ثقافة وفن

انطلاق أيام الفن التشكيلي السوري … د. لبانة مشوّح: الثقافة هي أنبل ما أنتجه الإنسان وأبقى آثاره وهي البناء والعطاء

| مايا سلامي - تصوير: طارق السعدوني

برعاية وزارة الثقافة، وتحت عنوان «هوية وتجديد» أقيم مساء أمس حفل إطلاق الموسم السادس لأيام الفن التشكيلي السوري في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

وترافق الحفل بافتتاح معرض في بهو قاعة الدراما ضم أعمالاً للفنانين التشكيليين الراحلين أدهم إسماعيل ومحمود حماد احتفالاً بمئوية ولادتهما، إضافة إلى أعمال الفنانين الراحلين المكرمة ذكراهم أحمد مادون ومحمد الوهيبي وسهيل معتوق.

كما تضمن تكريم كل من الفنان علي سليم الخالد والنحات جميل قاشا، والفنانة سوسن الزعبي، في وقت قدمت فيه الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله فقرة موسيقية حملت عنوان «من ذاكرة الأيام التشكيلية».

استمرار الحياة

وقالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح في تصريح للصحفيين: نحن اليوم مجتمعون مع ثلة من المكرمين، فنانون تشكيليون سوريون نفتخر بهم، أبدعوا في مجالهم ويشتركون في قاسم مشترك واحد وهو تمسكهم بالأصالة والهوية، كل على طريقته، إضافة إلى انطلاقهم إلى التجديد أيضاً، كل بأسلوبه وبرؤيته للعالم وبأدواته الفنية.

وأضافت: أيام الفن التشكيلي في سورية نحتفل بها عادة كما نحتفل بأيام الثقافة، لكن يعز علينا جداً الاحتفال في هذه الأوقات الحزينة التي يمر بها إخوتنا في فلسطين، لكننا أيضاً لا نريد إيقاف عجلة الثقافة لأن بها استمرار الحياة والفكر وتجدد الإرادة والأمل، فمن دون الثقافة لا نستطيع أن نستمر وليس هناك بصيص أمل للإنسان، لذلك لا نستطيع أن نوقف نشاطاتنا الثقافية، لكن الاحتفالات أوقفناها فالوقت ليس للاحتفال، الوقت للتفكير بأفضل الوسائل لكي نعمل ونبني وننتصر على هذا العدو الجبار البغيض والمجرم الذي لا يقف أمامه وأمام وحشيته أي عائق.

شعلة الحضارة

وفي كلمة ألقتها أمام الحضور أكدت وزيرة الثقافة أن الحرب التي استهدفت قيمنا ووجودنا لم تثننا، ولم ترهبنا القذائف التي أمطرونا بها، ولم يوهن الحصار الجائز من عزيمتنا، لكن ما أصاب إخواننا في غزة أدمى قلوبنا، وجرائم العدو الصهيوني ووحشيته فاقت كل تصور وتجاوزت كل حد.

وأردفت: إننا أمام المشاهد المروعة التي هزت كل ضمير حي، أوقفنا كل المظاهر الاحتفالية احتراماً لأرواح الشهداء، وتقديساً لكل قطرة دم سفكت ودمعة ذرفت من عين طفل أو امرأة أو شيخ.

وأضافت: الألم لا يزال يعتصر القلوب، لكن عجلة الثقافة لا يجب أن تتوقف عن الدوران، وإذا كان قدرنا أن نواجه أبشع آلة إجرام وقتل عرفتها البشرية، فإن قدرنا أيضاً أن نحمل شعلة الحضارة وأن نُبقي عليها متقدة، تحرّض على العمل والتأثير والإبداع.

فعاليات مميزة

وأشارت د. مشوح إلى أننا نطلق أيام الفن التشكيلي الممتدة حتى نهاية العام، نُخرج فيها ما في جعبتنا من أعمال إبداعية لاثنين من كبار فناني سورية التشكيليين.. أدهم إسماعيل ومحمود حماد، فنانان مبدعان حفظا في أعمالهما أصالة الهوية، ومهّدا الطريق للحداثة المتجددة، وتوخينا أن نهدي لروحيهما مؤلفات موسيقية تزاوج في إيقاعها ونغماتها التعبير التشكيلي كما رآه كل منهما.

وشددت على أن أيام الفن التشكيلي غنية بالفعاليات المميزة، إذ يقام المعرض السنوي في متحف دمشق الوطني، كما تقام الملتقيات وتنشط المعارض التشكيلية العامة والخاصة في دمشق وسائر المحافظات، وكعادتنا ودعماً للحركة البحثية والنقدية التشكيلية نقيم في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق ثلاث ندوات تعرض فيها المعلومة وتغنى بالحوار.

ووجهت شكرها للقائمين على هذه التظاهرة الوطنية من فنانين ونقاد وفنيين على الجهود التي بذلوها، وخصت بالشكر مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة واللجنة الداعمة التي تسهر على تنفيذ مشروع ضخم يقوم على حفظ وتوثيق وترميم مقتنيات وزارة الثقافة من الأعمال التشكيلية.

وختمت: قناعتنا راسخة بأن الثقافة هي أنبل ما أنتجه الإنسان وأبقى آثاره وهي البناء والعطاء، إذا خبا وهجها انغلق الفكر وغرق في لج الجهل، وغامت النفس يأساً، فلنبقَ معاً وفي كل الظروف شعلة الثقافة متقدة.

مكرمان

الفنانة التشكيلية المكرمة سوسن الزعبي قالت: إن أيام الفن التشكيلي احتفالية مهمة جداً تعطينا شيئاً من حقوقنا، وهذا التكريم كان مفاجأة لي، خاصة وأني كنت من لجان التحكيم على مدى السنوات الأربع السابقة، فكانت لفتة جميلة جعلتني أشعر بالسعادة وأعطتني دافعاً لأقدم المزيد.

أما النحات المكرم جميل قاشا فقال: هذه المرة الأولى التي أكرم فيها، والشعور جميل جداً ويوازي كل التعب الذي قدمته والمحاولات التي قمت بها للتعبير وللبحث عن الذات، والشكر لوزارة الثقافة على هذه اللفتة الجميلة، فهي لم تقصر في حقنا يوماً وكانت سبّاقة في رعاية المبدعين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن