شل مفاصل الحياة في العديد من الدول ضمن حراك عالمي … إضراب شامل تضامناً مع غزة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل
| وكالات
شهد يوم أمس الإثنين إضراباً شاملاً شل مفاصل الحياة في العديد من الدول وذلك تلبية لدعوات أطلقها ناشطون نصرة لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وحسب وسائل إعلامية، بدأ صباح أمس الإثنين، إضرابٌ شامل في العديد من دول العالم، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي الذي دخل يومه الـ67، وتسبب في ارتقاء أكثر من 18 ألف شهيد، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.
وانتشرت دعوات إلى الإضراب من جانب أحزاب وفعاليات عربية وإسلامية، وتفاعل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه الدعوات، واحتل وسم «إضراب من أجل غزة «Strikeforgaza» قائمة الوسوم الأكثر انتشاراً عالمياً.
وجاء ذلك، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، فقد عمّ الإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية، أمس الإثنين، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل وبالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بقصف منازل المواطنين الآمنين والمستشفيات ومراكز الإيواء.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، شلّ الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في المحافظات الشمالية، مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك والمصارف، والمحال التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين، كما شهدت المواصلات العامة إضراباً في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، وأغلقت المصانع والمعامل أبوابها.
وفي مصر، تفاعل الشعب المصري بقوة مع الإضراب الشامل تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، وانتشرت صور عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر المتاجر المغلقة والشوارع الخالية من السيارات والمواطنين.
في موريتانيا، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تأجيل كل الدروس والاختبارات التي كانت مقررة ليوم أمس، وذلك للمشاركة في النشاطات التي تنظم تضامناً مع قطاع غزة.
ودعا الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين، والتجمع الطلابي الموريتاني لنصرة القدس والأقصى، طلاب جامعة نواكشوط، إلى المشاركة في الإضراب الشامل من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، كما دعت مجموعة من هيئات المجتمع المدني الموريتاني للمشاركة في الإضراب احتجاجاً على استمرار العدوان الإسرائيلي.
في تركيا، أغلق العديد من المحال التجارية والأسواق والمطاعم في بعض الولايات التركية استجابة لدعوات الإضراب للتضامن مع قطاع غزة، كما أعلنت عدة مدارس خاصة ومعاهد تعليمية، تعليق دوامها، تنديداً بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.
كذلك، شهدت دول المغرب وتونس وقطر والعراق ودول أوروبية مشاركات فردية في الإضراب من بعض النشطاء وأصحاب الشركات الخاصة والمحال التجارية التي أعلنت عن إغلاق أبوابها وتعليق خدماتها لهذا اليوم تضامناً مع غزة.
بدوره، التزم لبنان بدعوات الإضراب الشامل العالمية دعماً لقطاع غزة، حيث جرى رصد توقف الحركة بشكلٍ كامل في شوارع العاصمة بيروت ومدن لبنانية أخرى، تنفيذاً للإضراب الشامل، تضامناً مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية.
وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة والمصارف والإدارات العامة وعدد من الإدارات الخاصة، التزاماً بقرار الحكومة الداعي للإضراب الشامل، كما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أمس، إغلاق دوائرها في لبنان والبعثات اللبنانية في الخارج، التزاماً بمذكرة مجلس الوزراء.
وعم الإضراب الشامل الأراضي اللبنانية، حيث شل جميع مرافق الحياة من مؤسسات حكومية ومدارس وشركات.
وفي الأردن، شهدت الدعوة إلى إضراب عالمي، مشاركةً وتفاعلاً واسعاً لدى العديد من القطاعات الخاصة، وتم رصد استجابة واضحة مع الإضراب في العاصمة عمّان، ومحافظة إربد (شمالاً)، حيث أغلقت أعداد كبيرة من المحال التجارية أبوابها، وعلقت لافتات تشير إلى إضرابها من أجل قطاع غزة
وأظهر التراجع الملحوظ في حركة السير وأعداد الطلبة المتوجهين إلى المدارس، مستوى التجاوب مع الإضراب، بينما تصدر وسم «الإضراب- الشامل» قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على منصة «إكس» في الأردن.
ومن جهة أخرى، اقترحت الحكومة الأردنية على شعبها تخصيص يوم عمل لدعم غزة بدلاً من الإضراب، وأوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء الأردني مهند المبيضين، أن الإضراب الجماهيري العام في الدول العربية للتضامن مع غزة يهدف لدفع حكومات هذه الدول لأخذ موقف أكثر حسماً في تضامنها مع القطاع.
وأشار إلى أن موقف الأردن واضح وحاسم منذ البداية، ربما يكون «متقدماً أو يسير في خطٍّ موازٍ مع الموقف الشعبي»، داعياً القطاعات التجارية إلى الالتزام بأعمالها.
وفي وقت سابق، أطلق نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، دعوات لإضراب شامل حول العالم، للتضامن مع أهالي قطاع غزة في ظل العدوان الذي يشن عليها منذ الـسابع من تشرين الأول الماضي.
وقال النشطاء إنهم أطلقوا هذه الحملة «من أجل الضغط باتجاه الإضراب الشامل على مستوى العالم بهدف الضغط على الحكومات، وإجبارها على التحرك بشكل جاد لوقف المجازر الإسرائيلية وجرائم الإبادة المتواصلة منذ أكثر من شهرين».