تاميكو تولد من جديد…454 مليون ل.س إنتاجها خلال هذا العام وخسائرها 2.4 مليار ليرة
محمود الصالح:
تمتلك الشركة العربية السورية للصناعات الدوائية «تاميكو» تاريخاً عريقاً في الصناعة الدوائية واستطاعت خلال مسيرتها الطويلة أن تكسب ثقة سوق الدواء المحلي والعربي نتيجة الموثوقية العالية لإنتاجها وتوازن سعره الاستهلاكي وإضافة إلى تغطيتها لحاجة القطاع العام من مشاف ومراكز صحية توزع قسماً كبيراً من إنتاجها إلى الأسواق المحلية وكانت الشركة حتى أيار 2013 تنتج مختلف الزمر الدوائية من خلال معاملها الثلاثة والتي تضم 12 قسماً حيث ينتج المعمل الأول الأدوية البشرية بكل أصنافها والمعمل الثاني مختص بأغذية الأطفال أما المعمل الثالث في حلب فينتج السيرومات بجميع أنواعها وبعد ذلك التاريخ ودخول المجموعات المسلحة إلى مناطق هذه المعامل واستهدافها بشكل خاص ومباشر وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية والآلات وجزء من المخازين توقف العمل بشكل نهائي في إنتاج الأدوية ولكن بتصميم عمال الشركة أولاً ومتابعة الإدارة والجهات المعنية ودعم وحماية الجيش العربي السوري استطاعت الشركة العودة إلى الإنتاج في الخامس عشر من أيلول من عام 2013 بعد أن تمكن عدد من عمال الشركة من تحدي كل الظروف والدخول تحت القصف والنار وإخراج عدد من الآلات من مقر الشركة شبه المدمر إلى المقر المؤقت الجديد وتم تركيب خطين للإنتاج وفعلاً تحقق ذلك وعادت «تاميكو» لطرح إنتاجها في الأسواق هذا ما صرحت به لـ«الوطن» الدكتورة ناهدة أندورة المدير العام للشركة.
وأضافت: تنتج الشركة الآن المضادات الحيوية وبعض المواد الصيدلانية التي تغطي جزءاً من حاجة السوق مثل الأقراص والسيتامول (كبسولات ومضغوطات) فقط وتوقف إنتاج الشرابات والامبولات والقطرات والمراهم والتحاميل بسبب عدم وجود آلات لإنتاجها والآن يتم إنشاء صالة إضافية جديدة في مقر المعمل الجديد بدمشق سيتم تركيب الآلات فيها ما سيسمح بتركيب خطوط جديدة من شأنها إنتاج أصناف دوائية أخرى ولولا جهود الكثير من أبطال الشركة وأتمنى أن تسمحوا لي ذكرهم بالاسم لما تمكنا من نقل أي آلة خارج المقر القديم وهم جابر الدريكيشي وخلدون البرازي ومحمد الحلبي وإبراهيم عدبا ومدير الإنتاج وآخرون وكلهم عملوا تحت النار وكانوا معرضين للموت في كل لحظة أثناء إخراج هذه الآلات وعن إنتاج الشركة في عام 2014 قالت: بلغت قيمة الإنتاج في العام الماضي 781 مليون ليرة سورية والمبيعات 871 مليون ليرة سورية ونلاحظ أن هناك فرقاً بين الإنتاج والمبيع وهو ناتج عن بيع جزء من المخزون المدور لأن المبدأ العام لدينا هو أن كل ما ينتج مباع فوراً وعن خسائر الشركة نتيجة الأعمال الإرهابية فقد بلغت وفق تقديرات أولية نحو 2.4 مليار ليرة سورية، وهذا التقدير مبدئي لأننا لا نستطيع توثيق كل الخسائر.
وعن خطة الشركة لهذا العام فقد بلغت قيمة المنتج حتى نهاية نيسان الماضي 454 مليون ليرة سورية والمبيعات 422 مليون ليرة سورية ونحن ما زلنا ننتج بعض الأدوية النوعية الضرورية وخاصة ما يحتاجه مريض السكر ونتمنى أن نستطيع إنتاج أدوية السرطان والمناعة ولكن مثل هذه الأدوية تحتاج إلى إمكانيات كبيرة مالية وفنية.
أما عن توافر المواد الأولية واليد العاملة فأكدت أندورة أنها متوافرة بالشكل المطلوب وبالنسبة لليد العاملة هناك حماس أكبر من الماضي للعمل ولتحقيق المزيد من الإنتاج، وعن الأرباح الصافية التي حققتها الشركة في العام الماضي قالت: على الرغم من تكاليف الإنتاج الباهظة استطاعت الشركة تحقيق ربح صاف قدره 68 مليون ليرة خلال العام الماضي علماً أن الشركة قد تكبدت مصاريف تأسيس في المقر الجديد ما خفف من الأرباح، وجواباً عن سؤالنا عن موضوع ارتفاع أسعار الدواء وشطب التسعيرة الموجودة على العبوات وطرح الإنتاج من دون عبوات أكدت أن «تاميكو» لم تزد الأسعار أبداً والسعر المدون على العبوة هو سعر المستهلك الحقيقي وأي شطب أو تغيير هو مخالف وعلى الجهات المختصة محاسبة من يشطب الأسعار المدونة على إنتاج «تاميكو» وبالمناسبة الشركة لا تطرح أي منتج إلا من خلال عبوات لذلك لا يوجد أي مبرر للصيدليات للتغيير والإضافة ونتمنى من المواطنين ألا يدفعوا إلا السعر المدون على العبوات الخاصة بإنتاج «تاميكو» وإن شاء الله في القريب العاجل سيتم طرح منتجات جديدة إلى الأسواق.