أكدت أن واشنطن شريكة بجرائم الإبادة الجماعية وليست طرفاً في الحل بشأن غزة … إيران: دفاع المسؤولين الأميركيين عن حقوق الإنسان كذبة لا أكثر
| وكالات
أكدت إيران أمس أن الولايات المتحدة شريكة للكيان الإسرائيلي في الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين وأن واشنطن تقف بمواجهة المجتمع الدولي وليست طرفاً في الحل بشأن غزة، معتبرة أن دفاع المسؤولين الأميركيين عن حقوق الإنسان والمرأة كذبة لا أكثر.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، أكد رئیس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، في الجلسة العلنية للمجلس أمس الإثنين أن الدعم الأميركي العسكري والدبلوماسي للكيان الإسرائيلي هو السبب الرئيسي للإبادة الجماعية في غزة.
وقال قاليباف: إن «الولايات المتحدة شريكة للكيان الإسرائيلي في كل الجرائم المرتكبة بحق أبرياء غزة، وتدمير البنى التحتية»، وأضاف إن «ما شهدناه خلال الأيام الماضية أثبت أن الشعب الفلسطيني هو المنتصر الحقيقي في غزة».
واستطرد بالقول: إن القوة الدافعة وراء الإبادة الجماعية في غزة هي الدعم العسكري والإعلامي والدبلوماسي الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، لقد أثبتت أحداث الأيام القليلة الماضية أن أهل غزة هم المنتصرون الحقيقيون على الساحة، ولن يتمكن أي إجراء من ترميم هزيمة الكيان الصهيوني الكبرى في السابع من تشرين الأول الماضي.
كذلك، أشار إلى أن «الكيان الإسرائيلي أصبح اليوم مكروهاً أكثر في الرأي العام العالمي»، لافتاً إلى أن «مزاعم قدرته انهارت حتى بين مناصريه».
في الغضون، علق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على دعم أميركا للكيان الإسرائيلي، وقال: مرة أخرى، يثبت أن الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة من المسؤولين الأميركيين كذبة لا أكثر.
وحسب وكالة «تسنيم» قال أمير عبد اللهيان: إن «استمرار قتل آلاف المدنيين، وخاصة من النساء والأطفال في غزة والضفة الغربية في ظل الدعم الأميركي الواضح عبر الـ«فيتو» على قرار وقف الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين يثبت مرة أخرى أن الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة من المسؤولين الأميركيين كذبة لا أكثر».
بدوره، وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن مجلس الأمن الدولي أخفق في القيام بواجبه لجهة ضمان السلم والأمن الدوليين ومنع العدوان الصهيوني على غزة.
ووفق «إرنا»، أشار كنعاني إلى أن الحكومة الأميركية ليست جزءاً من الحل فيما يتعلق بالحرب على غزة، بل هي جزء من استمرار الإبادة الجماعية ضد أهالي القطاع، وأظهرت مرة أخرى مواكبتها الكاملة مع إسرائيل باستخدامها الـ«فيتو»، وصوتت لمصلحة استمرار وحشية الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، ولفت إلى أن بعض القوى تستغل نفوذها وتمنع المجلس من القيام بواجباته ومهامه، مشدداً على ضرورة أن يكون أكثر كفاءة بخصوص ضمان السلام والأمن الدوليين.
وقال كنعاني: إن «مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من القيام بواجبه في ضمان السلام والأمن الدوليين ومنع اندلاع الحرب كما لم يتمكن من فعل أي شيء في هذه المرحلة الحرجة، إذ إن الفيتو الأميركي يؤشر إلی وصول مجلس الأمن إلى طريق مسدود وعجزه عن القيام بواجبه».
وحول الموقف الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودعمه وقف العدوان على أهالي قطاع غزة والفيتو الأميركي ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في القطاع، قال كنعاني: أشكر مرة أخرى التصرف المسؤول للأمين العام للأمم المتحدة الذي لفت انتباه مجلس الأمن إلى قضية غزة وطالب بالتحرك الفوري من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ولكننا شهدنا التصرف المؤسف للإدارة الأميركية المتمثل في استخدام حق النقض «فيتو» ضد مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن ورفض طلب المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بوقف الهجمات الوحشية للصهاينة على غزة.
وقال: إن أميركا أثبتت مرة أخرى دعمها الكامل للصهاينة، وقد عبرت إيران عن مواقفها وإدانتها بوضوح، والإدارة الأميركية ليست جزءاً من الحل، بل هي جزء من استمرار الإبادة الجماعية ضد أهل غزة.
واعتبر كنعاني أن الإدارة الأميركية أثبتت أنها تقف بمفردها أمام المجتمع الدولي ولا تخجل من أن تكون منفردة ووحیدة في دعم الكیان الإسرائيلي. وبهذا التصويت أثبتت أنها لم تصوت ضد وقف الحرب فحسب، بل صوتت أيضاً لمصلحة استمرار الهجمات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وأنها وقفت ضد إرادة الرأي العام العالمي وإرادة الأمين العام للأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بمستقبل غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: أكدنا مراراً وتكرارا أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الوحيد الذي له الحق ويستطيع أن يقرر مصيره، ومحاولات البعض من خارج المنطقة لتحديد مصير فلسطين ومستقبلها وتنفيذ مخططات في هذا المجال لن تؤتي ثمارها، لأن الشعب الفلسطيني لن يخضع لمخططات الدول الأجنبية الظالمة المؤيدة للكیان المحتل والغاصب.
وأردف كنعاني: نحن لا نطرح فكرة للشعب الفلسطيني، ولكننا طرحنا حلاً ديمقراطياً لحل الأزمة، وهو ما تم تسجيله في الأمم المتحدة لكن أطرافا معينة، وخاصة الولايات المتحدة، وهي شريكة في الاعتداءات الوحشية للكیان الصهیوني مستعدة لتحقيق ما لم تحققه بالحرب عبر آليات السياسة لكن الشعب الفلسطيني سيقول لهم «لا»، وتابع: «ليس من حق الآخرين أن يفرضوا مطالبهم الأحادية على الشعب الفلسطيني».
من جهة ثانية، أجرت القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، تدريبات أمنية كبيرة غرب البلاد بهدف مواجهة التهديدات الأمنية، حسبما ذكرت «تسنيم» التي أفادت بأن «المناورة الأمنية الكبيرة للقوات البرية للحرس الثوري أقيمت غرب البلاد في منطقة قصر شيرين العامة، بهدف مواجهة التهديدات الأمنية والجماعات المناهضة للثورة والزمر الإرهابية والتكفيرية».