مساراً، لا نستطيع أن نقول إنه جديد، ولكن يمكن القول إنه أكثر تجذراً في التماس أسباب الخسارة! وبطبيعة الحال الاعتراف بتراجع أداء المنتخب والخشية من القادمات، والإعلان عن عدم الرضا، فكان تشكيل اللجان الفنية في عدد من الدول الأوروبية منتجاً حداثي الشكل، وخاصة لجهة اختيار البعض قبل التشاور معهم على ما يبدو..؟!

ألا يشير هذا القرار إلى اعتراف غير معلن بأن ساكني القبة الكروية يميلون إلى أن الحل، مبدئياً، متعلق بالمحترفين في تلك الدوريات لحل مشكلة المنتخب؟ وهذا نظرياً ليس سيئاً ولكن بعض اللاعبين المحترفين لم يكونوا كما صورهم من ساهم في ضمهم إلى صفوف المنتخب وهذا هو الأمر الذي يثير السؤال الخبيث عن إمكانية الكثير ممن يكلفون بهذه المهمة التي تحتاج لخبراء بمستوى الكلمة قبل أي صفة أخرى!

كما أن القرار نفسه ينطوي في جانب منه على اعتراف بتواضع مستوى الكثير من اللاعبين المحليين، وهو أمر منظور ومعروف لدى كل من يتابع النشاط الكروي المحلي، وإن كان بين اللاعبين الشباب من يمكن المراهنة عليه لتدعيم صفوف المنتخب. وقد يكون من المجدي العمل على تلك المواهب من أجل مستقبل الكرة السورية وهو رهان ليس سهلاً في الظروف الحالية التي يسعى فيها أصحاب القرار الكروي لتحقيق إنجاز ما مازال يعاند رغباتهم وأمانيهم «الكبيرة»..!

إلى ما سبق ينهض السؤال الجوهري: هل يجدي التفكير بالأهداف القريبة في ظل واقع كروي لا يسر أحداً؟ أليس من الأجدى التفكير البعيد المدى للنهوض بواقع كرتنا على المستوى المحلي وهو ما ينعكس إيجاباً على أداء ومستوى المنتخبات؟ أم إن الإجابة ما زالت حاضرة على مستوى التبرير بضعف الإمكانات وقلة المال والخبرات؟ وهنا سنسأل أليس من الأفضل صرف تلك الأموال الطائلة على جهاز فني لا يقدم ما نصبو إليه، في الأمكنة التي يمكن أن تجدي مع الوقت بدل ما نشاهده من تفاصيل مؤلمة تشبه هدر الأموال؟!

نظن أن هذا القرار فيه الكثير من الرهان على الوقت، في ظل ضعف المحاسبة الحقيقية لأسباب كثيرة ليس أقلها حسابات لا تصب في مصلحة الكرة السورية.. وأذهب أبعد من ذلك فغياب المحاسبة السليمة ينعكس سلباً على واقع رياضتنا بصورة شاملة.. ليبقى الرهان على الوقت من صميم عمل البعض، والمشكلة افتقاد البعض حسن التعامل مع الوقت والرهان عليه!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن