كثافة القصف تهدد بانهيار خدمات مستشفى «شهداء الأقصى» … العدو الإسرائيلي يصعد عدوانه ويستهدف بشكل مكثف جنوب القطاع.. والشهداء إلى 18205
| وكالات
صعد أمس العدو الإسرائيلي لليوم الـ66 من عدوانه على قطاع غزة عبر تكثيف غاراته الجوية وقصفه المدفعي العنيف الذي يستهدف البشر والحجر، الأمر الذي تسبب باستشهاد وإصابة مئات المواطنين، وارتفاع عدد الشهداء إلى 18205.
وقالت وكالة «وفا» الفلسطينية في تقرير لها أمس: تواصل آلة الحرب الإسرائيلية، في اليوم الـ66 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة، واستهداف المدنيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، أغلبيتهم أطفال ونساء.
ونقلت الوكالة عن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طائرات الاحتلال شنت فجر أمس غارات عنيفة في محيط مستشفى الأمل بمحافظة خان يونس جنوب القطاع.
وأفادت مصادر طبية، بحسب «وفا» بوصول جثامين أكثر من 40 شهيداً إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع جراء قصف الاحتلال المتواصل على منازل المواطنين، على حين وصل 32 شهيداً إلى مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، ومنزلاً لعائلة مشاري في دير البلح، إضافة إلى قصف منزل لعائلة صبح غرب مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات أغلبهم أطفال ونساء، حسبما ذكرت الوكالة التي أشارت إلى أن طائرات الاحتلال دمرت مربعاً سكنياً في حي الشيخ رضوان شمال غزة، حيث انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني عشرات الشهداء والجرحى، على حين ما زال العشرات تحت الأنقاض.
بدورها أكدت قناة «الميادين» أن الاحتلال الإسرائيلي يكثف من قصفه المدفعي الثقيل على مختلف مناطق القطاع، مشيرة إلى أن القصف العنيف تركّز على منازل عدة وسط وشرق خان يونس ورفح والمنطقة الوسطى وخصوصاً مدينة غزة.
ولفتت إلى وصول شهداء وجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، بسبب قصف الاحتلال لكلية العلوم والتكنولوجيا شرقي خان يونس، وأنّ جلّ الجثامين تعود لأطفال ونساء، وكذلك استشهاد طفلين بصاروخ من طائرات الاحتلال خلال قيادتهما لدراجة هوائية في شارع جلال في خان يونس.
وأفادت القناة أيضاً باستشهاد عدد كبير من الجرحى على الطرقات في شمال غزة، بسبب عجزهم عن الوصول إلى المستشفيات، موضحة أن الوضع بات كارثياً، والسكان أقاموا مقبرة جماعية في سوق جباليا، شمالي غزة، على حين أصيب عدد من المدنيين أيضاً جراء استهدافهم في شارع صلاح الدين قرب مصنع العودة في دير البلح إضافة إلى إصابات باستهداف الاحتلال منزلاً غربي دير البلح.
من جهتها ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن طائرات الاحتلال قصفت مبنى مدنيا في منطقة الزوايدة غرب مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط القطاع.
ونقلت عن شهود عيان أن المبنى المستهدف «مكوّن من 5 طوابق، وكان يقيم فيه نحو 60 فلسطينياً بينهم نازحون من مدينة غزة، ما تسبب بارتفاع أعداد الضحايا داخله».
وذكر الشهود، أن المنزل تم تدميره بشكل كامل وعملت أطقم الدفاع المدني لساعات طويلة من أجل انتشال جثامين الشهداء وإنقاذ الجرحى، على حين أفادت مصادر طبية فلسطينية، بأنه تم نقل ضحايا القصف، وبينهم نساء وأطفال، إلى مستشفى «شهداء الأقصى» بمدينة دير البلح، وسط القطاع، وفق المصدر ذاته.
ووفق «الأناضول» حذر المتحدث باسم مستشفى «شهداء الأقصى» خليل الدقران من أن تكثيف القصف الإسرائيلي يهدد بانهيار المنظومة الصحية بالمستشفى، في ظل وصول أعداد كبيرة من الإصابات إليه بسبب الغارات, وقال الدقران: «استقبلت المستشفى منذ الصباح الباكر أكثر من 40 شهيداً ونحو 50 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، إصابة معظمهم وصفت بالخطيرة جداً».
وأضاف: إن «المستشفى يفتقر إلى المنظومة الصحية السليمة، ويمكن أن ينهار في أي لحظة بظل الغارات الإسرائيلية المكثفة»، مشيراً إلى افتقار المستشفى للأدوية والمستلزمات الطبية بشكل كافٍ، خاصة مع تزايد عدد الإصابات ووجود مئات الإصابات السابقة المقيمة بالمستشفى بسبب خطورة حالتهم الصحية.
وأوضح الدقران أن «عدد الجرحى في المستشفى حالياً يفوق 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية لها، ما اضطر الإدارة لوضع المصابين في خيام بالساحات الخارجية وفي الممرات»، مضيفاً: «مستشفى شهداء الأقصى يحتاج إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود ليواصل عمله خلال الأيام المقبلة».
كما ناشد بضرورة إخراج الجرحى من المستشفى ليتلقوا العلاج خارج قطاع غزة في ظل ضعف إمكانيات المنظومة الصحية في القطاع، مشيراً إلى أن المستشفى «يخدم نحو 900 ألف نسمة يعيشون في المنطقة الوسطى، أغلبيتهم من النازحين من مدينة غزة وشمالي القطاع».
يأتي ذلك فيما استهدفت الطائرات الإسرائيلية خلال ليلة الإثنين عدداً من المنازل في منطقة «البصة» بمخيم دير البلح للاجئين، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، حسبما أفادت الأناضول التي أشارت إلى أن البوارج الحربية الإسرائيلية قصفت شاطئ مدينة دير البلح بشكل كثيف في الوقت الذي استهدفت فيه الآليات المدفعية المناطق الشرقية للمدينة بوابل من القذائف.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 18205 شهداء و49645 إصابة، لافتة إلى أن الاحتلال تعمد استهداف 137 مؤسسة وأخرج 22 مستشفى و46 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة.
وأكدت الوزارة أنه وخلال الساعات الماضية ارتكب الاحتلال 19 مجزرةً في الأحياء السكنية وأماكن الإيواء في مناطق القطاع كافة، لافتة إلى أنه لا يزال يعتقل 36 من الكوادر الصحية على رأسهم محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي.