رياضة

هل سينجح اتحاد السلة في اختيار مدرب المنتخب بطريقة احترافية؟

| مهند الحسني

نتفق معاً على أن المشهد السلوي على صعيد المنتخبات الوطنية كان عقيماً ومظلماً رغم الدعم الكبير الذي تلقاه الاتحاد الحالي على الصعيد المعنوي والمادي، حيث فتحت أمامه خزائن الاتحاد الرياضي العام الذي وفّر لكرة السلة كل شيء باستثناء لبن العصفور ومع ذلك كانت الثمار فجة وغير ناضجة على الصعيد الإداري ولا حتى الفني، فالأخطاء الإدارية تفاقمت والنتائج الرقمية تراجعت ومنيت منتخباتنا بعهد هذا الاتحاد بخسائر هي الأشد إيلاماً لعشاق السلة السورية، ورغم البروغندا الإعلامية التي أوهمنا بها الاتحاد بأن زمن الخسارات والنتائج السلبية قد ولّى وبأن هناك عهداً جديداً قادماً وبأن وبأن، غير أننا استيقظنا على مشهد أكثر رعباً بعدما باتت تخوم تطلعاتنا وطموحاتنا أن نخرج أمام منتخب البحرين بخسارة بأقل من عشرين نقطة.

خيبات

خيبة أمل كبيرة لحقت بعشاق السلة السورية التي أمنت نفسها برؤية منتخبنا الوطني على منصات التتويج أو على أقل تقدير ضمن أجواء المنافسة القوية وخاصة في التصفيات الآسيوية الأخيرة المؤهلة لأولمبياد باريس التي استضافتها دمشق قبل أشهر قليلة، حيث قدم لنا اتحاد كرة السلة نسخة عقيمة من منتخب منزوع الروح عديم الشخصية قليل الحيلة وكان أشبه ما يكون بسراب، منتخب كلّف تحضيره المليارات التي نزعت من ميزانية رياضتنا لتصرف على مشروع يشابه محاولة طيران عباس بن فرناس الذي نسي الذيل فوقع وفشلت محاولته، أما مشروع اتحاد السلة فأساساً من دون رأس وأجنحة، أما من كسر ظهره من هذا الفشل فهو جمهورنا المتحمس النقي العاشق لإعادة الأمجاد رغم تكرار الخيبات.

البدايات الخاطئة

البداية الخاطئة ستوصلنا حتماً لنهايات غير الصحيحة لا نريدها ولا نتمناها، ويبدو أن رائحة الفشل فاحت قبل إعداد أي منتخب، ضباب كثيف وتعتيم كبير يحيط بتحضيرات المنتخب وجهازه الفني والإداري يخال الواحد منا أن هناك مفاجآت سارة في طريقها إلينا، ولكن لنفاجأ بواقع مرير وأداء هزيل ونتيجة متواضعة لا تليق بطموحات محبي السلة السورية.

مدرب بالوقت المستقطع

بات اتحاد السلة الحالي مرشحاً بقوة للدخول ضمن برنامج أمور لا تصدق، ليس لبراعته وحسن خطواته العملية، وإنما لطريقة تعاقداته مع المدربين الأجانب التي تركت الكثير من إشارات الاستفهام ابتداء من المدرب الأميركي سياليرنو الذي قاد المنتخب عبر شبكة الإنترنت، وانتهاء بالمدرب الإسباني خافيير خواريز الذي أتى قبل انطلاقة التصفيات الآسيوية بأسبوع واحد فقط، وهي مدة غير كافية لأي مدرب مهما علا شأنه أن ينجح في تحضير المنتخب بطريقة مثالية، فكانت تحضيرات المنتخب بطريقة عشوائية أسوة بفرق الأحياء الشعبية، ناهيك عن الفشل الذريع في ملف اللاعبين المغتربين مستعيدي الجنسية وحتى كتابة هذه السطور لم نعرف من المسؤول عن هذا الملف، وهل تمت مساءلة المخطئ عن إخفاق المخاطبات مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة السلة حسب تصريحات رئيس اتحاد السلة حينها.

فاتحاد كرة السلة لم يتمكن أن يقدم جواباً مقنعاً لسبب غياب وتأخر المدرب الإسباني عن فترة الإعداد، ومن كان يقود التدريبات مساعده أم هو، وهل يعقل أن يدار منتخب عبر (الواتس أب وسناب شات وإنستغرام).

ولماذا عبنا حينها على اتحاد كرة القدم غياب المدرب المعلول في الفترات السابقة، وقبلنا بغياب ساليرنو وتأخر الإسباني خافيير؟

ولماذا قبلنا بمدرب يتعامل مع منتخبنا على أنه (بزنس كارد) للتعريف عن نفسه في أوقات فراغه؟

وهل تأثرت الخيارات الفنية بالمصالح الشخصية والقرابات العائلية؟

تصريحات هلامية

عندما تستمع لتصريحات المعنيين في اتحاد كرة السلة تعتقد لوهلة أنهم ذاهبون لغزو دوري الرابطة الوطنية لكرة السلةً NBA وبأنهم مستشارون للفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، ولكن تصحو مباشرة من هذه الأوهام عندما تلتمس بأن الاتحاد الذي يدعي الاحترافية والعمل الصحيح هو نفسه الاتحاد الذي أخفق في إعداد ملف اللاعبين مستعيدي الجنسية بالطريقة المثلى وبات يرمي بأخطائه جزافاً هنا وهناك.

ما نريده ونتمناه

اتحاد كرة السلة مطالب اليوم بالاعتذار من جماهير كرة السلة لما مارسه من تعال على الانتقادات والتحذيرات التي وجهت مبكراً إليه ورفض الاستماع إليها واستهزأ بها، ومطالب أن يفرق بين منتخب وطني وبين سيارة التكسي بعد أن تناوب على تدريب المنتخب مدربون مؤقتون ونطاحون وإنستغراميون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن