أكد أن أميركا تريد حلاً «على هواها» … لافروف: لن نقبل بأي تسوية لا تشمل قيام دولة فلسطين وفق القرارات الدولية
| وكالات
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لن توافق على أي اتفاقيات «للتسوية» في الشرق الأوسط لا تشمل قيام دولة فلسطين، معتبراً أن الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية «بشكل عادل وللأبد» هو مفاوضات دولية بمشاركة أعضاء مجلس الأمن الدائمين وقادة الدول العربية والإسلامية، ومنظمة الأمم المتحدة.
وفي كلمة له أمام مجلس الاتحاد الروسي أمس، قال لافروف: إن «روسيا لن توافق على أي اتفاقيات للتسوية في الشرق الأوسط تمس أمن إسرائيل، ولا تشمل قيام دولة فلسطين»، وأضاف: «المشكلة غير المحسومة المتمثلة في عدم قيام دولة فلسطينية هي العامل الوحيد والرئيسي الذي يغذي التطرف في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
وأشار إلى أن «هناك قرارات عمرها 75 عاماً نصت على قيام دولة فلسطين، الدولة العربية التي لم يعلنها أحد إلى جانب إسرائيل»، وتابع: «وبالحكم على الموقف الذي يتبناه الغرب الآن، يتبين أنه ليس لديه أي نية لتأسيس دولة فلسطينية، الغرب والقيادة الإسرائيلية الحالية لا يريدان توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية كما نص قرار قيام دولة فلسطين».
وشدد على أنه «لا يمكن تقبل الأساليب الإسرائيلية ضد حماس التي تتسبب بمعاناة المدنيين»، ولفت إلى أن إسرائيل على الرغم من مناشدات روسيا وعدد من الدول، تواصل «أنشطة إنشاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والقدس الشرقية».
ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة، رفضت العمل ضمن إطار «اللجنة الرباعية» للتسوية في الشرق الأوسط، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وشدد على أن الولايات المتحدة تريد «إيجاد حل على هواها» للقضية الفلسطينية، واختراع شيء ما يمكن تسميته «لاحقاً» دولة فلسطينية».
وفي تصريحات صحفية له أعقبــت كلمته، قال لافروف: «روسيا تبذل قصارى جهدها، وأهم أولوياتها الآن إطلاق مواطنينا الرهائن لدى حماس وإجلاء جميع الروس الذيـن يريدون مغادرة قطـاع غـزة، وبالتوازي نبذل جهدنا في سبيل حل المشكلات الإنسانية المتمثلة بإيصال الأدويـة والمساعدات لسكان قطاع غزة والأولوية الثالثة والأكثر إلحاحاً هي وقف إطلاق النار ليس فقط لحل بعض المشكلات الإنسانية، ولكن وقف إطلاق النار على أساس دائم لحل المشكلة العالقة منذ 75 عاماً وهي قيام دولة فلسطينية».
واعتبر لافروف أن حل الصراع بين إسرائيل وفلسطين «لا يزال بعيداً جداً جداً»، وأشار إلى أنه وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، فإن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون موحدة ومستقلة، ويجب أن تسترشد بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن وحسن جوار.
ولفت إلى أن «حل القضية من جانب واشنطن وحدها أو مع بعض حلفائها المقربين بشكل سري وغامض وغير واضح ومن دون إقامة دولة فلسطينية غير ممكن على الإطلاق حيث يتم اقتراح حلول عديدة وغير مناسبة».
وشدد لافروف على أن أي مقترح أميركي لن يدوم طويلاً ولن يجلب الاستقرار والسلام للإسرائيليين ولا للفلسطينيين لأنه من دون تحقيق تسوية عادلة وشاملة فإن ذلك سيغذي التطرف في الشرق الأوسط، وأكد أن الطريق الوحيد لحل القضية بشكل عادل وللأبد هو مفاوضات دولية بمشاركة أعضاء مجلس الأمن الدائمين وقادة الدول العربية والإسلامية، ومنظمة الأمم المتحدة.
وأول من أمس، أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي جرى بينهما ضرورة حشد الجهود الدولية، لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة،
في الأثناء، أشار سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وحسب وكالة «نوفوستي»، بحث سكرتير مجلس الأمن الروسي مع «رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي» تساحي هنغبي هاتفيــاً الحــرب على قطاع غزة، وأشار إلى تدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وجاء في بيان المكتب الإعلامي لمجلس الأمن الروسي: «أجرى سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف محادثات هاتفية مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وتم إيلاء الاهتمام للوضع الراهن في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزّة».