موسكو أكدت أن «طوفان الأقصى» لم تحدث من فراغ ووجوب حل وضع الدولة الفلسطينية … بوتين لنتنياهو: موقفنا ثابت في رفض الإرهاب وضرورة حماية المدنيين
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة حماية المدنيين العزل واستعداد روسيا لتقديم كل المساعدة الممكنة من أجل تخفيف معاناة المدنيين ووقف «التصعيد» في قطاع غزة، في حين شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية «طوفان الأقصى» لم تحدث «من فراغ».
وحسب بيان للكرملين، بحث الرئيس الروسي في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تطورات الأوضاع والوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث أكد بوتين وفق بيان الكرملين «ثبات موقفه المتمثل في رفضه وإدانته للإرهاب بكل أشكاله»، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
وأوضح الكرملين في بيانه أن المكالمة ركزت على الأوضاع في منطقة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولاسيما الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وأكد بوتين ضرورة ألا تعود عمليات «مكافحة الإرهاب» بعواقب وخيمة على المدنيين العزل، كما أكد بوتين استعداد روسيا لتقديم كل المساعدة الممكنة من أجل تخفيف معاناة المدنيين ووقف «التصعيد».
وحسب البيان، أعرب الجانبان عن اهتمامهما المشترك بمواصلة التعاون لإجلاء المواطنين الروس وأسرهم من قطاع غزة، وإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة، واتفقا على مواصلة الاتصالات الثنائية بهذا الصدد.
من جانبه، أعرب نتنياهو، حسب بيان الكرملين، عن استيائه من مواقف مندوبي روسيا لدى الأمم المتحدة المناهضة لإسرائيل، والتي أعربوا عنها في عدة محافل دولية، وأعرب عن تقديره للمجهود الروسي الرامي إلى إطلاق سلاح الرهائن الإسرائيليين من حملة الجنسية الروسية والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وقال: إن «إسرائيل ستلجأ إلى كل الوسائل الممكنة سواء الدبلوماسية أو العسكرية في سبيل إطلاق سراح جميع مخطوفينا».
من جهته، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه أجرى محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن المحادثة استمرت نحو 50 دقيقة.
من جهة ثانية، وفي تصريحات أعقبت منحه الأوسمة لعدد من أبطال روسيا في عيد «أبطال الوطن»، قال الرئيس الروسي: إن الغرب يسعى بشتى السبل ويحاول جاهداً الضغط على روسيا وتحجيمها وإيذاءها، إلا أنه لن ينجح في ذلك أبداً.
وأضاف بوتين: إن الدول الغربية مستعدة لفعل أي شيء والتعاون مع أي جهة في سبيل إلحاق الضرر بروسيا وإيذائها، ولفت إلى أن الغرب حاول إقصاء روسيا وإضعافها والضغط عليها لكنه لم ولن ينجح في ذلك، كما شدد بوتين على «أن جنود المنطقة العسكرية الشمالية على خط المواجهة يقاتلون من أجل مستقبل روسيا القائمة على تضحياتهم».
وأشار الرئيس بوتين إلى المخاطر التي يواجهها الجنود الروس على الخطوط الأمامية في خط المواجهة بمنطقة العمليات، مشيدا بأدائهم مهام عملهم العسكري الصعب، الذي لا يقاس برفاه عمله رئيساً للبلاد، ولاسيما وهو يقلّد الأوسمة لمستحقيها من الأبطال في الكرملين.
وشدد بوتين على أولوية حماية الجنود على خطوط المواجهة الأمامية حيث تحلق المسيّرات «كالذباب في الجو»، ولفت بوتين إلى أن روسيا لم تكن لتطلق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لولا إقدام سلطات كييف على إعلان الروس في أوكرانيا قومية وافدة، وشروعها بالقضاء على الوجود الروسي على أراضي روسيا التاريخية وطرد سكانها منها.. هذا ما أدهشنا ودفعنا إلى التحرك.
وأول من أمس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن جنود العملية العسكرية الخاصة يواصلون إنجازات المحاربين في الحرب الوطنية العظمى، وقال في رسالة فيديو للمشاركين في مسيرة «يونارمي» الوطنية لعموم روسيا: «الجنود المشاركون في العملية العسكرية الخاصة يواصلون بجدارة إنجازات المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية».
وفي وقت سابق، قال بوتين خلال مراسم حفل مهيب بقاعة القديس جيورجيوس بالكرملين إن: «مآثر المقاتلين في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا مذهلة، وهم من مناطق وقوميات مختلفة بطول البلاد وعرضها، يدافعون عن الوطن كتفاً بكتف».
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال منتدى الدوحة في قطر: «قلنا لإسرائيل لسنوات إن العامل الوحيد الأكثر خطورة في الشرق الأوسط هو عدم حل وضع الدولة الفلسطينية».
وشدّد وزير الخارجية الروسي على أنه «يجب أن تكون هناك مراقبة دولية على الأرض في غزة»، وأشار لافروف إلى أن عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي «لم تحدث من فراغ».
وفي منتصف تشرين الثاني الفائت، قال لافروف: إنه «يجب الاحتكام إلى المفاوضات والاتفاق على إقامة دولة فلسطينية مباشرةً»، وأكد ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد وقف «الأعمال القتالية» في قطاع غزة.