رياضة

بعد إنجاز غرب آسيا للناشئات هل ستشهد سلتنا الناعمة دعماً واهتماماً كبيرين؟

| الوطن

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن سلتنا الأنثوية بدأت تشهد انفراجات جيدة في الآونة الأخيرة على صعيد المشاركات الخارجية بعد أن شهدت ثباتاً لمدة طويلة حتى كادت تنسى على الصعيد العربي على أقل تقدير، وجاءت نتائجها في عهد الاتحاد الحالي جيدة وراحت تسير بخطا واضحة على السكة الصحيحة وراحت ثمار عمل هذا الاتحاد تثمر عن نتائج جيدة كان آخرها لقب بطولة غرب آسيا الذي حققته سلتنا الناعمة قبل يومين.

واقع صعب

دعونا نتحدث بكل صراحة بأن سلتنا الناعمة مرت عليها ظروف صعبة ساهمت في تراجعها على صعيد النتائج الرقمية، غير أن عمل الاتحاد واهتمامه بمفاصل اللعبة كانت ثماره يانعة وكشفت في الفترة الأخيرة عن خامات ومواهب كثيرة أثبت قدرتها على العطاء، بعد أن لمست اللعبة رعاية واهتماماً كبيرين لا بل شهدت في عهده الكثير من التطور وربما الاتحاد استفاد من تجارب الاتحادات السابقة التي عملت واجتهدت حسب الإمكانات المادية المتاحة لها في الفترات السابقة.

تطبيل وتزمير

وعلى الرغم من التطبيل والتزمير اللذين مارستهما الاتحادات المتعاقبة على اللعبة للتباهي بإنجازاتها التي كان يعتبرها خارقة وفريدة واستثنائية، فإنه من المؤكد أن هذه الاتحادات لم تتطلع أو تجر نظرة شاملة على مستويات فرق السيدات منذ أن بدأت البلاد دخول مرحلة التعافي بعد الأزمة التي عصفت بها والتي ساهمت بتشكيل انحدار تاريخي للسلة الأنثوية بعد أن ظهرت المباريات الطابقية في دورينا وباتت علامة مميزة، وإن كانت بعض أندية الشهباء تعتبر كقطرة المعقم الوحيدة للعبة، إلا أنها باتت أشبه بحالة استثنائية في الظرف العام التي تمر فيه السلة الأنثوية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل ازدادت المشكلة تعقيداً بعدما أهملت اللعبة في بعض الأندية وألغيت في أندية أخرى من دون أن يحرك أحد ساكناً أو يهب لنجدتها ما جعل اللعبة تغرد خارج التغطية في بعض الأندية دون رجعة.

تراجع سلة الشهباء

بدأت السلة الناعمة في مدينة حلب تشهد منذ سنوات قليلة تراجعاً على صعيد المستوى الفني والنتائج الرقمية، وهذا الشيء يعد طبيعياً لأندية خسرت العديد من المواهب والخامات وبدأت من نقطة الصفر لإحياء اللعبة لديها، فسلة نادي الجلاء أصبحت هذه الأيام في أضعف حالاتها، والفريق أصبح وديعاً لا تحسب فرق الدوري له حساباً، وكذلك الحال في أندية اليرموك والعروبة والحرية التي شهدت تراجعاً مخيفاً، فما إن تصعد لدوري الأضواء حتى تعود بأدراجها إلى درجة الثانية، وإذا ما تم استثناء سلة نادي الأهلي غير أن ذلك لم يعد كافياً لأندية حققت نتائج وألقاباً كبيرة على صعيد السلة الأنثوية، أما في مدينة حمص فإن السلة الأنثوية غائبة ومعدومة وكذلك الحال في مدينة حماة، أما في العاصمة فالوضع مختلف وهناك من يجتهد ويعمل وأندية بدأت تتطور وإن بدا تطورها على حساب ضعف باقي الأندية، إلا أن خطواتها الأولى كانت صحيحة ولا بد أن تصل لنهائيات مثمرة ومفيدة في حال استمرت على الطريق ذاته.

فسلة الوحدة هذا الموسم تقدم مستويات جميلة وتحقق نتائج رائعة وهناك نية حقيقية لإعادة الأمجاد لفريق اعتلى منصات التتويج سنوات طويلة وكان بعبعاً وحجر عثرة في وجه أقوى الفرق.

وكذلك الحال بالنسبة لسلة نادي بردى التي شهدت اهتماماً كبيراً من القائمين عليها وكانت نتائجها أكثر من جيدة ولديها من القواعد ما يبشر بمستقبل مشرق للنادي، أما سلة سيدات نادي الجيش فنجحت الإدارة في إعادة اللعبة بعد غياب طويل وهي مازالت قيد التطوير ويلزمها عدة مواسم حتى تنضج وتنافس، ناهيك عن نادي الساحل الذي شهد تراجعاً كبيراً ابتداء من الموسم الماضي وخسر أفضل لاعباته حتى أصبح البحث عن مدرب يقوده أشبه بضرب من ضروب المستحيل.

مسؤولية كبيرة

فوزنا بلقب غرب آسيا شيء جميل والوقوف على منصات التتويج وعزف النشيد الوطني السوري شيء أجمل وهذا من شأنه أن يضع القائمين على السلة الأنثوية أمام مسؤولية كبيرة وهي الحفاظ على هذا المنتخب الذي بدا بلاعباته يبشر بجيل سلوي مشرق، لذلك لابد من العمل على وضع خطة إعداد حقيقية لهذا المنتخب والمحافظة عليه، وفتح باب المشاركات أمامه بغض النظر عن نتائجه بالمرحلة الحالية لأنه سيكون بمنزلة اللبنة الأساسية لبناء منتخب للمستقبل، ولا أعتقد أن اتحاد السلة الحالي غير قادر على ذلك، فالإمكانات المادية متاحة ومتوافرة ويمتلك كوكبة من الخبرات الوطنية، وما عليه سوى البدء في خطة الإعداد ورغم صعوبة المهمة غير أنها باتت ضرورية ولابد منها.

خلاصة

فهل ستشهد سلتنا الناعمة بعد هذا الانجاز تحركاً كبيراً واهتماماً لدى القائمين عليها باتحاد السلة، أم ستبقى الشعارات الرنانة والوعود الواهية عناوين مهمة للمرحلة القادمة في مفاصل اللعبة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن