بيروت: تكلفة النزوح السوري في لبنان تقدر بعشرات المليارات من الدولارات … بمشاركة سورية… انطلاق أعمال المنتدى العالمي الثاني للاجئين في جنيف
| وكالات
بمشاركة سورية، انطلقت أمس، في مدينة جنيف السويسرية أعمال المنتدى العالمي الثاني للاجئين، على حين أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في كلمة له في المنتدى، أن تكلفة النزوح السوري في بلاده تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وأن بلاده على شفير الانهيار وأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تلقيها الأزمات المتتالية واعتبارها من قبل البعض مشاريع أوطان بديلة.
وذكرت وكالة «سانا» أن نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ ترأس وفد سورية المشارك في المنتدى الذي انطلق أمس ويستمر حتى الـ 15 من الشهر الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية أمام المنتدى أشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى وجود 114 مليون لاجئ ونازح داخلياً حول العالم، لافتاً إلى تطلع كل لاجئ تقريباً للعودة إلى وطنه.
وحذّر غراندي من وجود كارثة إنسانية كبرى تتكشف في قطاع غزة، مضيفاً: إن عجز مجلس الأمن في هذا الصدد يدفعنا لتوقع المزيد من الوفيات والمعاناة بين المدنيين، وكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
وأوضح غراندي أن العديد من المنظمات الإنسانية تواجه تحديات تمويلية حادة، ومن بينها المفوضية التي تفتقر إلى 400 مليون دولار، الأمر الذي لم تشهده منذ سنوات، معتبراً أن انعقاد المنتدى يأتي في الوقت المناسب لضمان الاستجابة المطلوبة للجوء والنزوح.
ويضم الوفد السوري كلاً من المندوب الدائم لسورية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف السفير حيدر علي أحمد، ومدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية والمغتربين قصي الضّحاك.
وفي السياق نقل موقع «النشرة» عن ميقاتي قوله في كلمه له خلال المنتدى: «لقد مر ثلاثة عشر عاماً على بدء الأزمة السورية، وما تركته من انعكاسات مباشرة على لبنان، أبرزها وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري على أرضنا، وارتفاع هائل في أعداد الولادات»، معتبراً أن التحديات التي تواجهها بلاده جراء هذا النزوح، تتجاوز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، لتطول الأمن المجتمعي، واهتزاز التركيبة الديموغرافية الحساسة لجهة تجاوز عدد الولادات السورية الولادات اللبنانية وارتفاع نسبة الجريمة واكتظاظ السجون، بما يفوق قدرات سلطات بلاده على التحمل.
وتابع ميقاتي: «يختلف اللبنانيون على الكثير من الملفات ولكنهم متحدون صوتاً واحداً على مطالبة المجتمع الدولي بحل قضية النازحين (السوريين) وعدم الضغط على لبنان لإبقائهم على أرضه، ولقد أظهر التقرير السنوي الذي أعده البنك الدولي وسينشر في غضون أيام أن كلفة النزوح السوري على لبنان منذ بداية الحرب السورية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، متسائلاً: «فهل من المقبول أن يبقى العالم متفرجاً على وطن ينوء تحت أعباء فُرضت عليه فرضاً ولا قدرة له على تحمّلها، وعلينا جميعاً أن نتشارك مع المجتمع الدولي من أجل حل مستدام لهذا التحدي».
وختم ميقاتي كلمته بالقول: «قدرنا أن نتشارك وإياكم تحدي معالجة النزوح، وندائي لكم أن تضعوا هذا الأمر في سلم الأولويات، لأننا بتنا على شفير الانهيار الكلي، ولن نبقى مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن أنفسنا لأننا أصحاب الحق أولاً وأخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة».