في ظل التهديــد الأمنــي المســتمر في البحر الأحمر وخليج عــدن إثــر الهجمات اليمنية، أعلنــت شركة «زيم» الإسرائيلية للشحن أنها سترفع أسعار النقل من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط في أقرب وقت ممكن.
وحسب موقع «غلوبز» الإسرائيلي، قالت الشركة إن التهديد اليمني يقع على طريق تجاري دولي، ويؤثر في جميع شركات الشحن العاملة في المنطقة، والتي اتخذ بعضها إجراءات مماثلة، وأضافت إن التحدي لا يقتصر على شركة زيم، والرد عليه يجب أن يأتي من المجتمع الدولي والأطراف المكلفة حرية الملاحة وأمن التجارة الدولية.
وفي السياق، كشف موقع «غلوبز» أن شركة «زيم» قررت، قبل نحو أسبوعين، تغيير مسارات الإبحار من شرق الأراضي المحتلة، بسبب التهديدات اليمنية، بحيث تتجاوز إفريقيا، بدلاً من المرور عبر باب المندب، ومن هناك إلى قناة السويس.
ولم تحدد الشركة مدة التأخير، لكن جاء في الرسائل التي أرسلتها عدة شركات شحن دولية كبيرة إلى عملائها في الأراضي المحتلة، أن ذلك يعني إضافة ما يصل إلى 18 يوماً إلى وقت النقل، أمّا من حيث التكاليف، فقد أضافت 20 إلى 100 دولار للعملاء عن كل حاوية.
خطوة «زيم» تشبه خطوة الشركات الأكبر منها بكثير، إذ إن شركة الشحن الدنماركية «ميرسك»، والتي تمثّل نحو 14,8 بالمئة من إجمالي التجارة العالمية في الحاويات، أعلنت فرض تكاليف إضافية على الشحنات المتجهة إلى الأراضي المحتلة.
وقالت شركة «ميرسك»: إن أقساط التأمين تستمر في الارتفاع للسفن المبحرة إلى إسرائيل، ما أدى إلى حاجة ميرسك لتنفيذ ملحق مخاطر الطوارئ، علماً أن الإضافة مخصّصة لتكاليف تأمين إضافية، تهدف إلى ضمان الخدمة للعملاء في إسرائيل.
ووفق موقع «غلوبز»، فإن حجم الزيادة في الأسعار سيكون 50 دولاراً للحاويات سعة 20 قدماً، و100 دولار للحاويات مقاس 40 و45 قدماً.
وأورد الموقع أن هذه الخطوة هي الثانية التي تتخذها شركة «ميرسك» فيما يتعلّق بإسرائيل، بعد أن أعلنت سابقاً أنها قررت تحويل سفينتين من سفنها من البحر الأحمر بسبب «ارتباط إسرائيلي»، علماً أن السفينة الأولى هي «ليزا»، التي وصلت من الهند ووجّهت إلى ميناء صلالة في عمان، و«ميرسك باجاني» التي انطلقت من كيب تاون وتمّ تحويلها إلى موندرا في الهند.
وشركة «ميرسك» هي شركة أكبر بكثير من شركة «زيم»، ففي مجال نقل الحاويات، تبلغ 4,1 ملايين «Teu» (وحدة مكافئة لـ20 قدماً)، مقارنةً بنصف مليون لشركة «زيم»، ما يجعلها في المركز الثاني على مستوى العالم في هذا المجال.
يأتي ذلك على حين تؤكّد القوات المسلحة اليمنية الاستمرار في منع السفن من الجنسيات كافة المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في بحر العرب، والبحر الأحمر، حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال ما يحتاجه أهلها من غذاء ودواء.