«أسوشييتد برس» أكدت تزايد عزلة أميركا والكيان الإسرائيلي في العالم … «فورين أفيرز»: «طوفان الأقصى» تعزّز ربط غزة بالنضال الأوسع من أجل تحرير فلسطين
| وكالات
على حين تحدثت وكالة «أسوشييتد برس» عن عزلة متزايدة تواجهها الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب العدوان على غزة، اعتبرت مجلة «فورين أفيرز» أن عملية «طوفان الأقصى» عززت ربط القطاع بالنضال الأوسع لتحرير فلسطين.
وكالة «أسوشييتد برس» قالت في تقرير نشرته أمس إن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان عزلة متزايدة بشأن غزة مع استمرار الهجوم دون نهاية في الأفق، وأضافت الوكالة إن إسرائيل والولايات المتحدة أصبحتا معزولتين بشكلٍ متزايد، في الوقت الذي تواجهان فيه دعوات عالمية لوقف إطلاق النار في غزّة، بما في ذلك تصويت غير ملزم من المتوقع أن يتم تمريره في الأمم المتحدة في وقتٍ لاحق، وتابعت إن إسرائيل مضت قدماً في هجومها ضد حركة حماس في غزّة، والذي تقول إنه قد يستمر أسابيع أو أشهراً.
ووفق الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الرئيسة الولايات المتحدة فإن «أيّ وقف لإطلاق النار من شأنه أن يترك حماس في السلطة، ولو في جزء صغير من الأراضي المدمرة في قطاع غزة، ما سيعني النصر للجماعة المسلحة». ولكن العديد من الخبراء يعتبرون أهداف «إسرائيل» غير واقعية، مشيرين إلى قاعدة الدعم العميقة لحماس في كل من غزّة والضفة الغربية، حيث يرى العديد من الفلسطينيين أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود.
وفي السياق، ذكر موقع «ذي أميركان بروسبيكت» الأميركي، أن حرب إسرائيل على غزة تحولها إلى كيان منبوذ، كما تخاطر بحرب إقليمية، وحسب الموقع، فقد ترى إسرائيل نفسها غارقة في القتال من شارع إلى شارع ضد «حماس» في غزة، وحرب إطلاق النار مع حزب اللـه (وهي أكثر شراسة) في لبنان، في حين تلحق ضرراً كبيراً بعلاقاتها مع جيرانها الآخرين، وكل ذلك في الوقت نفسه.
في الغضون، اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن عملية «طوفان الأقصى» وتفاعلات الأحداث تعزّز هدف المقاومة الفلسطينية المتمثل بـ«إعادة ربط غزة بالنضال الأوسع من أجل تحرير فلسطين».
وذكرت المجلّة أن قدرة حركة حماس على البقاء قوة حتى الآن، مع قيادة منظمة وحضور إعلامي، وشبكة دعم، «تدعو إلى التشكيك بشكلٍ جدي، في جميع النقاشات الحالية التي تدور بشأن مستقبل الحكم في قطاع غزّة».
وتناولت المجلّة هذا الطرح في تقريرٍ مطوّل للباحثة في «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» في باريس، ليلى سورات، بعنوان «هدف حماس في غزّة»، إذ أكدت أن معركة «طوفان الأقصى» وتفاعلات الأحداث تعزّز هدف حماس المتمثل بـ«إعادة ربط غزة بالنضال الأوسع من أجل تحرير فلسطين»، واعتبرت أن السابع من تشرين الأول الماضي، «أعاد غزة إلى قلب المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية، بعد سنواتٍ من بقائها في الخلفية».
كذلك، رأت المجلة أن تجدّد مركزية غزّة، يثير تساؤلات مهمة مرتبطة بالقيادة العليا لحركة حماس، مُشيرةً إلى أنّه، وعلى الأقل منذ عام 2017، أي عندما تولى قيادة الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، شهدت حماس تحولاً تنظيمياً تجاه غزة نفسها.
وحسب المجلّة الأميركية، فإنّه إلى جانب جعل المنطقة أكثر استقلالية عن قيادة حماس في الخارج، فقد أشرف السنوار على تجديدٍ إستراتيجي لحماس كقوة مقاتلة في غزّة، وعلى وجه الخصوص، كان يهدف إلى اتخاذ إجراءات هجومية ضد الكيان الإسرائيلي وربط غزّة بالنضال الفلسطيني الأكبر.
وتابعت إنه في الوقت نفسه، قام السنوار بتعديل إستراتيجيات الحركة لتأخذ بالحسبان التطورات في الضفة الغربية والقدس، قائلةً إنه «من عجيب المفارقات هنا، أنه بدلاً من عزل غزّة، ساعد الحصار الإسرائيلي في الواقع على إعادة القطاع إلى مركز الاهتمام العالمي»، وهو ما عملت عليه حماس.
ولفتت المجلّة الأميركية إلى أنه على الرغم من التعتيم الذي يُمارس ضد غزّة على الإنترنت، إضافة إلى القصف الإسرائيلي المكثف، وتدمير البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية في جميع أنحاء القطاع، واصلت حماس بث المعلومات من ساحة المعركة، ما يوفر رواية مضادة متواصلة للروايات الإسرائيلية الرسمية عن الحرب.
ومن خلال نشر مقاطع فيديو شبه يومية لتدمير الدبّابات الإسرائيلية واستهدافها، حافظت فصائل المقاومة الفلسطينية على «بعض» التأثير في تغطية الحرب من وسائل الإعلام الدولية، وفق المجلة التي أشارت من جهة ثانية إلى لعب ممثلي حماس في لبنان، دوراً مهماً في حرب المعلومات الحالية.
ورأت المجلة أن تصريحات الناطق باسم «كتائب القسّام»، أبي عبيدة، إضافة إلى مؤتمرات القيادي في الحركة أسامة حمدان، كان لها تأثيرٌ كبير سواء بين الفلسطينيين بعمومهم، أو بين العرب في الدول المجاورة، مُشيرةً إلى أنه «قد يكون بعضهم أكثر تعاطفاً مع حماس مما كانوا عليه قبل الحرب».
وشدّدت «فورين أفيرز» على أنـه مهمـا كانت التكاليف الباهظة التي تكبدتها غزّة، فإن «طوفان الأقصى» جعل مشروع التحرير ملموساً للفلسطينيين، كما اعتبرت أن العدوان الإسرائيلي المدمر والقتل الجماعي للمدنيين في قطـاع غـزّة، لفـت أيضاً انتباهاً عالمياً غير عـادي إلى وحشــية الاحتلال الإسرائيلي، موضحةً أنه «من المحتمل أن تكون لهذه النتائـج عواقـب عميقـة على مستقبل الصراع».