شؤون محلية

المراكز الطبية في دمشق تحتاج لمعالجة.. نقص أدوية وقلة كوادر وانقطاع كهرباء … الإبراهيم لـ«الوطن»: طبيب وطبيبة أشعة و4 فنيين فقط في 40 مركزاً بالعاصمة

| راما العلاف

اشتكى مواطنون لـ«الوطن» من تراجع الخدمات الطبية المقدمة في المراكز الصحية بدمشق كنقص الكوادر وبعض الأدوية وصعوبة إجراء التحاليل الطبية، بالتزامن مع ارتفاع أجور المعاينة في العيادات والمراكز الخاصة عدا التكاليف الباهظة للتحاليل الطبية والأدوية.

رئيس دائرة برامج الصحة العامة بمديرية صحة دمشق الدكتور علو الإبراهيم أكد لـ«الوطن» تأثر المراكز الصحية التابعة لمديرية صحة دمشق بانقطاع الكهرباء لساعات طويلة ومحدودية الموارد المتاحة من مادة (الفيول) اللازمة لتشغيل المولدات ما أدى إلى صعوبة تقديم الخدمات الطبية كما السابق في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مؤكداً استمرار المراكز الصحية في القيام بعملها ضمن الموارد والإمكانيات المتاحة، موضحاً أن حال المراكز بدمشق أفضل حالاً مقارنة بالمحافظات الأخرى كحمص ودرعا مثلاً.

وأوضح أن دائرة الصحة العامة تشرف على كل المراكز الصحية في دمشق وتضع الخطط السنوية وتنسق البرامج الصحية كبرامج اللقاح والصحة الإنجابية والتغذية والأطفال والأمراض السارية والمزمنة والأوبئة، إذ يوجد في دمشق 40 مركزاً صحياً موزعة على 8 مناطق صحية رئيسية، موضحاً أن ما يحدد تصنيف المركز هو عدد العيادات والكادر الطبي من مختلف الاختصاصات التي تصل الخدمات المقدمة لبعضها لنحو 50 ألف مريض.

الإبراهيم أشار إلى معاناة القطاع الصحي من نقص الكوادر الطبية بشكل عام من مختلف الاختصاصات، الأمر الذي أعاق تقديم الخدمات الطبية بالشكل الأمثل للمواطنين، مشيداً بأهمية قانون تعويض طبيعة العمل 100 بالمئة إضافة إلى الراتب، وتحفيز الدولة للأطباء البشريين عبر تمديد سنوات عملهم حتى عمر 65 سنة، موضحاً أنه يتم حالياً سد الفجوات بالأطباء البشريين في سنة الامتياز الذين يعملون لمدة سنة أو سنتين ويتم احتسابها كخدمة ريف للأطباء.

وبالنسبة لنقص الكوادر الفنية أوضح الإبراهيم لـ«الوطن» أن السبب وراء ذلك هو أن معظم الفنيين قد تقاعدوا ولا يوجد بديل لهم وأن معظم المسابقات التي جرت مؤخراً رفدت القطاع الصحي بعدد محدود من الفنيين، ناهيك عن قلة الإقبال على القطاع العام واللجوء إلى القطاع الخاص والجمعيات لكونه أربح مادياً، موضحاً أن الفني اليوم يعمل إضافة إلى مهمته الأساسية 3 أو 4 مهام إضافية فنجد الممرضة تعمل ممرضة تغذية تارة وممرضة لقاح تارة أخرى وممرضة عيادة الطبيب أيضاً وذلك لقلة الكوادر.

وأكد الإبراهيم أن لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وعدم استثناء المراكز الصحية من التقنين ولو لساعتين أو ثلاث أثناء الدوام الرسمي أثراً بالغاً في تراجع الخدمات الطبية عموماً عما كانت عليه في السابق رغم العديد من المحاولات إلا أنها لم تر النور، علماً أنه توجد خطوط ذهبية لبعض المشافي.

وتابع: رغم وجود المولدات لدى جميع مراكز دمشق إلا أن الكميات المحدودة لمادة المازوت تحول دون الاستفادة منها بشكل كامل إذ كان كل مركز يحصل على قرابة 1000 حتى 2000 ليتر مازوت سنوياً، أما الآن قد تتراوح الكميات بين 500 وقد تصل إلى 1000 في بعض المراكز الصحية وذلك وفق الآلية الجديدة التي أقرتها «سادكوب» بناء على دراسة لجان تقوم بالكشف على المراكز الصحية والمولدات الموجودة فيها.

وأشار الإبراهيم إلى أنه تم البدء منذ أربع سنوات بتركيب مجموعة ألواح طاقة شمسية بديلة بدعم من المنظمات الدولية لأربع منظومات في أربعة مراكز كبداية وهي (مركز المعرباني ومركز زهير حبي ومركز دمر البلد ومركز الأشمر) إلا أن التغذية اقتصرت على برادات اللقاح والإنارة فقط خوفاً من سوء الاستخدام كتشغيل السخانات ما يؤدي إلى تخريب المنظومة التي يصعب إصلاحها لاحقاً.

وتابع: استكمالاً للمشروع ذاته تم منذ قرابة 4 أشهر بدعم من إحدى المنظمات الدولية تركيب منظومة طاقة بديلة لمركزي أبي ذر الغفاري والمركز التدريبي باستطاعة تكفي لتشغيل المركز كاملاً باستثناء جهاز التصوير الشعاعي، وفي المرحلة القادمة سيشمل المشروع مركز 8 آذار و7 نيسان.

وحول إمكانية إجراء التحاليل الطبية في المراكز الصحية أكد الإبراهيم أن دائرة برامج الصحة العامة بدمشق تزود كل المراكز بالمواد اللازمة لإجراء التحاليل، إلا أن انقطاع الكهرباء يحول دون إمكانية هذا الإجراء، عدا نقص الكوادر الفنية التي سبق الحديث عنها حيث يوجد طبيب وطبيبة أشعة و4 فنيين فقط في المراكز الـ40 بدمشق.

وعن توفر الأدوية أكد أن أدوية الأمراض المزمنة تحظى باهتمام كبير من وزارة الصحة كأدوية القلب والجهاز التنفسي والسكري من «أنسولين أو حب» ووجود برادات لحفظ الأنسولين تعمل أيضاً على الطاقة الشمسية، حيث لم يحدث فيها أي انقطاع أبداً ويتم تزويد كل المراكز الصحية بها بشكل دوري ولكن الكميات قد لا تكفي جميع المرضى، حيث يتم تخديم المرضى من الموارد المتاحة لدينا في ظل عدد كبير جداً من مرضى السكري لدى صحة دمشق، كما يتم التزويد أيضاً بأدوية للأمراض الأخرى بكميات محدودة أيضاً ولكن من دون انقطاع وذلك حسب الاستجرار المركزي الموحد للوزارة.

في السياق ذاته أكد الإبراهيم توفر جميع أنواع اللقاح في المراكز الصحية وعدم حدوث أي انقطاع لأي نوع خلال السنوات الماضية وحتى اليوم.

وأوضح خلال حديثه توفر اللقاح للأطفال من عمر يوم حتى سنة ونصف السنة وحتى 5 سنوات إضافة إلى حملات التلقيح المدرسي التي تقوم بها مديرية الصحة المدرسية حالياً والمستمرة للأسبوع الثاني بالنسبة للصفين الأول والسادس، حيث يتم تزويدهم باللقاح من دائرة برامج الصحة العامة أيضاً.

وأشار إلى توفر لقاح كوفيد19 واللقاحات السنوية أيضاً كلقاح «الكريب» الذي يستهدف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إذ تم تزويد المديرية بلقاح روسي وآخر كوري لهذا العام تم توزيعها على كل المراكز الصحية في دمشق والمشافي السبعة التابعة لوزارة الصحة وتم تلقيح المسنين في دور العجزة والأطفال في دور الأيتام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن