رياضة

في ثامن الدوري الكروي الممتاز.. أربع مباريات … أحداث مهمة وتطورات سريعة ومنافسة محتدمة … ديربي في حمص ومواجهات صعبة للوحدة والساحل والحرية

| ناصر النجار

تنطلق مباريات الأسبوع التاسع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز يوم الجمعة في أربع محطات وتختتم يوم الاثنين القادم بلقاءين طرفاهما فريقا الفتوة وأهلي حلب والسبب كما جرت العادة انتظار عودتهما من المشاركة الآسيوية في الجولة الأخيرة من الدور الأول.

أحداث كثيرة شهدها الأسبوع الماضي على صعيد أخبار الأندية في أهمها استقالة مدرب حطين أنس مخلوف وتم تعيين عمار ياسين مدرباً بديلاً عنه.

عاصفة الخسارة مع الطليعة لم تتوقف على استقالة المدرب فقط، بل شملت أيضاً توقيف الحارس يزن إعرابي والمدافع حسين شعيب حتى إشعار آخر والسبب دخولهما في عراك في أثناء المباراة، ورأت إدارة النادي أن أداء الفريق انخفض في مباراتيه مع تشرين ومع الطليعة فقررت حسم 25% من الرواتب وتوقيف دفع المستحقات المالية حتى تتحسن أوضاع الفريق، حطين بهاتين الخسارتين نزل عن الصدارة، والإدارة بمثل هذه القرارات أرادت إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح الذي يتماشى مع هدفها المعلن هو بطولة الدوري، فالفارق عن الفتوة المتصدر خمس نقاط ومن الممكن استدراكه، لكن استمرار نزيف النقاط يعني تأجيل الهدف المعلن إلى موسم آخر.

كل شيء قابل للتحقيق، وكل هدف يتم السعي إليه بجدية يمكن الوصول إليه، وبعد ثماني جولات نجد أن المنافسة على القمة باتت محددة بين الفتوة 20 نقطة ووصيفيه جبلة وحطين 15 نقطة لكل منهما، الوثبة كان في الأسابيع الماضية ضمن كوكبة المنافسين لكنه تراجع عن موقعه بخسارتين متتاليتين، أما تشرين فما زال غير متوازن حتى الآن ليدخل قائمة المنافسين في الوقت الحالي.

يمكننا في هذه العجالة أن نتحدث عن الطليعة الذي فاجأ الجميع بنتائجه وبالفعل كان حصان الدوري الأسود، حتى الوثبة بما حققه من نتائج يستحق الإشادة لأنه نال أكثر من المتوقع ولا يمكن لأحد أن يبخسه حقه، العتب على فرق الكرامة والجيش والوحدة لأن المطلوب منها كان أكبر بكثير مما تحقق، الوحدة لم يرض عشاقه سواء بالأداء أم النتائج ومثله فريق الجيش الذي حيّر كل المتابعين بما يقدمه من عروض، أما الكرامة فقد أعلن عن هدفه وهو إعادة بناء الكرة في النادي وهذا الهدف يحتاج إلى صبر ومتابعة، لذلك تفاوتت نتائج الفريق وكذلك عروضه بين الجيد ودون ذلك، والأهم من ذلك أن يستمر الفريق في هدفه حتى يصل إليه، يمكن أن تكون تجربة أهلي حلب شبيهة بتجربة الكرامة مع الفارق أن أهلي حلب اعتمد على أبناء النادي من مخضرمين وشباب، والكلام نفسه ينطبق عليه ونقصد هنا الصبر والمتابعة والدعم.

تجربة نادي الساحل هذا الموسم معقولة، لكن الأسابيع المتبقية من مرحلة الذهاب ستثبت إن كان بإمكان الفريق البقاء مع الآمنين أم إنه سيدخل مرحلة الخطر ليعيد حساباته في مرحلة الإياب.

وأخيراً فريق الحرية على ما يبدو لا حول له ولا قوة، ولسان الحال يقول: لا جود إلا بالموجود، الفريق غارق في الخسارات ولا يوجد بصيص ضوء قادم يمنح الفريق وأنصاره الأمل، وعلى النقيض نجد أن فريقيه الأولمبي والشباب من الفرق المنافسة في فئتيهما فإن استمر الحال على هذا الوضع فإن الاعتماد على الشباب سيكون الحل الأمثل على طريق بناء كرة النادي من الشباب.

الحدث المهم أن اتحاد كرة القدم فتح باب الانتقالات الشتوية بين الذهاب والإياب لـ25 يوماً يبدأ منتصف الشهر القادم وينتهي في منتصف شباط (15/1/2024، 11/2/2024) وهذه فرصة لجميع الفرق لكي تعيد دراسة أوراق فرقها ولاعبيها فتفسخ عقود من ثبت أن الفريق ليس بحاجته أو إنه لم يقدم الأداء المنتظر منه، وتبني فرقها على عقود جديدة ببعض اللاعبين الذين يمكن الاستفادة منهم، والأهم دراسة مستوى المحترفين فالكثير منهم لم يقنع أحداً.

تعليق المشاركة

أصدر نادي جبلة منتصف الأسبوع الحالي بياناً تحدث عن مظلمة لاعبه عبد الإله حفيان الموقوف ست مباريات، وما جعل النادي يصدر مثل هذا البيان قرار لجنة الاستئناف في اتحاد كرة القدم تخفيض عقوبة لاعب الوحدة المحترف المالي سيكو تراوري من أربع مباريات إلى مباراة واحدة، وقال البيان: إن الفعل الذي تعاقب عليه الحفيان يشبه الفعل الذي ارتكبه تراوري، والأكثر أن تراوري أثار حفيظة جمهور الوثبة فقام بالشتم ورمي العبوات البلاستيكية ما تسبب بعقوبة لنادي الوثبة تمثلت بغرامة مالية قيمتها ثلاثة ملايين ليرة سورية، فهل كل هذه الأفعال وما تسببت به من مشاكل مبررة لتخفيض العقوبة إلى مباراة واحدة وكأن اللاعب قد خرج بالحمراء جراء إنذارين أو نتيجة مخالفة فنية.

العقوبة المفروضة على لاعب جبلة عبد الإله حفيان بعد التخفيض تتطابق مع ما قام به اللاعب، لكن العقوبة التي تم تخفيضها للاعب الوحدة تراوري في لجنة الاستئناف ترفع العديد من إشارات الاستفهام وخصوصاً أن المبررات المقدمة لهذا التخفيض كانت غير مقنعة.

أما موضوع تعليق المشاركة فنفهمه من باب الضغط على اتحاد كرة القدم ليجد له الحل المناسب.

ولأن الشيء بالشيء يذكر لابد أن نذكر أن الأسبوع المنصرم في الدوري الممتاز كان أسبوعاً نظيفاً وهادئاً لم تحمل مبارياته أي خروج عن الروح الرياضية وكانت الأمور في قمة الانضباط وبأحسن حال ونتمنى أن تكون كل المباريات على الشاكلة هذه حتى لا يتضرر أحد من العقوبات سواء الأندية أم الكوادر أو اللاعبين.

المفارقة كانت باعتراض مدرب سيدات فيروزة على حكم اللقاء الذي قاد لقاء سيدات فيروزة وعمال السويداء، فريق فيروزة فاز في المباراة 4/صفر وكان مسيطراً عليها، والمباراة من طابقين، لذلك فإن الاعتراض على التحكيم أمر غير مبرر مهما كان القرار التحكيمي، لكن إذا علمنا أن من قام باعتراضه الشديد على التحكيم هو حكم دولي (طاهر بكار) فإنها الطامة الكبرى وخصوصاً أنه أكثر الكوادر معرفة بظروف الحكام، لذلك نقول: لا عتب على اللاعبين وغيرهم إن احتجوا على التحكيم بعد الآن! واللافت للنظر أن طاهر بكار كان ضمن طاقم التحكيم الذي قاد مباراة حطين والطليعة والتي كان العديد من قراراتها محط استغراب وتساؤل من المراقبين!!

مباريات الجمعة

ستقام أربع مباريات يوم الجمعة، وتختتم الاثنين بلقاءين، فيلعب على ملعب الجلاء بدمشق الجيش مع الفتوة، ويلتقي على ملعب الباسل في اللاذقية تشرين مع أهلي حلب.

جبلة الوصيف يلعب غداً على ملعبه مع الوحدة، المباراة غاية في الأهمية فصاحب الأرض يريد الاستمرار في التقدم والزحف نحو الأمام فلعل الفتوة المتصدر يتعثر أمام الجيش، أهداف جبلة كبرت وتنامت وخصوصاً أن النتائج الأخرى ساعدته ليصبح في موقع الوصيف وهدفه القادم الصدارة واللقب وهو مسعى سيبذل من أجله النوارس الغالي والرخيص، الوحدة الضيف أمامه لقاء صعب بكل المقاييس، وعليه أن يعرف كيف سيتعامل مع طموح جبلة على أرضه وبين جماهيره، موقع الوحدة الصعب على جدول الترتيب يجعله يقدم أفضل ما عنده فلعل وعسى يعود بغنيمة محرزة من أرض النوارس.

ديربي حمص بين الوثبة والكرامة له حساباته الخاصة وميزانه الذي يصنف من الأحق بزعامة كرة المدينة، الفريقان كان استعدادهما للمباراة كبيراً في الأيام السابقة والمدربان درسا كل النقاط التي يمكن استغلالها للوصول إلى الفوز، في السنوات الأخيرة كانت هذه المباريات تميل للوثبة إن لم تنته بالتعادل، الكرامة ينظر إلى المباراة من باب الفوز فإن تحقق فإن كل مطبات الفريق السابقة ستمحى بطرفة عين، والوثبة يعتبرها مباراة التعويض بعد تعرضه لخسارتين متتاليتين أزعجتاه كثيراً، لا فوارق في المباراة والكل على الورق سواسية، لكن على أرض الملعب لكل مجتهد نصيب.

حطين بكادره الفني الجديد يحاول النهوض من كبوتي تشرين والطليعة ليسابق الزمن ويحقق الأمل بنقاط تحيي الروح فأمامه اليوم الفتوة وجبلة وأي سقوط جديد يعني أن الأمل سيضعف شيئاً فشيئاً وسيفقد حظوظه بالمنافسة على لقب الدوري، لقاؤه مع الحرية في حمدانية حلب يسمى لقاء السهل الممتنع، فالحرية كما أثبتت المراحل السابقة غير مستعد وأن الأمل بتغيير مجرى حياته الكروية صعب في الوقت الحالي وهذا لا يعني أن حطين ضامن للفوز فقد يحدث أخضر حلب أمراً مفاجئاً.

المباراة الرابعة مسرحها ملعب حماة البلدي وفيها سيستضيف الطليعة الساحل، المباراة أقرب للتكافؤ والطليعة صاحب المفاجآت والعروض الجيدة لن يدع ضيفه يعود إلى طرطوس سعيداً، الروح المعنوية عند إعصار العاصي في أوجهها وسيلاقي دعماً كبيراً من جمهوره ليواصل تقدمه وليحافظ على موقعه بين الأربعة الكبار، الساحل يلعب للأسبوع الثاني خارج أرضه والفريق يقدم أداء جيداً ويعذّب كل الفرق التي يقابلها وإن خسر فخسارته تأتي بصعوبة وهذا الكلام في المراحل الأخيرة، الضيف أيضاً يعرف أن عليه سحب النقاط من منافسيه وإلا فإن أموره لن تكون بخير وقد يهبط من مواقع الآمنين إلى مواقع الخائفين.

المباراة رهن ظروفها والأفضلية لصاحب الأرض والضيف قد يفعلها.

من ذاكرة الوطن

في موسم 2020-2021 فاز حطين على الحرية بأربعة أهداف سجل منها أنس بوطة هدفين ومحمد قلفاط ومرديك مردكيان وشهدت المباراة إضاعة ثلاث ركلات جزاء فأضاع من حطين مرديك مردكيان وأنس بوطة، وأضاع سامر السالم من الحرية، كما شهدت خروج لاعب الحرية عبد المعطي كياري بالحمراء، في الإياب فاز الحرية بهدف أحمد الدبل.

في الموسم نفسه فاز الطليعة على الساحل بهدفين لهدف واحد، هدفا الطليعة سجلهما أحمد العمير أحدهما من جزاء، وسجل هدف الساحل أحمد الأسعد من ركلة جزاء، وفي الإياب تعادل الفريقان بهدف لمثله، سجل للساحل أحمد غلاب من ركلة جزاء وللطليعة عبد الهادي حنبظلي.

في الموسم الماضي انتهى لقاء الوثبة مع الكرامة في الذهاب والإياب إلى التعادل السلبي، في مباراة الذهاب بين جبلة والوحدة فاز جبلة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها عبد القادر عدي ومحمود البحر من جزاء وسلطان سلطان، وفي مباراة الإياب وكانت آخر مباراة في الدوري وهي هامشية بالنسبة لجبلة الذي لعب ناقص الصفوف ففاز الوحدة بهدف علي رمضان وبفضل هذا الفوز نجا الوحدة من الهبوط!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن